ذكريات البرام

ذكريات البرام

كاتبة وأديبة يمنية مقيمة في أمريكا

كل الكتابات
بساطة اليمنيين
الاربعاء, 10 مايو, 2017 - 01:40 مساءً

اليمنيون شعب بسيط جدا جدا..
 
من بساطته مختفٍ من التكوين العالمي..
 
اذا أحد سألنا من فين أنتو؟؟
 
بسرعة نرد مهرولين: من اليمن..
 
فخورون بالاسم رغم معاناته..
 
إذا شفنا العلم اليمني في أي مكان.. نفرح..
 
ندور فرحة في أي صورة يمنية معلقة في أي مكان وجدر وزاوية..
 
في أي مطعم في أي دولة..
 
في لبس يمني في أي مناسبة..
 
ندور فرحة في رقص طلابنا الخريجين من أي جامعة..
 
من طفلة تغني في اليوتيوب، من واحدة نزلت فيديو عن طريقة عمل بنت الصحن..
 
في صور السلتة والفحسة والعصيد..
 
في صور المطر والشوارع المدلكمة..
 
كنا.. كنا..
 
نتمنى نسمع اسم بلادنا في أي فعالية فنية، أو اجتماعية، أو في رياضية..
 
حتى لو تكون فعالية لبيع البلس ..
 
بس للأسف.. ما سمعناه إلا في أخبار الحروب، ومقالات الإرهاب، ومواقع الممنوعين من السفر..
 
لما بدأ العالم يسمعون عنا، سمعوا عن يمن البؤس والراتب والكوليرا والمختطفين والقاعدة..
 
سمعوا عن أبو ملعقة، وأبو حنظلة، وأبو بردقانة..
 
عرفوا اليمن في أسوأ أسوأ حالاته..
 
من زمان.. من زمان..
 
كلما حاول هذا الشعب يوقف على أرجله، يجي من يدهفه على وجهه بسبب طيبته وحنيته وشهامته..
 
في كل فعالية نشوف فيها مشاركين تخرج تنهيدة من قلب كل يمني متابع..
 
تهدأ في داخلنا الأصوات فجأة..
 
وتخرج من أعماقنا غصة.. تبهذلنا يا عالم.. والله تبهذلنا..
 
تبهذلت اليمن المذبوحة من الوريد للوريد..
 
إحنا شعب عاطفي.. وعاطفي جدا..
 
مشاعرنا ناعمة مهما كانت أشكالنا معكومة..
 
مشاعرنا ناعمة رغم قساوة معيشتنا..
 
نتأثر في ثواني.. نضحك، ونزبج، وننكت، ونغني وفي عيوننا ألف قصة حزينة..
 
إحنا شعب جميل.. واللهِ جميل..
 
بيجي يوم ينفض غبار السياسة من عيونه..
 
بيجي يوم يخف الحمل الثقييييل هذا من على ظهره..
 
لأن في قلوبنا بذور الحب والتعايش..
 
وبيجي يوم تنتعش وتكبر وتثمر أجيال جبارة غصبا عنهم جميعا..
 
بنعيش يا شعبي الملكوم بالمصايب.. غصبا عنهم بنعيش..
 
وبترجع الحياة لليمن.. لازم ترجع..
 
* كاتبة وأديبة يمنية مقيمة في أمريكا، مؤلفة رواية ملاذ آدم.
 
* المقال خاص بالموقع بوست.
 

التعليقات