*ثمة كتابات لأصوات حزبية تتدثر بالواقعية الوقوعية والعقلانية المضللة بدأت تدعو إلى إجراء مراجعات وتقييم لما آلت إليه ثورة فبراير 2011 العظيمة في اليمن... وهي مراجعات مطلوبة تأخرت كثيرا رغم ان هناك أصوات طالبت بذلك بعد أقل من عامين من اندلاع الثورة وإدخالها في نفق المساومات الحزبية..
*ما تكتبه وتروج له هذه الأصوات لايختلف كثيرا عما تروج له مجاميع قوى الثورة المضادة.. فهي محاولة لتبرير النهج الانحرافي الذي تعتمده الأحزاب السياسية التي ارتهنت قرارها لخارجها..
*هو تعبير عن مأزق سياسي تعيشه هذه الاحزاب وتسعى الى التبرؤ من أعظم ثورة وأنقى ثورة عرفتها اليمن وتحميلها كل المصائب والكوارث التي تسببت بها تلك القيادات الحزبية عندما سعت بكل قوتها لركوب المد الثوري من زاوية نظرها القاصر بضرورة تحقيق مكاسب سياسية ضيقة على حساب التغيير الجذري للأسف..
*ففرية اختراق الحوثيين لثورة فبراير الشعبية تروجها هذه الأبواق كإدانة للثورة وتنسى ان الثورة انطلقت لتعبر عن كل اليمنيين بمختلف توجهاتهم وفئاتهم ولاتستطيع استثناء احد ينخرط في ساحتها مادام أعلن اعتناقها أهدافها... فالثورة ليست حزبا سياسيا ولا نقابة مهنية.. هي فعل شعبي تغييري... المشكلة في القوى الحزبية التي اختطفت زمام الثورة وأخضعت المسار الثوري لمصالحها وموازناتها السياسية..
*لم يكن شباب الثورة المسؤولين عن إدخال الحوثيين الى صنعاء بسلاحهم وإنما من أدخلهم يومها هو ذات النظام الذي تطالب هذه الأصوات شباب الثورة بالترحم على زعيمه، وتدعوهم إلى نسيان جرائمه ومسامحته ومنح نظامه الفرصة ليعيد إنتاج نفسه لقيادة الدولة التي دمرها واستباحها بتمكين المليشيات من مؤسساتها!..
*إن كان من تقييم نقدي لما آلت اليه ثورة فبراير فهو تقييم سيفضي الى إدانة هذه الاحزاب السياسية التي اختطفت الثورة وفرغتها من محتواها وانحرفت بأهدافها بقبولها مبدأ الحصانة وفرضها على المكونات الثورية في الساحات والميادين وعبثها بالمسار من خلال التدثر بعباءة (العقلانية السياسية) التي أفضت إلى كل الكوارث اللاحقة..!