أين الجوازات اليمنية؟
الاربعاء, 15 مايو, 2019 - 11:13 مساءً

يومين أعد لفيديو عن الجوازات ومشكلتها في اليمن.
 
بحثت في تويتر وفيسبوك عن أبرز ما قاله الناشطين والمفسبكين عن الأمر، وفي المواقع الإخبارية عن أبرز الأخبار التي تداولت هذه القضية، وفي الصفحات الرسمية للمسؤولين الحكوميين.
 
أكثر المتألمين من انعدام الجوازات هم الناس اللي في داخل اليمن، وهم كثيرون، أو في خارجه ويحتاجون للجوازات وهم عدد بسيط.
 
اليمنيون المقيمون في السعودية وخارج اليمن ولديهم جوازات هم أقل تفاعل مع القضية.
 
أكثر الناشطين في السعودية تبادلوا هذا المنشور المعنوان بـ "بيان بشأن انتهاء مشكلة الجوازات في منفذ الوديعة البري"، وذلك بعد انتهاء المشكلة في منفذ الوديعة، والتداول له علاقة بالتواجد بالسعودية أكثر من أي شيء آخر.
 
ناشطون يمنيون في دول أوربية وامريكا هم الآخرين تفاعلوا بحماس مع هذه القضية، وظهروا في فيديوهات متحدثين عن الأمر مثل وسيم العامري من اليونان وشخص آخر من أمريكا.
 
في موقع وكالة سبأ الحكومي لاتوجد أي إشارة تبين لماذا انعدمت الجوازات؟ وما هي مبررات انعدامها.
 
والحال نفسه في صفحة وزارة الداخلية على فيسبوك، التي لم تشير إطلاقا لانعدام الجوازات ولم تقدم أي توضيح للجمهور، وكذلك موقعها الإلكتروني.
 
أما صفحة رئيس الوزراء معين عبدالملك في تويتر  فليس فيها أي حديث أو إشارة لمأساة الجوازات لا من قريب أو بعيد.
 
المؤلم هو مانشره المتضررين من انعدام الجوازات والتداعيات التي أثرت عليهم.
 
وكذلك ما كشفه البعض عن فساد يمارس في مصالح الجوازات والسفارات حيث يجري بيع الجواز بالدولار وبأسعار مرتفعة.
 
من جملة المسؤولين اليمنيين الذين انتقدوا هذا الوضع هو ابراهيم الجهمي ملحق شؤون المغتربين بالسفارة اليمنية بالقاهرة الذي كتب أكثر من منشور متسائلا عن مبررات انعدام الجوازات.
 
وزاد الطين بلة وجود ثلاثة أصناف من الجوازات اليوم، الصنف الأول جوازات صادرة من مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، داخل اليمن وخارجه، وأخرى صدرت من مناطق سيطرة الحكومة، ولكنها معيوبة، وجرى رفضها، بسبب عدم وجود علامة الطير الجمهوري فوق صورة حامل الجواز.
 
والثالثة صادرة من مناطق سيطرة الحوثيين، ورفضت الحكومة الشرعية التعامل معها.
 
الغريب إن وزارتي الداخلية والخارجية في الحكومة الشرعية أصدرا بيانين منفصلين عن رفض التعامل مع جوازات الحوثيين، ولكنهما عجزتا مجتمعة عن توفير الجوازات الصحيحة للمواطنين.
 
انعدام الجوازات أمر خطير، ويعكس تقاعس الحكومة بمختلف أجهزتها ومسؤوليها، ولا يوجد مبرر مقنع يفسر هذا الأمر، فليس من الوارد إطلاقا أن تنعدم الجوازات، ويظل المواطنين بلا هوية، وتتضرر مضالح الآلاف منهم، كالمرضى والطلاب، والراغبين في السفر.
 
وضاعفت الحكومة اليمنية المأساة، فإضافة إلى عدم توفير الجوازات، لم تقدم أي توضيح للناس، وسوقت الكثير من الوعود عن قرب وصول الجوازات ولكنها لم تف بأي من وعودها.
 
اليوم بجانب أن اليمني صار مشردا ونازحا في الخارج، ومحاصرا وجائعا في الداخل، يفقد ما تبقى له من هوية، رغم أن هذا الجواز نفسه بالكاد يسافر فيه اليمني لأقرب دول المنطقة.
 
هل تشعر الحكومة اليمنية الشرعية بالمعاناة؟
 
هل يتخيل مسؤول حكومي نفسه بلا جواز؟ أو أحد من أقاربه؟
 
أخشى أنهم أصلا لايشعرون.
 

التعليقات