الثورة والامية في اليمن..!
الأحد, 19 مارس, 2017 - 12:59 مساءً

عندما خرجنا للساحات لنعبر عن رغبتنا بالتغيير كان النظام الفاشي يستخدم الفئة الصامتة من الشعب كسلاح ذو حدين تارة لايهام ذاته انهم يوالونه وأخرى لتمرير الشائعات الإعلامية عبرهم.
 
النظام العفاشي جنى ثمن جهده بتجيهل الشعب منذ عقود  ونحن كذلك تأثرنا سلباً عندما استسلمنا لقدراتنا المحدودة أمام نظام استعد لذلك منذ أكثر من عقدين من الزمن ، وركنا كثيرا على عامل الوقت، وكبرت تكاليف الفاتورة ومع مرور الوقت وتطورات الأحداث كنا نراهن على صحوة الفئة الصامتة داخل المجتمع.
 
تتالت الأحداث وتكشفت الحقائق لكثير من الوجوه والفئات التي بدت تشاركنا التغيير وكان فارق تغيير قناعات الفئة الصامتة نسبة ضئيلة ، حتى اجتاحت المليشيات الانقلابية معظم مناطق اليمن، حينها كنا نخوض معارك عدة منها اقناع كثير من تلك الفئة بخطورة هذه المليشيات كون الفرصة مواتية لإثبات قناعاتنا القديمة بأحداث تواكب الواقع و تؤكد اننا كنا على حق في ثورتنا ضد نظام افسد كل شيء حتى علاقاتنا الاجتماعية فجعلها تحت خط الفقر والامية لا تؤمن الا بما يغرر به هؤلاء.
 
لكني شخصياً وجدت شخصيات كان علي صالح عندها رمزا وطنياً ، باتت اليوم تكن له العداء و معظم هؤلاء ممن كانوا يشكلون قناعة لدى المجتمع بأن عفاش زعيم وهم عبارة عن قادة رأي اجتماعي كان صالح يستثمرهم بمعاركة الانتخابية.
كنت مع نقاش بمختلف المجالس ارجئ الأمر بأنه لا حل الا بوعي مجتمعي شامل ، وكنت أقول لمن اتوصل معه لرأي جمعي بأنه صار من الضروري عليه محاربة حالة اللاوعي عند كثير من الفئة الصامتة وتوعية من يستطيع كونة أمام واقع لا يحتاج لحجج تساعدة على اقناع من يعيش حالة متردية من ادراك الواقع.
 
في كثير من الأحيان كنت أدرك مؤخراً بأن كثير ممن ادخل معهم في نقاش مستفيض كان يؤدي دور المعارض لا غير لغرض الاغاضة بينما في قرارة نفسة اصبح يمقت ذاك النظام الذي تحول لمليشيا يدمر ويقتل وينتهك ويحاصر ويستفز كل قيمة داخل مكنون القيم المجتمعية ، ويتسنى لحظة وجود حقيقي لقيادة يركن عليها في خوض معركته ضد من كان يدافع عنهم بالأمس وتكشفت صورتهم الحقيقية مستفحلة واكثر قبحا مما سبق.
 
المواطن اليمني بسيط وغير مؤدلج بطبيعة الحال وهذه الحالة تكاد تكون هي التعريف الشامل لمعظم الفئة الصامتة وما يثبت ذلك هو احساسهم بما يجري حولهم ومنهم كثير يحاولون اقناعنا بقناعة سابقة لدينا بأن صالح والحوثي ليسوا اكثر من أدوات بيد قوى خارجية وهم بالمجمل يؤيدون حل يمني يمني ولو حسم عسكري ينهي حالة الغوغائية التي تشكل معظم المشهد اليمني ويرجئون ذلك لفعل خارجي بامتياز ويشمل ذلك معسكري الشرعية والانقلاب.
 
كنت في الريف حينما عاد الرئيس هادي لليمن وعادت الحكومة واستمعت لبعض هؤلاء وهم يقولون بأنها خطوة في الاتجاه الصحيح ومبشر لانفراج قادم ، ويعللون ذلك بأن المملكة العربية السعودية هي من قررت ذلك وانها ستدعم انهاء الإنقلاب رغم انهم كانوا قبلها قد فقدوا ثقتهم بالتحالف العربي والرئيس هادي.
 
احد المواطنين شاهد مواجهات بين حلفاء الانقلاب في منطقة قريبة تتمركز فيه ثكنه مسلحة منهم وعندما بحثنا عن سبب ذلك عرفنا ان عدم تسلمهم رواتب الشهر هو ما جعلهم يتواجهون فيما بينهم، أكد احد المنضوي تحت امرتهم بأن هناك من باع سلاحة وغادر نحو صنعاء حينها قال ذاك المواطن انها فرصة الشرعية والتحالف للانقضاض على ما تبقى منهم رد عليه آخر بأن التحالف غير جاد مع اليمن بينما قاطعه آخر بإمكان التحالف ان يثق بنا فقط ونحن نستطيع طردهم تماماً ، شاركهم آخر بأن التحالف العربي مختل من الداخل ولذا لا تتوقعوا منه أن ينتصر لكم ويحرركم من هؤلاء الهمج ، وكانت كلمة همج أول مرة يصدح بها لتعريف معسكر التحالف الانقلابي فيما انا كنت قبل عشرون شهرا أحاول اقناعهم بهمجية هؤلاء وهم لا يزالون يصرون على غير ذلك باعتبار ان صالح زعيم والحوثيين ناصروه في حربة ضد التدخل الخارجي الذي اصبح تحالف عربي يساند اليمن وهذا تطور كبير وتحول في مدى الإدراك وفهم الواقع.
 
اقسم احدهم بأنه لو وقفت الحكومة الشرعية لجانبهم وصدقت بمعركتها ضد المليشيات الانقلابية لما طالت مدة الانقلابيين فقط يريدون أن يسندوا ظهورهم للقوي الأمين الذي لن يخذلهم ويمدهم بالقوة الكافية لدحر العدوان الداخلي كما عبر احدهم لا يزال ينظر بأن طائرات التحالف عدوان خارجي.
 
يتشكل رأي متقدم يحفه الصمت عند كثير من الفئة الصامتة وهذا يشكل انتصارا مهما في الواقع على مشروع التجهيل الذي عكف علية نظام صالح وحارب التعليم داخل المدارس واخضع نتائج الامتحانات لنتائج الانتخابات.
 
ووسط هذا الاتقاد يحاول اليمني ابداء تكيفه مع الواقع ليزيل عنه بؤس الانحدار المعيشي الذي يتنامى يومياً فيربط مصيرة بمصير شعب كامل ويقول ما أنا الا واحد افضل بكثير ممن حالهم أسوأ ليكشف عن نفسيته المتزنة والمتقدة معا لأجل المشردين والمحاصرين ومن يعيشون تحت لهيب القصف العشوائي الذي يهز اركان منزلة الغائص في الريف في جدار مدينة محاصرة بالنار والماء والغذاء ليشاركهم شرود النعاس تحت وقع انفجارات متواصلة وضربات لا يعلم ضحاياها، وتحت هذه الضربات العشوائية يستدعي طيران التحالف الذي اصبح باعث حقيقي للنوم بسلام فقط يكفي التحليق ليتوقف القصف حتى الصباح ليضمن وقتا مناسبا كذلك للبحث عما يشغله في الوادي والمزرعة التي تشغل فراغة.
 
يعود ليتابع الإعلام وأخبار المواجهات والتطورات الاقليمية والمواقف الدولية والمباحثات وتحركات الوسطاء الدوليين فاحيانا يجد ما يبحث عنه وكثيرا ما تغيب عنه حقيقة ما يجري جراء ضعف اعلام الشرعية الذي ينعكس على الإعلام الخارجي كذلك في نشر حقيقة ما حصل حتى عندهم البارحة لم يحظى بأي اهتمام فيعود ليقدح بالشرعية وينتقد أداء الاعلام المحلي والخارجي ليخفي قناعاتة المتولدة مؤخراً ساعات الظهيرة وخاصة إذا ما تدبر أمر مقيله ثم يرضخ لوساوسه مع ساعات النهار الاخيرة ليلتقي مع قناعاته بداية مساء منفجر وقصف شديد على مدينته فيظل شاهقاً للسماء ينتظر وصول طائرات التحالف لتخرس هذه الاصوات البغيضة.
 
وبينما يتنامى حالة الوعي داخل المجتمع اليمني تزيد حالة الخذلان من قبل الشرعية و التحالف العربي يستريح المواطن العادي لأخبار تقدمات للجيش الوطني هنا او هناك عبر المواطن الصحفي الذي يتابع الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي بينما يعكف معسكر الانقلابيين بدس كم هائل من الشائعات لمحاولة خلخلة قناعات الناس وتذبذها في أعلى مستوى ليمنح كأقل نتيجة عدم ثقته بالشرعية والتحالف بينما الشرعية لا تلقي اي أهتمام بواقع المجتمع وما قد يؤول إليه الوضع يحاول هذا المجتمع قدر الامكان التماسك كي لا يقع في غي معسكر الانقلاب الذي يكرر كذباته المكررة بشكل متواصل مما يجعل المواطن لقمة سائغه لأي مشروع يتبنى وجهة نظرهم ليضعنا أمام مشاريع قد تنجح باستخدام هذا الكم الهائل من الفئة الصامتة التي حاولت عبثاً أداء دورها تحت يافطة الشرعية والوطنية وهي حتى اللحظة تعيش حالة تخبط في ظل غياب قيادة قوية تدفعهم بكل صدق للمشاركة في انهاء هذا العبث ويتكرر ذات المشهد الذي فعلة اجدادنا في مساندة قادة ثورة 26 سبتمبر 1962م حتى حمل المزارع فأسه ليفلق به رأس الإمامة وانهاء حقبتها حتى عادت مجددا اليوم نتيجة حالة اللا وعي الذي عكف نظام صالح على ترسيخه وسط الشعب فلم يعد هذا الشعب مهتما بتاريخه او مستقبله الا عندما تعرض للخطر ولو كان الشعب حيا يقظا واعيا لما تكررت ذات المعركة من نفس الطرف ولوقف حيالة منذ لحظات نموه الأولى.
 

التعليقات