الإمارات تزيف التاريخ للإساءة لقطر والسلطنة
السبت, 12 مايو, 2018 - 08:56 مساءً

في منتصف عام 2015م أعلن مؤسس موقع الفيسبوك مارك زوكربرغ أنه سيتفرغ لقراءة كتاب " مقدمة ابن خلدون " وعلى اثر هذا الإعلان ثار جدل بين المغرب وتونس هل ابن خلدون تونسي؟ أم مغربي؟ واحتدم الجدل ودخل البعض من المصريين على الخط وقالوا بأنه مصري ومعروف بأن ابن خلدون اصله يمني حضرمي ولد بتونس وعاش فترة من عمره بالمغرب وتنقل بين عدة بلدان.

وفي هذه الأيام يدور جدل بين النخبة الاماراتية والنخبة في سلطنة عمان حول المهلب بن أبي صفرة هل هو عماني ام إماراتي؟
الإمارات أعدت مسلسلا تاريخيا سيعرض في رمضان ويتناول حياة وجهود القائد الأموي ووالي خرسان المهلب بن أبي صفرة بصفته اماراتيا، بينما النخبة في سلطنة عمان اعلنوا النفير وعقدوا مؤتمرات وندوات للتأكيد على أن المهلب ينتمي لسلطنه عمان وحشدوا الأدلة والشواهد التاريخية الدالة على ذلك وهاجموا الإمارات باعتبارها دولة وليدة الأمس القريب وأنها حتى عهد قريب كانت تسني ب " ساحل عمان " ...الخ.

* لماذا المهلب ابن أبي صفرة

في منتصف عام 2017م قال المفتي المصري الشيخ علي جمعة إن تسمية دولة قطر يعود إلى كبير الخوارج الشاعر قطري ابن الفجاءه وقد قتله المهلب ابن أبي صفرة وهو من الإمارات، وقد أثار حديثه هذا ردود واسعة ورد عليه حينها كثيرون منهم كاتب هذه السطور، ولما سمعت قيادة الإمارات بحديث الشيخ علي جمعة اعجبها الأمر ورأت أن تحوله إلى مسلسل يتضمن هذه الأفكار ويجسد الجذور القديمة للإمارات كدولة تحارب الإرهاب والخوارج منذ أكثر من ألف عام ومن هنا نشأت فكرة المسلسل الذي سيكون محملا باسقاطات سياسية جوهرها الإساءة لقطر وبحسب رؤية الممول وشروطه وهذا ليس حبا في شخصية المهلب ابن أبي صفرة وإنما هي الرغبة الإماراتية في تحميلها بدلالات وإسقاطات سياسية وتاريخية.  

أعلام ملك للأمة كلها

والحقيقة أن هؤلاء الأعلام وجدوا في فترة تاريخية كانت الأمة العربية لا تعترف بهذه الحدود التي صنعها الاستعمار، ولم تكن الدولة القطرية قد تعمقت بهذه الصورة التي نراها اليوم، وكانت نظرتهم تتجاوز الحدود، وبلد الميلاد والمنشأ، ومن وجهة نظري فالاهم هو إشاعة افكارهم ونشر جهودهم الفكرية والعلمية، وتطبيق اطروحاتهم والاقتداء بهم في جوانب العظمة والعبقرية، والعمل الدؤوب لصالح الأمة، أما أن يعمل البعض كدولة الإمارات على إحياء تأريخ وحياة هؤلاء الأعلام بغرض الإساءة للدول وتزييف التأريخ فليس هذا أمرا مقبولا بل هو جريمة بكل المقاييس والمعايير.

كما أن جعل اثبات نسب هؤلاء الأعلام لهذه الدولة أو تلك والتفاخر بهم أولوية وقضية للنخبة وشغلها الشاغل التي يعقدون من أجلها الندوات والمؤتمرات، فهذا تيه وتخبط وعدم إدراك النخبة لاولوياتها في محيط يغرق بالدم والحروب، وصار المسلمون يتعرضون للإبادة والتهجير ويقتل بعضهم يعضا، وهؤلاء ينشغلون في جدل عقيم وترف فكري وعلمي باثبات نسب أشخاص قد ماتوا منذ قرون دون ان يقتدوا بهم أو حتى يستوعبوا جهودهم أو يقرأوا مؤلفاتهم . !

فمتى تدرك بعض الدول خطورة تزييف التأريخ للإساءة للجيران؟

ومتى تدرك النخبة العربية أولوياتها وتنشغل بقضاياها الحقيقة وتتخلى عن الجدل العقيم والتيه والتخبط.

التعليقات