عبدالله الحرازي

عبدالله الحرازي

كاتب إعلامي ومنتج تلفزيوني

كل الكتابات
طارق والتحالف العربي
الثلاثاء, 23 يناير, 2018 - 10:08 صباحاً

ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان التحالف العربي بقيادة السعودية وبشكله الرسمي أم مجرد طرف فيه هو الإمارات، من يقف خلف الأماني لبقايا أتباع صالح في إنشاء معسكرات خاصة بهم مستقلة عن قوات الجيش الوطني والقيادة الشرعية.
 
فكثير من المعطيات غير منطقية والمعلومات ليس لها مصادر موثوقة سوى أماني جوقة الإعلاميين من أتباع صالح الفارين إلي مناطق الجنوب، وإن كانت هناك معلومات مقلقة قد رشحت إلى ترتيبات معينة في بير أحمد بعدن، وهو بمثابة المنطقة الخضراء للسيطرة الإمارتية هناك، لإنشاء أو استكمال إنشاء معسكرات لتجميع مقاتلين متناثرين يتبعون أسرة صالح، كانوا قد شرعوا في إنشائها وتسببت بصراعهم مع حليفهم الحوثي، وانتهى الأمر كما نعرف بمقتل صالح وهزيمة وفرار بقاياه.
 
التحالف العربي بقيادة السعودية لم يصدر عنه أي تعليق رسمي عبر ناطقه أو حتى جهات محسوبة عليه حول الأمر، والظهور المرتجل والمرتبك للمدعو طارق صالح قائد حراسة المخلوع المقتول، والذي ظل فاراً طيلة شهر، لم ينبئ عن أي مستوى من التماسك العسكري أو حتى الذاتي للرجل، وتمنى الكثير من أتباعه قبل خصومه لو أنه لم يظهر، أو سكت عوضا عن الهراء الذي ظهر ليقوله، فقد كانت أولى عباراته خاطئة وغبية بكافة المقاييس وتدل على انعدام كفاءة سياسية أما العسكرية فمشهود ومعلوم انهيارها.
 
بالتالي لايوجد أفق منطقي لنجاح خطة صناعة " حفتر " يمني تتمناها بقايا المخلوع أو الطرف الإقليمي الراعي والداعم لها، خاصة في ظل تسرب أنباء عن رفض نجل صالح الوقوف لدى الإمارات للعب هذا الدور، الذي كان مأمولا فيه من الأتباع، ما أربك الخطة واضطر الحالمين بها إلى الارتجال، والدفع للواجهة بشخصية مهزومة عسكريا ومهزوزة سياسيا ومنعدمة الكاريزما والحظوظ الدنيا للقيادة كطارق.
 
كم سيستغرق تجهيز هذه القوة " الثالثة "؟ وماهي مكونات هذه القوة من المقاتلين بالنظر إلى مدى التشتت المريع للمقاتلين المحوسبين لطرف صالح، وتشتتهم بين من ذابوا مع المليشيا واختاروا تبعيتها منذ تسليم المعسكرات والسلاح وهم النصف، ومن فضلوا الانصراف إلى بيوتهم وفقدوا الأمل في وجود قيادة تحقق المرجو من الانقلاب المزدوج، وبين مجموعة قاتلت مع صالح وانهزمت بفعل الضربة الحوثية لمشروع الانقلاب داخل الانقلاب بين قتيل وشريد وأسير ومصدوم.
 
هل سيتم التنازل لهذه القيادة " الحفترعفاشية " منعدمة الكفاءة بالقوات الجنوبية التي أسستها الإمارات؟ والمغامرة بالجبهات التي تقاتل فيها وحققت فيها انتصارات كبيرة مؤخراً في الساحل الغربي وفي صعدة من الجهة الشمالية؟ أم سيتم استبعاد القوات التي حققت الانتصارات الأخيرة في محور شبوة هى قوات شمالية في غالبيتها ولن تنصاع لهكذا قيادة بطبيعة الحال؟ أم سينشئون قوة خالصة من لفيف وبقايا الأتباع لأسرة صالح ويفتحون لهم جبهات جديدة أو يزجون بهم في جبهات راكدة كالضالع؟
 
أسئلة كثيرة تتملك المتابع الحيرة حيال إجاباتها بذات الحيرة التي أعتقد أنها تتملك المتشبثين بخطة وأمنية " حفترة " الصف المواجه للمليشيا الحوثية والتي بدأت عملها الإعلامي على الأقل. كما أن الموقف الفاصل والمحوري في النهاية ينتظره المتابع من السلطة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي المدعوم دولياً بقرارات واضحة لا تحتمل أي تأويل أو مراوغة.

التعليقات