الحرب والأزمة
الجمعة, 28 سبتمبر, 2018 - 07:04 مساءً

منذ يومها الأول أثرت الأزمة الخليجية كثيرا على الصف الخليجي ومواجهته للتحديات سواء في اليمن أو غيرها.
 
كان جدير بمجلس التعاون أن يكون كتلة واحدة لمواجهة مختلف التحديات والمشاريع.
 
كان اندلاع الأزمة بتلك الطريقة نوع من الصلف وعدم الشعور بالمسؤولية والمراهقة السياسية.
 
وجرى تحميل دول خليجية ومعها أطراف يمنية مسؤولية تأخر النصر وأخطاء الحرب وغيرها، ومنذ اليوم الأول للأزمة لم يتغير شيء، لم يتحقق النصر، ولم تتغير استراتيجة الحرب، ولم تتوقف أخطاء الطيران.
 
تسببت الأزمة الخليجية بفقدان الكثير على المستوى العربي والدولي لثقتهم في دعم الرياض وابوظبي في الحرب باليمن، خلافا لليوم الأول عندما انطلقت تلك الحرب.
 
وحده السفه المالي الذي ساد وتمكن كوسيلة وأسلوب لشراء الولاءات عن طريق صفقات الأسلحة وغيرها، ومع ذلك لم يتمكن من شراء النصر والمواقف الكاملة.
 
اليوم هناك إجماع أن اليمن تضرر بسبب حرب التحالف، وهذي النتيجة لم تكن لتحصل لو كان هناك كتلة سياسية وعسكرية صلبة تستند عليها السعودية في المقام الأول لمواجهة ما يجري في اليمن سواء باعتبار ذلك انقلاب عسكري على الشرعية أو مواجهة المشروع الإيراني كما يحبون أن يصفوه.
 
لكن السعودية والإمارات ذهبتا في اتجاهات مختلفة جدا، يريدون محاربة إيران و قطر والاخوان والحوثيين والقاعدة وداعش والسلفيين  وكل ذلك في وقت واحد.
 
وعندما يضاف لهذه الحروب المتداخلة التأثيرات الإنسانية والاقتصادية للحرب على اليمن واليمنيين، والأطماع التي تجري وراءها الرياض وابوظبي، فإن النتائج تشير إلى صورة قاتمة جدا تُرسم لليمن.
 
دفع اليمن وأبناءه اليوم ثمنا كبيرا جراء هذا النزق الخليجي بما يوازي ما تأثروا به من الانقلاب في صنعاء، لأسباب كان يمكن تجنبها وعدم الانجرار إليها،  فكيف تثق بدولة تقول أنها جاءت لانقاذك بينما هي من تطاردك وتستعديك وتتوعدك، وكيف تثق بدولة ترفع لافتة إغاثتك وهي من تواصل حصار بلدك وتتقاسم أرضك وتشيد مصالحها الخاصة.
 
كل هذه المسببات والتأثيرات هي التي نفخت الروح في الحرب لستمر طويلا داخل اليمن، وهي بالتأكيد منهكة اقتصاديا وسياسيا لمختلف الأطراف، لكن السبب الحقيقي يبقى في سياسة الرياض وابوظبي وطريقة وأسلوب إدارتهم للمعركة.
 

التعليقات