تعز.. دفعة 150 جريحاً .. الإنجاز والمواقف
- تعز - خاص الجمعة, 28 ديسمبر, 2018 - 08:29 مساءً
تعز.. دفعة 150 جريحاً .. الإنجاز والمواقف

[ عودة 150 من مبتوري الأطراف إلى تعز بعد إجراء عمليات ناجحة في الهند ]

الرحلة العلاجية هذه لعدد من جرحى تعز بصمة لأيادي بيضاء ونجاح لفعل خيري في وقت تخلت الحكومة الشرعية عن القيام بواجبها تجاه من قدموا أرواحهم وأجسادهم فداءً للوطن ليصبح الإهمال السمة الأبرز لقضية جرحى مدينة تعز وغابت المسؤولية ليظهر الخذلان واللامبالاة بشكل مخجل.

 

مائة وخمسون جريحاً مبتوراً ممن فقدوا أطرافهم جراء الجرب يعودون إلى مدينة تعز بعد رحلة علاجية ناجحة إستمرت لخمسة أشهر في دولة الهند.

 

فاروق الصراري أحد منسقي الدفعة أكد عودة جرحى تعز إلى مدينتهم على دفعتين بعد استكمال تركيب الأطراف الصناعية لهم وإجراء عدد من العمليات الجراحية الخارجية فيما لازال خمسة وعشرون من الجرحى في مستشفيات الهند يستكملون العلاج ...

 

وداعاً للعكاكيز .. فرحة الجرحى بالإنجاز

 

في خضم الأحداث ووسط الوجع الذي لايقاوم كانت الرحلة العلاجية كإنقاذ يقول الجريح سفيان حزام الذي أصيب بمنطقة الضباب وعانى لمدة عامين من شظايا في بطنه وبتر لساقه جراء الحرب الظالمة على تعز قال إن سفره لتركيب طرف صناعي كان تخفيفاً لمعاناة جراحات بطنه حيث اجرى لها عدة عمليات.

 

ماجد المحمودي الذي بترت ساقه بلغم زرعته مليشيات الحوثي في منطقة مشرعة وحدنان أصبح يمشي بشكل طبيعي بعد أن ركب قدماً صناعية من تحت الركبة يتحدث بابتسامة عريضة ويشعر بثقة أكثر منذِ قبل.

 

الجريح حلمي شرف أجرى له تصحيح بتر للقدم اليسرى قبل تركيب الطرف ومثله محمد علي غالب نزعت الصفائح والمسامير من رجله والجريحان هزام السامعي وسامي الحميدي تم تركيب أيدي وظيفية صناعية حساسة لهما تسعدهما على ممارسة حياتهما الطبيعة وأنشطتهما المختلفة وطرفين سفليين أيضاَ.

 

أربعون عملية جراحية خارجية للعظام والأعصاب وإزالة الشظايا وعمليات عيون وتصحيح بتر أجريت للجرحى و150 طرفاً صناعيا تم تركيبه خلال الرحلة العلاجية .

.

الطبيب المرافق للدفعة

 

منصور الوازعي الطبيب المتخصص في الأطراف الصناعية المرافق للدفعة أوضح أن إختيار الأطراف الصناعية كان بدقة عالية بحيث تتناسب مع أنشطتهم وأعمارهم ومناطقهم المختلفة وتمكنهم من ممارسة أعمالهم والمشي بها بل الجري كما فعل البعض منهم.

 

واختيار مركز KARE في بنجلور الهندية يقول الطبيب منصور أنه استغرق وقتاً وبحثاَ ومن واقع تجارب مع جرحى سابقين فالمركز لديه كادر مؤهل وإثنين استشاريين في مجال الأطراف على مستوى آسيا.

 

وأضاف الوازعي أن مراكز الأطراف الصناعية بالهند مجهزة بأرقى الأجهزة وكوادر مؤهلة وأطراف صناعية ذات جودة عالية فيما مركز الأطراف بتعز يعاني الإهمال من الحكومة والتحالف وكان من المفترض إعادة صيانته ودعمه ليقوم بواجبه في مثل هكذا ظرف مناشداً الجهات المعنية لإنقاذ المركز.

 

إبتهاج بحفل بالهند

 

في حفل الإبتهاج بنجاح المهمة والاستعداد للعودة للوطن إختلطت مشاعر الفرحة بالامتنان.

 

حياة الذبحاني مشرفة الرحلة العلاجية تقول " ارتدى الجرحى البدلات الرسمية مع ربطة العنق بشكل أنيق لتتوالى الكلمات.

 

الجرحى يمدحون في  من أسدى المعروف ومنسقوا الرحلة العلاجية في فرحة الانتصار على التحديات والعنوان الإبرز للحفل وداعاً للإعاقة.

 

فاعل الخير "الجندي المجهول"

 

أسدى جميلاً لهؤلاء الجرحى وتكفل برحلتهم العلاجية ، صنيعُ سيدون في قاموس التضحيات .. حديث الجرحى .. ومافعله شرفاً ناله بإستحقاق ذاك وصف اللجنة المرافقة للدفعة، وقام بدور يستحق عليه الثناء والتقدير كما ذكر قائد المقاومة الشيخ المخلافي من قبل.

 

سلطنة عمان .. الموقف الذي لاينسى

 

إمتدت يد الشقيقة سلطنة عُمان لتضمد من جراحات تعز سخاءا وإحساناً فسخرت الطيران لنقلهم من الحدود الى مسقط ووفرت الفنادق بتبعاتها وخصصت مشفى للحالات الخاصة .. حينها إرتسمت على محيا الجرحى إبتسامة أمل الشفاء وفرحة الضيافة.

يقول الجريح محمد قاسم "مبتور الساق" جراء الحرب : ماتوقعت أن تحضر كل تلك الإمكانيات لإستقبالي في الحدود من سيارات الإسعاف والأطباء وطيران سلاح  الجو السلطاني العُماني بينما في بلادي قطعت المسافة  براً لثلاث أيام متتالية وأنا أحمل جراحاتي .

 

عبدالعزيز جريح أخر يقول سعدت جداً برؤية معاملة الإشقاء العمانيين لنا بهذه الطيبة وسمو الأخلاق تراهم يرحبون بك ثم لا تشعر سوى أنك في بلدك ويضيف وقال لقد إهتموا في أدق التفاصيل كإخراجنا للرحلات والنزهة وغيرها.

 

يقول الجرحى لن ننسى لشعب عُمان وسلطانها قابوس بن سعيد الموقف الإنساني النبيل وخاصة في ظرف كهذا.

 

الموقف لن يمحى من ذاكرة الجرحى وذويهم وسيذكره أبناء تعز جيداً واليمن ككل .

 

فريق يستحق العرفان

 

الفريق الذي رافق وكافح من أجل إنجاح المهمة .. ناضل بحق بشهادة الجميع فـ حياة الذبحاني ود. منصور الوازعي وفاروق الصراري ومحمد الخزرجي وبكر عزالدين وعبدالرحمن حسن وعبداللطيف الحُميدي كانوا خلية نحل لاتتوقف تسابق الزمن لتحقيق أهداف الرحلة وإنجاز المهام.

 

على هامش الرحلة العلاجية

 

قائد المقاومة الشعبية الشيخ حمود سعيد المخلافي وجه حينها بصرف 300 دولار لعدد 50 جريحا في الهند من جرحى مدينة تعز كمساعدات إسعافيه من غير جرحى الدفعة الذين تقطعت بهم السبل وكانت قد أرسلتهم سابقاً اللجنة الطبية الحكومية ثم أهملتم.

 

وخلال الفترة ذاتها الشيخ حمود المخلافي يصرف مبلغ (225,000 ) جنيه كمساعدات إسعافية لجرحى تعز العالقين في مصر والبالغ عددهم 45 جريحًا ، بمعدل 5000 جنيه لكل جريح بعد أن توقفت مصاريفهم ومستحقات علاجهم منذ 3 أشهر في ظل الخذلان والإهمال الحكومي .

 

كلمة ليست الأخيرة

 

يقول قائد المقاومة الشعبية الشيخ حمود سعيد المخلافي "الحمدلله على نجاح المهمة وبالختام ليس لنا ولا لأحد فضل في ذلك، فالجرحى قدموا أغلى مايملكون من أجل اليمن ومانفعله واجب علينا فهم أبطال الجمهورية وحماة الوطن".

 

يضيف الشيخ المخلافي: العمل لم ينتهي بعد بل الخطوة الأولى في المشوار فمركز صلالة سيكون أقرب وأكثر خدمة للجرحى والقادم مستقبل مليء بالأمل ومفعم بالعزيمة ...

 

رسالة 

 

جرحى مدينة تعز لازالوا في معاناتهم يتجرعون والحكومة في حلول ترقيعيه لا ترقى إلى مستوى التضحية، قضية الجرحى يجب أن تكون في سلم الأولويات فلولا تلك الجراحات لما كانت الانتصارات.


التعليقات