فاروق المفلحي

فاروق المفلحي

كاتب يمني مقيم في كندا

كل الكتابات
ملامح السلام الخجولة
السبت, 12 مارس, 2016 - 09:28 مساءً

اي إستراحة من حروب وعداوات أو صراعات تعتبر فرصة، بل أمنية للشعوب لترتاح من الاهوال والدمار، حيث والشعوب وأعني بهم العامة من الأبرياء والبسطاء والاطفال والنساء وهم ضحايها، وذنوب هذه الحروب التي لا تغتفر ولا تنسى مخيفة وعظيمة.
 
ومن الاجدر اليوم ان لا ندين اي طرف ومن تسبب في هذه الحرب في هذا الظرف، فلسنا بصدد سرد الاتهامات مع فرصة التقارب الخجولة التي لاحت ملامحها من بين حجب الشك والريبة واليأس، حيث أشعر بل أرقب ملامح الاسترخاء بدأت تعم الجبهات، وبدأت المدافع تصمت في حدود الشمال وأن كان الصمت مشوب بالمخاوف والمحاذير، إلاّ أنني سوف انسج امالي رغم بعض مخاوفي.
 
على انني اعود الى تصريحات رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة لاعزز أمالي فقد أدلى -محمد محموديان- وهذا التصريح يعزز أملي حيث انه جاء في ظرف مواتي، ووجهه الى كلٍ من السعودية ومصر حول الأوضاع الإقليمية الأخيرة، مفاده -أن طهران تمد يدها للسعودية، وأن طهران تسعى دائماً إلى إقامة علاقة إيجابية وبناءة مع الرياض، والسعي للتعاون مع مصر ونسيان أخطاء الماضي- أن ما قيل وصدر عن هذا الشخصية السياسية ليس من السهل تجاوزه وعدم الوقوف عنده والتمعن في كل كلمة ادلى بها.
 
ومن بوادر املي في إنكشاف الغمة, بعض القراءات فيما يحدث وما يستجد في طهران، فلقد تابعت بتمعن سير الانتخابات الايرانية وكانت النتيجة حاسمة لصالح الإصلاحيين .
 
ان ايران اليوم تسعى الى التجارة والتصدير بعد ان عانت من سنوات القحط ومن حصار طال عليها واستطال، وفي غمرة لأنهيار في اسعار النفط وهي غير مبررة.
 
 فلقد بدأت ايران تخطط لمد خط انابيب لتصدير الغاز الطبيعي الذي تزخر بها بلاد فارس، فهي ربما الاولى في العالم في احتياطات الغاز وربما فاقت روسيا .
 
وهي اليوم تبعث بوفودها الى سلطنة عمان للتشاور حول مد انبوب للتصدير عبر السلطنة، وهذه الخطوة تمهد بإنفتاح ايران تجاريا على دول الخليج.
 
على ان الحرب اليوم وقد طالت لقرابة عام ساهمت في تحرير 80% من الارض بل ان صعدة اليوم تحت الحصار وكذلك صنعاء، التي تصيخ بأسماعها اليوم لدوي المدافع وهي تقصف معسكر -الصمع- الذي هو على تماس مع مطار صنعاء الدولي.
 
ما يعزز ثقتي بتطور محادثات سلام قريبا ،ان دول التحالف اليوم قد انتقلت من تحالف اقليمي الى حلف إسلامي عالمي عظيم، حلف استوعب الدول الاسلامية قاطبة، بما فيها اندونيسيا وباكستان وهذا الحلف استطاع ان ينظم مناورة حاشدة وغير مسبوقة في تاريخ المناورات العسكرية! على أرض المملكة العربية السعودية بل ان فيالق وطائرات وقطع بحرية شاركت في هذه المناورة تحولت من شمال المملكة العربية السعودية واقتربت من ميناء الحديدة!.
 
إن رعد الشمال برهنت على بروز تحالف اسلامي عسكري مهيب وصادع ، تحالف وحلف عسكري يقف على قدم المساواة مع اقوى الاحلاف العسكرية في العالم ، وهنا التحدي والأستجابة، وهنا على ايران ان تستوعب المستجدات، فاما ان تتناغم مع الدول الاسلامية او تغرد خارج السرب.
 
كاتب واديب يمني مقيم في كندا
 

التعليقات