مات رجل السلام
الخميس, 13 سبتمبر, 2018 - 06:09 مساءً

مات عبدالله علي سرحان ولم يتلق تعويضاً بعد عن منزله المدمر، هو لايريد ذلك، وكان على استعداد لتقديم روحه كي لاتندلع الحرب في تعز، تحرك كثيراً بصفة اجتماعية صادقة لإيقاف هذا الخراب، تحرك قبل الحرب ولكن أحداً لم يسمع للصادقين..
 
مبادئ هذا الشخص وشكل حياته، يجعله متفردا؛ ولكن البيئة لاتلتفت إلا للمشاغبين، سيقول الآخرون: هذا الرجل من شرعب، كيف يكون هادئاً.
 
عبدالله علي سرحان، محب للسلام، وعندما استقطعت الإدارة المحلية مديرية جديدة من أربع مديريات، كان ضمن من أشاروا أن تسمى شرعب السلام، على أمل أن تكون للمديرية نصيب من اسمها.
 
هو رجل متواضع، ومناضل قديم، يتسم بالاتزان والشجاعة..
 
قبل أشهر كنت أتواصل مع الصديق عبدالعزيز سرحان بشأن علاج والدي، وكان عبدالعزيز يجهد نفسه ويتواصل معي ليخبرني بتطورات البحث عن العلاج، أخبرت أبي الذي أبدى استغرابه مما يقوم به عبدالعزيز، فكر ثم سألني: بن من؟
 
"بن عبدالله علي سرحان" قلت..
 
رد أبي: وانا اقول...
 
"تعرفه"
 
"كيف ما اعرفوش، يوم سابعتك كان موجود.. بلغه السلام".
 
قلت لأبي إني فعلت، ولم أطلب من عبدالعزيز أن يبلغ والده السلام من أبي..
 
اليوم فتح عبدالله سرحان عينيه، وقال لولده عبدالعزيز "بلغ الجميع السلام" ثم أغمضهما..
 
السلام، السلام، السلام، هذه ليست رسالة عابرة، هذه وصية أخيرة من رجل حكيم عاش حروبا وخبر ما تحتاجه اليمن واليمنيين..
 
سلام عليك إلى يوم الدين..

* نقلا من صفحة الكاتب بالفيسبوك

التعليقات