كيف حولت أموال الإمارات المارينز لمرتزقة؟!
الخميس, 08 نوفمبر, 2018 - 04:51 مساءً

شارك بضعة من قوات المارينز في سلسلة من الاغتيالات التي نظمتها الأمارات في عدن عاصمة اليمن المؤقتة، والمحروم رئيس اليمن من مزاولة عمله السياسي فيها. وفي 2015 حدث أكثر من عشرين اغتيال. في الغالب يُنظر إلى حزب الإصلاح بأنه حزب سلمي غير قادر على القتال، ولا يمكنه أدراك فن الحروب، ويدل على ذلك ثورة 11 فبرير التي كان المعني بها حزب الإصلاح. جاءوا الثورة بسلم، ولم يحدث أي اقتتال، ثم تركوها بسلم. أما الأمارات فهي تنظر إليهم بأنهم حزب ارهابي بصفتهم يمثلون الكف اليمين لجماعة الإخوان المسلمين، وهذا ما جعلها تعزم على تصفيتهم، وتستأجر مرتزقة لتنفيذ عملياتها.
 
وأعلن موقع بزيفد أن الأمارات استأجرت جنود أمريكيين لتنفيذ الاغتيالات. قالها الموقع بصريح العبارة، وكأنه يلقي اللوم على الأمارات. وجاء ذلك في وقت مهم للغاية، في وقت التخلص من جمال خاشقجي، خاصة وأن البعض يوقن بأن للأمارات يداً في ذلك، وبصفته كان خاشقجي ميال إلى جماعة الاخوان المسلمين. كانت تلك القوات تستهدف بالمغلب أفراد الاصلاح الذين يرجعون إلى جماعة الإخوان المسلمين المصنف كجماعة إرهابية. لا تزال الأمارات تمارس الاغتيالات التي تطال نفوس بريئة بل أئمة جوامع، وتثبت للجميع بأنها تتلاعب في هذه الحرب. تعمل ذلك بكل وضوح دون محاسبة من مجتمع دولي أو غيره.
 
ولاشك من أنها وبهذه الطريقة التي تعمل بها تقدم يد العون لإيران التي رأت هي و السعودية أنها تهدد أمن دول الخليج. وإذا لم توقف الأمارات مشاريعها الخطرة فأنها عبثاً تحاول أن تجني على نفسها وعلى الأمة العربية الويل والثبور وعظائم الأمور. وبينما تحاول الأمارات أن تتخلص من حزب الإصلاح، لا زال الخطر قائم والذي من أجله تحارب في اليمن. وهذه المشكلة بحد ذاتها التي لا تتداركها الأمارات حتى الآن.
 
الأمارات اليوم بحاجة إلى من يدق ناقوس الخطر ويخبرها بأن دفاعها عن نفسها وكفاها بها حسيبا هي طريقة خاطئة، وأنها ستبني سياسة هشة تماماً ، ولكن عندما تدافع عن الوطن العربي فمن الممكن بأن تبني سياسة قوية، وسيحل الأمن والأمان، وسيكون لكل دولة نفوذها الخاص، وسينظر العالم نحوها بعين الأهمية.
 
السكوت على ما يحدث داخل الوطن العربي، والتغاضي عن حرب اليمن وسوريا، والرضوخ لصفقة القرن، أهانه بحق الوطن العربي بأكمله، كانت الدول متضرره من هكذا أشياء أم لا، وفي النهاية جميع الدول العربية متضرره، و وقفتها أمام القضية الفلسطينية تسلط على القضية نفسها الأهمية ومن ثم وعلى الشعوب العربية الذين سيثبتون للعالم بأنهم لن يسمحوا لأحد بالعبث والمساس في مقدراتهم. ولكنهم أوقعوا العرب في حروب، وصنعوا لهم مشاكلهم، فجعلوهم غارقين فيها، وهذا لكي لا يذكروا يوماً أن فلسطين تتذوق المر من الاحتلال. ولن يتذكروا يوم النكبة الفلسطينية، هي ليست نكبة فلسطينية هي نكبة عربية، نكبة جاءت بالمأساة إلى داخل كل بيت عربي.
 
ونحن اليوم نبحث عن اليوم الذي تتوحد فيه الدول العربية، هو يوم أشبه بالحلم، بل دب اليأس داخل كل فرد عربي، وبات البعض ينظر بأنه لن يتحقق. ولكن هذه نظرة خاطئة، فمن الممكن أن تتحقق الوحدة العربية، ويحدث ذلك في حال حُلت الخلافات في الوطن العربي، وتم تسليط النظر إلى الأخطاء ثم إصلاحها قبل تفاقمها. وبالنهاية كل فرد عربي هو يتمنى لغيره من الدول العربية الخير، وهذه هي فطرة الشخص يحب نفسه، وأسرته، ومن ثم قبيلته، ومسقط رأسه وموطنه، ومن ثم وطنه العربي. ولكن السياسة هي من فرقت النفوس، وجعلت البلاد على ما هي الآن من سوء الطالع.
 
وبالوحدة نستطيع أن نحمي أنفسنا، وسنشكل كتلة قوية، بل سيكون للعرب زخم كبير مقابل بقية البلدان. ولكي نحقق الوحدة نحتاج إلى اتحاد عربي، ويحكم هذا الاتحاد عدة أفراد من جميع البلدان، ولكن أن يكون لهم السلطة في إصلاح الأخطاء إذا ما وجدوها بحوزة أي دولة، ومعاقبة الدول التي تمس بأمن الوطن العربي.

* نقلا عن الجزيرة
 

التعليقات