إنَّ ما يؤرقني ويحزنني، كمواطنٍ يمني: يتمثل في قُرب الخارجي المرواغ المُسيّج بالأطماع لكلٍ من حكام (الرياض) و(أبو ظبي) و(طهران) و(واشنطن)، وتدخلهم في شؤوننا اليمانية المستباحة!
إذ إنهم حضروا كمستعمِرين لا كداعمين! ومستثمرين لا منقذين ! ومحرضين لا محررين ! وأشقياء لا أشقاء، وأعداء لا إصدقاء! ومتآمرين لا منجدين!
نعم، لقد تدثروا بشعاراتٍ تبدو إنسانية المظهر، ولكنها خيانية الجوهر! وتلحفوا بقيم الأمل، وبغيتهم زراعة الألم!
ورغم تحدث وسائل إعلامهم عن ضرورة تحقيق إستقلالنا، ولكن أفعالهم تشي با ستغلالنا!
إن هذه أجندتهم ومطامعهم! ولكن أين أجندتنا وإرادتنا، وتعريفنا لأعدائنا!؟
أصدقائي، اعلموا أنني لستُ مولعاً بنظرية ( المؤامرة)، ولكننا غدونا فاقدي الشعور بالأخطار، ومتبلدي ردة فعل والمبادرة!
ولذا، أصدقكم القول: إن جوهر معضلتنا أننا - بفضل حكامنا وأحزابنا وحركاتنا وأنفسنا- مازلنا تابعين لا تُبعيين! وأذيالاً لا أقيالا!
لكن، عزاؤنا أننا على مقربةٍ من الذكرى السنوية ل( ثورتنا الفبرايرية). حيثُ يتعين استلهام روحها النضالية، واستحضار أهدافها النقية، ومواطن قوتنا الفصيحة، والاعتراف بجوانب ضعفنا، والاقرار بمثالب ثقافتنا الماثلة؛ التي ما انفكت مطمئنةً للخارجي ومُحكمةً ومولعةً بالغريب، في مقابل شكنا بالداخلي، وغياب الثقة بالأخِ وتخوين القريب !
ورغم ماسبق أقول بافتخار: " وسيبقى نبض قلبي يمنيا ".