الى قيادة الاصلاح في اليمن مع التحية:
الخلل في تعامل بعظكم مع الاخرين موجود ولكنكم انسب الموجود.
استوعبوا السواد الأعظم من ابناء وطنكم وتحصنوا بمجتمعكم تفلحوا.
من يقول لكم انكم لا اخطاء لكم فقد نافقكم ، ومن يتهمكم بالسوء كله فقد ظلمكم.
انتم بشر مثل كل البشر لكم اخطاءكم وايجابياتكم فأنتم بحاجة لان تعززوا الإيجابيات فيكم وتفتشوا عن السلبيات وتصلحوها، ولن تروا هذه السلبيات بعيونكم ولكن فتشوا عنها من خلال كلام منتقديكم وستجدون البعض منها في كلام اعدائكم فالتقطوها من افواههم.
أعيدوا صياغة تعامل قواعدكم مع الآخرين وعلموهم كيف يتعاملون مع واقعهم ومع من يخالفوهم الرأي فيتقبلوهم ولا يقصوهم، واعملوا على ان يغيروا اُسلوب أدائهم الذي كان اثناء العمل السري قبل التعددية الى العمل العلني الشفاف ولا ننكر ان هناك تغير كبير قد حصل في هذا الجانب ولكنه ليس في المستوى المطلوب الذي يواكب التغيرات المجتمعية الضخمة.
ثقوا بالآخرين وأعطوهم الفرصة لان يثبتوا لكم حسن نواياهم وصدق توجههم ولا تحاكموا الماضي فيهم ولا يحاكموكم عليه، وابدؤوا معهم بصفحات اكثر نقاء وحباً.
لكم خصوماتكم مع جهات خارجية تستهدفكم مهما حاولتم استمالتها فلن تستطيعوا ذلك مع معظمهم ، فاستميلوا واقعكم وابناء جلدتكم وقدموا التنازلات مهما كانت من وجهة نظركم انها كبيرة فإنكم بعد ذلك ستدركون انها صغيرة وأنها كانت لكم وفِي صالحكم وليست عليكم ، وسيصبح المجتمع كله حصنكم.
المجتمع بحاجة لكم وأنتم الامل إن احسنتم الاداء وكسبتم النفوس وطمنتم المتخوفين منكم فالهجمة عليكم شرسة ليس حبا في الوطن ولكن ادراك ممن يهاجمونهم بخطورتكم امام مشاريعهم المعادية لكم في المقدمة وللوطن عامة، وللاسف البعض من صغاركم يسهل لهم الطريق ويعزز التخوف الذي تولد لدى بعض شرائح المجتمع منكم.
لا تتعاملوا مع قواعدكم على انهم ملائكة لا يخطؤون وان من يخالفهم شياطين، فبعض من يخالف البعض منكم حقيقة ليسوا أعداء لكم ولكن هناك حلقة مفقودة بينهم وبين هذه القواعد ففتشوا عنها وحاولوا ان تصلحوها دون تعصب مسبق.
انظروا للملاحظات التي تسدى لكم بجدية ولا تتعجلوا بتحديد المواقف ممن يصارحونكم.
وطننا لا أقول سيغرق ولكنه في حالة غرق وهو في أمس الحاجة لكم كنواة توحد كل القوى الخيرة ان انصهرت معهم وخفضتم الجناح لهم وتجاوزتم عن اخطائهم وكنتم الطبيب الذي يداوي القلوب قبل معالجة الأعراض والظواهر الخادعة.
ثقوا انكم ستجدون الغالبية العظمى أنقى مما تتصورون وأطهر مما قد يظن البعض ولكنهم لم يجدوا من يأخذ بأيديهم ويتلمس جراحاتهم.
المرحلة تحتاج الى منح النظرات الحزبية والكسب الحزبي اجازة مفتوحة والتوحه نحو الكسب الوطني الذي يحتاجه ابناء وطننا في هذا الظرف العصيب لإنقاذ ما يمكنانقاذة من بلادنا فآلام الناس قد بلغ مداً لا يطاق، ورمتنا كل دول العالم بقوس واحد ونخرنا هذا الفكر السرطاني السلالي العنصري من الداخل مستقويا من الخارج بحبل من ايران وحبل من الغرب رغم الشعارات الكاذبة التي يرفعها ضدهم.
لتكن الشرعية هي العنوان الذي يجب ان يتجمع حولها الجميع وهذا امر انتم متفقين معي فيه ، ونعمل جميعا على تمتين الاصطفاف الوطني وكونوا اكثر المقدمين تنازلات من اجله ، لأني كما اسلفت انتم الامل ، ولا ينكر تضحياتكم الا جاحد اعمى البصر والبصيرة.
البعض من قواعدكم قد يهاجمونني على هذا المقال ويتهمونني بما قد يظنوه فسامحهم الله مقدما ، اما خصومكم فقدتنطلق خيالاتهم واتهاماتهم لي الى ما هو ابعد فسامحهم الله أيضاً ، ولايهمني ذلك بقدر ما يهمني وطني وضرورة ان يستشعر الجميع حالته التي قد تدخل في غيبوبة لا شفاء لها ان استمرت اللا مبالاة من قبل القوى الفاعلة منتظرة من الاخرين انقاذه وهم يتفرجون ، فهذا وهم ومستحيل وعبر التاريخ لا تنقذ الأوطان ولا تنهض إلا بيد ابنائها ، ولله در القائل :
لا يرتق شعب الى أوج العلا ...
مالم يكن بانوه من ابنائه.
اسأل الله ان يوحد كلمة امتنا وقادتنا لما فيه صالح الوطن والمواطن.