قال الإعلام الحوثي إن مقاتلي الجماعة سيطروا على 32 كم مربع من صرواح. تبلغ مساحة صرواح، وهي سلسلة جبلية، "1400 كم مربع"، ما يعادل أربعة أضعاف مساحة قطاع غزة الساحلية. إعلام الانتقام الرخيص، كما يسميه مصطفى ناجي، منح كل صرواح ومن خلفها مأرب للحوثيين. مررت بصفحات أشهر الناشطين الانتقاليين على تويتر فوجدتهم يرددون هذه الجملة بتنويعات خفيفة: سلم جيش الإخوان المسلمين صرواح للميليشيات الشيعية. تتحدث هذه الفئة من "الرهائن" عن شمال اليمن بوصفه مجرد خليط سام من "الشيعة والإخوان". يملك الحوثي قبضة شديدة البأس، هذه القبضة تتمثل في وجود هذا التفسخ والحمق على الجهة الأخرى، التفسخ والتهالك والخفة.. تلك هي قبضة الحوثيين الشرسة، وهي التي سبق أن ضرب بها في غير مكان وأصاب ربحاً.
ثمة رهائن آخرون، النسخة النجدية من الرهائن، سبق أن منحوا صرواح للحوثيين عندما كانوا أحلافاً، ثم عادوا وفعلوا الشيء نفسه بعد التوبة. استلهمتُ فكرة الرهائن من رواية المقاوم "البدوي" عادل الحسني عن المسرح الجنوبي. في روايته قال الحسني إن الضباط الإماراتيين يأخذون أسر عملائهم المحليين ويسكنونها في أبو ظبي. سرد أسماء كثيرة قال إن عائلاتهم انتقلت للسكن في أبو ظبي. لندع رواية الحسني جانباً. فالحقيقة المؤلمة ليست في أن "ًصرواح" التي لم تسقط في يد الحوثيين قد اسقطها الشرعويون الزائفون ونظراؤهم من الرهائن المبجلين. ما يفزع، حقاً، في أمر صرواح هو أن ثمة حرباً في صرواح بعد أربعة أعوام من عاصفة الحزم..
تملك الجمهورية، الآن، أعظم الجنوب وأسوأ القادة. يتواجد الاثنان، الجندي العظيم والقائد المتفسخ، في كل الجبهات تقريباً. لاحظوا أن أقل من 400 مقاوم دحروا كتائب صالح وعبد الملك من مدينة تعز، وعندما صاروا إلى 42 ألفاً وصار لهم جنرالات ولجان عسكرية جلبوا العار لمدينتهم.
لا تزال الآليات التي صنعت مجد الحوثي وتلك التي أصابت الجمهورية بالتفسخ .. تعمل. وكما حدث كثيراً في السنوات الأربع الماضية: في المواجهات الحاسمة ينهزم القادة ويموت الجنود. الجنود المساكين، والقادمة الذين قلنا منذ زمن إنهم كانوا وباء. أتذكر عندما ابتكرتُ، في العام 2014، هاشتاغ "ملوك سبأ ليسو قاعدة" ودعوت إلى تظاهرة إليكترونية .. في الليلة تلك أبصرت سخرية الذين سيصبحون فيما بعد إما شرعويين زائفين أو رهائن مبجلين. ليس سخريتهم وحسب، بل أمنياتهم بانهيار آخر حائط صد في تلك الأيام..
بقي شيء أود قوله:
تصافح رئيسا الوفدين في السويد، وكان رئيس الوفد الحوثي يلبس خاتماً كبيراً بفص لامع. لا يمكن تجاهل المحتوى الديني لتلك الصورة. بدت المصافحة وكأنها اتفاق بين السنة والشيعة. وعندما استدار الرجلان لالتقط صورة بدت ملامحهما الخارجية متمايزة أشد التمايز حتى إن المرء ليحق له الاعتقاد إننا أمام اتفاق بين دولتين.
* نقلا من صفحة الكاتب على فيسبوك