زواج المتعة بين الحوثية، وأمريكا تحت طاولة الإنقلاب 1-2
الاربعاء, 24 فبراير, 2016 - 06:56 مساءً

لن يتمكن عبدالملك الحوثي، من إلقاء خطبة واحدة دون ان يتحدث عن العدوان " الصهيو أمريكي " وعن قوى "الإستكبار العالمي" هذه لازمة ضرورية من خلالها يسهل تحشيد البسطاء والعوام ومعظمهم من الجهلة.
 
في كل خطبة بائسة، عليه أن يشعر جمهوره وأنصاره أنه يقاتل نصف العالم، ويواجه القوى الكبرى، ولا ينسى  الإشادة بـ "قوات الجيش واللجان الشعبية" توليفة الحلف الميليشياوي الطائفي، الذي جمع الأشرار، رسل الموت الفارسي لليمنيين،  في خندق واحد.
 
مع ذلك فالرجل وجماعته الميليشياوية يحتاجون الى لفت إنتباههم بشدة، الى أن ما يقولوه في خطاباتهم، ودعايتهم المضللة، يمكن ان يدفع غرا متعصبا الى التصديق أو جاهل الى العيش على حماسة المواجهة مع  وهم أمريكا، الدولة التي منحته كل هذا الحضور والهالة التي يحظى بها الآن.
 
إن عبدالملك وعصابته ليس مدينا لاحد بقدر ما هو مدينا لأمريكا وإيران في إنتعاش حلمه باستعادة  وهم " الإمامة "  ولعب دور " المرشد".
 
لنبدأ من هذه النقطة :
 
القوات التي دربتها أمريكا وزودتها بالعتاد الحديث على مدى 13 سنة، تحت مسمى مكافحة الإرهاب، هي نفسها القوات التي تقتل اليمنيين اليوم وتقف جنبا الى جنب مع الإرهاب الإيراني!
هي نفسها التي قتلت الشباب  أثناء الإنتفاضة الشعبية،في 2011 في الساحات والشوارع، تخضع لسيطرة عائلة المخلوع، وهي ذاتها التي شاركت في إنقلاب صالح وحلفه الطائفي على الرئيس الشرعي.
 
تشكيلات ماسمي بقوات النخبة في القوات الخاصة والحرس الجمهوري والامن المركزي، التي دربتها أمريكا وزودتها بالأسلحة الفتاكة، هي نفسها التي تقاتل كتفا بكتف في خندق الإرهاب الإيرانيَ وتردد شعار طهران الشهير : الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل.
 
عبدالملك يقاتل بعتاد أمريكا، وبنفقاتها التي بلغت 6 مليارات دولار حتى 2009.
 
لم تبن أمريكا جيشا لليمن ، لمكافحة الإرهاب ،بل  جهزت جيشا لصالح، ساهم في نشر الإرهاب،  سلّم المحافظات والمدن في أبين وحضرموت  ولحج إبتداءا من 2011 لـ" القاعدة  وانصار الشريعة " ، التنظيمان الغامضان، دون أن تطلق رصاصة واحدة.
 
وهذه القوات أيضا هي نفسها التي قاتلت الرئيس الشرعي واستماتت في الدفاع عن الإنقلاب،  لأنها جُهزت خصيصا لتكون ذراعا لصالح وعائلته..!
 
وفي الميدان حيث تخوض الميليشيات الطائفية حربا مزعومة ضد الإرهاب، فإن الإرهاب نفسه بمسميات " داعش والقاعدة "  يقاتلان في الواقع مع صالح والحوثي الحكومة الشرعية كفريق واحد يكملان بعضهما، وينشران الفوضى  وهدفهم جميعا  تقويض السلطة الشرعية وضرب وجودها ونشر الإرهاب!
 
عبدالملك يعمل مع صالح الإبن المدلل لواشنطن
 
صالح، القاتل الذي استضافته أمريكا ويديه ملطخة بدماء الشباب اوخر 2011 ، ذهب الى هناك بأمان كامل للحصول على العناية الطبية اللازمة وجاء جون بيرنان مساعد اوباما لشؤون مكافحة الإرهاب مطلع 2012 ليطمئن العائلة بأن " من حقها الترشح في الإنتخابات والمنافسة على الرئاسة" .
لاحقا هذا الرجل المهم في إدارة أوباما سيكون على رأس جهاز الإستخبارات الأمريكية، ويحتفظ بعلاقة صداقة مع صالح وعائلته!
 
هذه الطبخة الامريكية لم تكن إرتجالا، وماكان بوسع صالح وفتى إيران أن يفعلا كل مافعلاه بدون ضوء أخضر أمريكي، فكيف إذا كان تنسيقا مسبقا مع ميليشيات إيران للقيام بالأمر، بكل الوسائل حتى آخر لحظة ..
 
لم تحتج أمريكا لأن القوات التي دربتها خصيصا " لمكافحة الإرهاب " لا تقوم بوظيفتها التي وجدت من أجلها، بل تشجعه وتسلمه مدنا ومحافظات وتقتل الشعب اليمني.
 
حيال ذلك التزمت الصمت، ومن تحت الطاولة كانت تبعث بالمزيد من وسائل الموت.
 
هل سمعتم إحتجاجا أمريكيا على هذه الفضيحة ؟
 
لو تطوع نشطاء يمنيين لإبلاغ السيا سيين الامريكيين بهذه الحقيقة ، فلا أعتقد أنها ستفوت على وسائل الإعلام هناك على الأقل ..
 
بحسب ضابط يتبع الأمم المتحدة مختص بملف الإرهاب، فقد أرتبط جون بيرنان مدير جهاز الإستخبارات الأمريكية بعلاقة صداقة شخصية بصالح وعمارصالح مسؤول جهاز الأمن القومي السابق.
 
وعمار صالح هو الذي كان يشرف على بعض عمليات القاعدة بمافيها الهجوم على السفارة الأمريكية في إبريل 2009 م بحسب " مخبر القاعدة " ، الفيلم الوثائقي الذي انتجته الجزيرة!
 
لقد خطط صالح وجهز كل شيئ بالعمل مع قوى إقليمية ودولية، للإطاحة بهادي، وماكان لعبد الملك الحوثي، الذي ظل يقاتل طيلة اربعة أشهر، بضع مئة من السلفيين ، أن يتعدى منطقة دماج في صعدة حتى بعد سنوات.
 
لقد منح الجيش الذي جهزته أمريكا، ولاءه للمرشد الإيراني، وتحركا معا تحت لافتة الميليشيات، نحو العاصمة.
 
و الثابت أن صالح شارك بخمسة آلاف مقاتل من النخبة المدربة امريكيا، لاقتحام صنعاء ومواجهة الوحدات العسكرية التي يقودها الجنرال علي محسن الأحمر، فقد خلعوا ارديتهم العسكرية، ولبسوا أزياء الميليشيات.
 
غير هذا كانت معسكرات صالح التي تطوق صنعاء، وهي نخبة النخبة ، تفتح ابواب العاصمة بسهولة لإكمال الإنقلاب.
 
حيال ذلك لم تتنبأ الإستخبارات الأمريكية، وهي المعروفة بحدس استشعار "المخاطر" بوجود أي محاولة خطرة لزعزعة الإستقرار .
 
من تصرفات وتصريحات أمريكية لاحقة تبين أن واشنطن  نسقت مع صالح، وأدارت اللعبة مع الميليشيات لكن من دون أن تظهر متورطة بصورة مباشرة في الأمر.
 
 أول ثمار التعاون تبين باعترف أمريكا الرسمية، في تصريحات عديدة للبيت الأبيض  والخارجية الأمريكية عن إتصالات مع ميليشيات الحوثي "وتنسيق أستخباري "مع الجماعة التي تزعم معاداة أمريكا.
 
 تحدثت تقارير صحفية أمريكية عن إتصالات مع الميليشيات  بعد 21 سبتمبر، وقبل اكمال السيناريو الأخير في يناير 2015 بوضع الرئيس هادي قيد الإقامة الجبرية بعد هجوم على دار الرئاسة.
 
هناك تصريحات تتحدث عن إتصالات  بين واشنطن و الميليشيات من وقت أبعد "كطرف مهم من اطراف العملية السياسية في البلاد " حد التصريحات الامريكية.
 
فسرت واشنطن اتصالاتها بالجماعة  بالتنسيق " الإستخباري" الضروري مع سلطة الإنقلاب  بخصوص مكافحة الإرهاب.
 
لكن هناك ما هو أهم: إرسال  شحنة أسلحة  أمريكية متطورة بعد الإطاحة بالرئيس الشرعي ..!
 
نهاية يناير  2015 قالت صحيفة الواشنطن بوست إن البنتاجون " فقد شحن أسلحة أرسلت الى اليمن  بقيمة 500 مليون دولار ".
 
 لتغطية الهدية الثمينة " للأعداء " المفترضين في الخرقة، استخدمت وزارة الدفاع الأمريكية  مفردة " فُقدت " وكأن شحنة الأسلحة  التي  وصلت الى اليمن ولم يعرف مصيرها " تاهت " من تلقاء نفسها!
 
تبدو كما لو كانت شحنة أسلحة طائرة، فقدت القدرة على التحليق من تلقاء نفسها تجدف في الهواء، وأصبحت تائهة .. !
 
هذه الاسلحة المرتبطة بأجهزة أقمار صناعية فُقدت، بحسب الرواية الامريكية السخيفة.
 
الجزء الناقص من الملهاة الأمريكية في حكاية  توهان الشحنة كان يفترض كتابته على هذا النحو : على من وجد الشحنة الإتصال بأقرب قنصلية أمريكية، أو شركة سفريات وسياحة!
 
هذا ليس تزويدا للميليشيات بالأسلحة ، بل توهان ربما تولاه الصديق جون بيرنان نفسه !
 
أبعد من ذلك كانت واشنطن  بحسب تقرير لموقع المونيتور الامريكي في يناير 2015 تبذل جهدا للعبور بحلفها " النشط " الى المحيط الإقليمي، وتحديدا الى السعودية.
 
لقد حاولت إدارة أوباما إقناع الرياض  بأهمية التعامل مع سلطة ميليشيات الانقلاب، خلطة الحوثي صالح، ليس لأن واشنطن تتحالف معهم في الحقيقة، بل لأن" هناك تقاطع مصالح مع إيران والميليشيات " في مناصبة العداء للقاعدة والتنظيمات الإرهابية.
 
" كان ذلك هو الجزء الصعب  " من المهمة الامريكية ، بحسب الموقع الأمريكي نقلا عن مسؤول كبير في الإستخبارات.

* مقال خاص بالموقع

التعليقات