وعود السعودية الكاذبة
الثلاثاء, 16 يناير, 2018 - 10:28 مساءً

يوم 11 نوفمبر الماضي خرج هادي بعد لقائه بمحمد بن سلمان ليصرح أن ولي العهد السعودي وافق على وضع وديعة نقدية في البنك المركزي بمبلغ ملياري دولار لدعم العملة، كما قال يومها إن المملكة ستدعم خطة إعادة الإعمار في المحافظات المحررة ابتداء من يناير 2018.
 
وعود بن سلمان جاءت بعد تقارير أكدت تراجع السعودية عن تعهداتها لليمن، وكذا عرقلتها اجتماعاً للمانحين كان مقرراً نهاية سبتمبر/أيلول الماضي في نيويورك.
 
قبل هذه الوعود بأشهر كان هادي قد أعلن، وتحديدا في 19 فبراير 2017، موافقة الحكومة السعودية على وضع ملياري دولار وديعة نقدية في البنك المركزي اليمني لدعم العملة المحلية، والتي كانت في حينها بحدود 300 ريال للدولار.
 
تسارعت بعدها وتيرة تهاوي الريال، حتى وصل أمام الدولار هذا الأسبوع إلى 520 ريالا، وهو ما أثار فزع اليمنيين من انهيار اقتصادي شامل وارتفاع جنوني لأسعار السلع، ودفع بالمواطنين إلى الخروج في تظاهرة بمحافظة تعز، أكبر مدن البلاد من حيث عدد السكان، دعا خلالها المتظاهرون الحكومة إلى انقاذ العملة بشكل عاجل.
 
وفي مسلسل النذالة السعودية في التعامل مع الحكومة اليمنية، كانت السلطات اليمنية طلبت من وزارة النفط السعودية تزويدها بحدود 1.5 مليون برميل من الوقود شهرياً لمدة عام عبر شركة أرامكو، وطلبت تسهيلات في السداد وشروطا تفضيلية، إلا أن الحكومة السعودية رفضت منح تسهيلات في السداد واقترحت توقيع اتفاق مقايضة، يتم بموجبه تحويل عائدات النفط الخام اليمني لصالح شركة أرامكو مقابل شحنات الوقود السعودية لليمن.
 
اليوم وبعد هذا الانهيار الغير مسبوق للريال، خرجت الحكومة ببيان قالت فيه إنها " كثفت التواصل للتسريع باستكمال إجراءات الوديعة السعودية"! وكأن كل تلك الوعود الكاذبة لم تعلمهم أن السعودية لا نية لها في إنقاذ العملة اليمنية.
 
قبل قليل، خرج رئيس الحكومة اليمنية بمجموعة تغريدات دق من خلالها ناقوس الخطر وتحدث بصوت مرتفع مع التحالف والحلفاء، محذرا من انعكاسات هذا التهاوي للريال على تأجيج الداخل والخارج ضد الحكومة والتحالف، ويبدو أن هذا النداء كان آخر ما يملكه الرجل.
 
يعاني اليمنيون من انقلاب مليشاوي داخلي ومن شرعية ضعيفة رهنت قرارها ونفسها للخارج، ومن حلفاء انتهازيين وسفلة انقضوا على اليمن الجريح وعبثوا به وبمقدراته.
 
من ينقذنا من كل هذا القبح وكيف لنا أن نستعيد بلدنا من بين فكي المليشيا الحوثية وأطراف التدخل الخارجي؟
 

التعليقات