فيصل علي

فيصل علي

إعلامي وأكاديمي يمني.

كل الكتابات
"كبش الباري" لتصحيح "كشكول" البخاري
السبت, 10 نوفمبر, 2018 - 05:35 مساءً

"الصحفيون مثل الكلاب: يبدؤون في النباح كلما تحرك شيء"
 
  شوبنهاور
 
 صحفي و رئيس لجنة ثورية عليا و مقوت سابق، و بكرة يطلع على المعاش و معه مهنة بيده .. مش معقول يظل مقوت طول عمره، كذا تعب يشتغل صحفي أصلاً مافيش أسهل من مهنة الصحفي ، و خاصة أنه معه صفحة في الفيس و قده إعلامي من كثرة تواصله و إرساله الرسائل للآخرين "و يا فلان انفعني " " و يا فلان افعل لي" .. مش مهم الشهادة  في الإعلام، فالصحافة موهبة من الله، و ميجالو ليس الإعلامي الوحيد الذي لا يمتلك مؤهلاً في الإعلام بعد ظهور وسائل الإعلام الجديد، فقد سبقه الكثير من أمثاله و صارت لديهم وجهات نظر في الماضي و الماضي جداً و الذي أمضى منه.. أما الحاضر فهم ملمين به أكثر من هنري كيسنجر في زمانه.
 
لازم تتركوا المجال للزميل المقوتي محمد حوثي لإبراز مواهب عجل البحر في الصحافة ، و ممكن يصحح مسارها و يصحح البخاري على الطريق، أصلاً التنافس على لقب مجدد هذا القرن على أشده مش معقول أن ميجالو لا ينافس على لقب المفكر المجدد المتحرر من الماضي ، أيش ينقصه عن المصححين الجدد ، لا هم بفقهاء و لا هو بفقيه و لا محدث ، خلوه مثلهم يبدع و يبتدع أيش معنى مستكثرين عليه مقال في "الواشنطن بوصط" حرام لا تكسروا قلوب العذارى و مفكري و مجددي الربع و الثمن فقد جاء في البخاري (يَا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ سَوْقًا بِالقَوَارِيرِ) لاحول ولا قوة إلا بالله، ذلحين كيف نفهم المصححين الجدد و المفكرين و الحداثيين معنى أَنْجَشَةُ و سَوْقًا، هم فاهمين كل شيء و ماشيين على شرط البخاري في الوصول إلى الحديث الصحيح "بس عطشوا".
 
والبخاري لم يفعل شيئاً، هو بس درس عند إسحاق بن راهويه و أقتبس منه فكرة جمع الأحاديث النبوية الصحيحة في كشكول كبير واضعاً شروطاً علمية صالحة للقياس "و من هذه الشروط التي تتعلق براوي الحديث: أن تتوافر فيه صفات العدالة و الصدق و الضبط ، و عدم التدليس أو الخلط، و كذلك سلامة الاعتقاد ، أما بالنسبة للسند فأن يكون متصلاً برواية الثقة العدل الضابط من أول السند إلى منتهاه من غير شذوذ أو علة ، و أن يكون هذا الراوي مشتهراً بعلمه و تقواه" ، و أضاف على شرط المعاصرة الذي وضعه الإمام مسلم، شرط السماع و أشترط الإمام البخاري في هذا السند" أن يكون الراوي قد روى الحديث بلفظ حدثنا أو سمعت منه أو قال لي أو غير ذلك من الألفاظ التي تفيد اللقاء و السماع، بالإضافة إلى المعاصرة و المزامنة".
 
 و هذا جهد بسيط يستطيع أي مصحح أو حداثي تتبعه عبر شبكة النواعم أو شبكات التبشير المرتبطة بشبكات المجددين الجدد و التي لا تخلو من مفكر هاشمي حداثي علماني مبشر، مشكلتي أني لا قد قرأت كتاب الصحيح الجامع للبخاري و لا قد شفته ولست مهتماً بعلم الحديث، و إلا كنتُ قد اشتركت في تعديل كشكول البخاري و تصحيحه ، ليش يعني و أنا أحرم نفسي هذا الثواب الذي يبدأ من التجديد مروراً بالتشكيك و التعديل و أنتهاءً بنفي كلما ورد، كما يفعل المجددين هذه الأيام يطلع حديث لا يفهم لغته و لا مناسبته و لا درجته بحسب البخاري نفسه، وعلى قول الشاعر :
 
"و إذا أتتك مذمتي من هاشمي عفواً من وادعي " عفواً اختلط علينا الأمر فيا كثر المصححين فمنهم من هو مرتبط بالشبكات المذكورة آنفاً، ومنهم من هو في مقام "كبش الباري في تصحيح البخاري" و منهم من لا علم له و لا هو داري، قالوا له و "بعدهم بعدهم الله لا ردهم" .
 
 من باب النقد العلمي قلت لأحدهم :" أن ما تكتبه من مقالات مجرد هذيان لا فكرة فيها غير النسخ و اللصق و التعديل و تركيب الجمل على غير هدى، و لا تماسك في بنية الجملة و لا وجود لوحدة النص و لا روح في النصوص التي تكتبها "، وقد قلتها لعدد من المُتصيحفين الجدد و أعرضت عن تقديم المشورة أو القراءة لهم بعد تعب في التعديل و تقويم ما أعوج من نصوصهم، فأعتبر البعض أن هذا تحطيم معنويات، و أعتبر البعض منهم نفسه منافساً وبعضهم صح فيه القول الذي آخره "فلما اشتد ساعده رماني"، لا أحد يقبل نقد منشور لكنه يقبل و يحض على تصحيح كشكول البخاري، على إعتبار أنه قدم أكثر و أعظم من البخاري، لكن أن تنقد منشوره أو مقاله أو ما يسميها روايته فهذا بعيد عن شواربك، فالنقد باتجاه واحد شرط من شروط (صحافة و منشورات المجاري) في تصحيح صحيح البخاري.
 
وبما أن الصحافة مهنة من لا مهنة له، فمحمد الحوثي صار زميلاً في بلاط "الجَلاَّلَةِ" و مش بعيد النقابة تكتب لأجله بيانات إدانة حتى لا يقوم التحالف الغر بقصفه أو استهدافه، بعد أن أصبح زميلاً في المهنة، فهذه المهنة كفيلة بغسل الخطايا حتى لو بلغت مقدار "بغلة".
 
وفيما نقله لنا الكاتب و الصحفي إدواردو غاليانو عن  هنود الغواراني يعتقدون أن "الكلمة" تعني؛ الكلمة و الروح ، و أن كل من يكذب أو يبدد الكلمات يخون الروح" ويا كثر الكتبة و خونة الروح في هذا الزمن، زمن النطلة.
 
على سبيل المدح يقول  شوبنهاور: "‏الصحفيون مثل الكلاب يبدؤون في النباح كلما تحرك شيء"، فهل "دبية الباري" محمد الحوثي كلب عفواً صحفي و لديه القدرة على التنبوء قبل وقوع الأحداث كما هي الصفة الأصيلة التي تفرق بين الصحفي و بين المُتصيحف، و بين الكلب و الحمار بكل تأكيد؟ الحوثي إعلامي مثل الإعلاميين الجدد و صناع المحتوى الفارغ الذين يعتبرون أنفسهم أصحاب تجارب عميقة جداً و ما أن تسمع أو تقرأ لهم تدرك أن على أبي حنيفة أن يمد رجليه و لا يبالي.
 
عندما سُئل إرنست همنغواي عن أفضل تدريب فكري لمن يريد أن يصبح كاتباً، فأجاب: "إن عليه أن يذهب و يشنق نفسه، لأنه سيجد أن الكتابة صعبة إلى درجة الاستحالة. ثم ينزل عن المشنقة، و يفرض هو على نفسه أن يكتب على أفضل ما يستطيع للبقية الباقية من عمره. عندها ستكون لديه قصة شنقه كبداية" .. ما عليكم منه هذا همنغواي مجنون ومعقد الكتابة أسهل من شرب الماء، فبعد وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الصحافة للجميع و الكتابة على شرط إرنست لمن تعلم و تعلم وتعلم فقط.
 
بالمناسبة جماعة البخاري يقولون "من كان شيخه كتابه فخطؤه أكثر من صوابه" و ما كتب في كتابه علم له أصول يجب تعلمها فلكل علم أصوله، و بعد تعلمها لكل حادث حديث سواءً أكان ما كتب في البخاري دين أو سنة، فالأصول أصول، تبدأ بالمعرفة و التعلم و تنتهي بالحديث و التكلم والفهم و الاستنباط، و بدون المعرفة يكون الحديث في الكتاب مجرد هذيان لا أكثر.
 
وعلى شرط مولانا رضوان الله عليه (إذا الإمارات جاءت لتحرير اليمن فهذا الهلام مصحح و مفكر و مجدد هذا الزمن) والله ولي الهداية والتوفيق .

التعليقات