المرحلة الحالية التي تعقب فشل محاولة مشاوارت يمنية في جنيف بعد اخفاق ثلاث جولات سابقة المرحلة التالية ستشهد بداهة تصعيد كبير سوى في معركة الساحل او سواها ، وسيرافقها مزيداً من المعاناة والتخبط لكل الاطراف المنخرطة ، لاسيما الحركة الحوثية التي تواجه مأزقا ملحوظاً من ازدياد النقمة الشعبية من جهة وقلة الموارد لتمويل الحرب نفسها وليس فقط لسير عجلة الحياة لدى ملايين اليمنيين ..
كل هذا يجعل من الحقبة المقبلة من أصعب المراحل سياسيا واقتصاديا وبالطبع عسكريا بينما مستقبل المشاورات بعد فشلها قبل بدأها فالمرجح انه لن تكون إلا بعد بضعة أسابيع وربما أشهر ، وحتى لو تمت فستضل مجرد مشاورات غير مباشرة وقد تحقق الأهداف الانسانية المحددة وقد تفشل هذا إذا التأمت اما الحرب فالمعتقد حسب مسوغات الواقع انها سوف تستمر على الأقل لتكمل ربما الأربع سنوات وسوا توقفت الحرب خلال أشهر او أكثر في حال لم يحسم الأمر عسكريا ويطوي صفحة الانقلاب وتجرم الحركة الحوثية والهاشمية السياسية في آن واحد !
فالمؤكد ان حربا ستلد أخرى والحروب القادمة الطويلة التي ستعقب هذه الحرب في حال انتهت بأي صيغة لن تكو بمفردة عدوان التي يسوغ لها الحوثي وإنما حرب بين اليمنيين انفسهم وستأكل نفسها مثلما تأكل النار الحطب هذه الحرب بكل مساوئها وتخاذل الشرعية وتأمر التحالف كل هذا هو مجرد تحصيل حاصل ونتيجة وليس سببب لسقوط صنعاء على سنابك الخيل ألمؤتمري ومن ينكر هذا فهو فاسد المزاج يحتاج إلى علاج ! ما يستطيع الحوثي فعله فقط هو إطالة أمد المعاناة ومزيدا من تدهور العملة وشضف العيش والدمار ومزيد من تفكك النسيج الاجتماعي بحيث غدا الجميع يكره الجميع.
وعلى خلفية فشل لقاء جنيف التشاوري فالحكومة الشرعية باتت بكل وضوح أمام تمردين ، أحدهما يأخذ شكل انقلاب عسكري ويفرض نفوذه على مقدرات الدولة ومؤسساتها في صنعاء بل ويتجذر يوما بعد يوم بحوثنة الجيش والأمن والقضاء والتربية والثقافة بل وحتى الاوقاف ومؤسسات عدة ، والآخر يتجلى في النزعة الانفصالية التي يدعمها التحالف والتي تنفذ انقلابا بالتدريج مع ايهام الشرعية بأنه معترف بها وهو ما يشابه سلوك الحركة الحوثية غداة سقوط صنعاء وخلال ايام واسابيع قليلة بعد فرض اتفاق السلم والشراكة والذي له جانبان سياسي وعسكري ولم ينفذ من قبل الحوثيين إلا الجانب السياسي في حين استمروا في اسقاط المدن.
الحديث عن السيادة التي يروج لها الحوثي والصمود سيصحى الشعب يوما ما وستذهب السكرة وستأتي الفكرة وسيدرك المغفلون انهم كانوا يعشون كذبة كبرى ووهم وورطة تاريخية ، ولكن بعد دمار البصرة .
* كاتب وسفير في الخارجية