أضحى من غير اللائق تلك التصريحات الصادرة من العاصمة السعودية الرياض حول تواجد إيران في اليمن.
بعد أربع سنوات حرب. اتضح بما لا يدع مجالا للشك بأن السياسة السعودية لا تكترث في الواقع للدور الإيراني في المنطقة.
في الوقت الذي تحذر مرارا من تدخلات إيران في اليمن عبر وسائل دعم متعددة لحلفائها الحوثيين. عملت سياستها منذ أربع سنوات على إضعاف السلطة الشرعية وتكريس هشاشتها حتى بات المجتمع الدولي على قناعة تامة بأن السلطة الشرعية تتآكل في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ويتعامل المجتمع الدولي مع الحوثيين على قدم المساواة مع السلطة الشرعية، ويعمل على تكريس تواجدهم كقوة سياسية مستقبلية، وليس كمليشيا فاشية انقلابية.
ليست هذه الصورة جيدة ومتوقعة لليمنيين الحالمين بغد أفضل. لكن لم تكن هذه هي الحالة لولا سياسة الغدر والخذلان التي اتبعتها السعودية خلال سنوات الحرب العبثية.
السلطة الشرعية في وضع حرج بعد ان سلمت قرارها للتحالف بقيادة السعودية. وهي إذ تبدو منزوعة الصلاحيات بشكل كلي. لا تستطيع حتى إبداء التذمر من انتزاع صلاحياتها.
ثمة حالات استثنائية. مكتب وزارة حقوق الانسان في محافظة المهرة كسر حاجز الصمت، واتهم السلطات السعودية بارتكاب العديد من الانتهاكات في المحافظة، بينها السيطرة على مواقع حساسة وإنشاء سجون سرية وشن حملة اعتقالات في صفوف المواطنين واستقدام قوات من جنسيات مختلفة.
تبدو خطوة جيدة ومعبرة عن لحظات انبعاث للخروج من الوصاية السعودية لأن ثمن السكوت حتى الآن فادح. ستدرك السعودية أيضا ان السلطة الشرعية كانت طوق نجاة لها.
لقد منحتها فرصة كافية من الشرعية في أجواء اليمن والأرض تحت شعارات مخادعة تبين زيفها في الواقع ولن تكون في مأمن من التبعات.
أجهزة الرصد الحقوقية الدولية لا تغفل هذه الانتهاكات التي طالت حياة المدنيين سواء عبر القتل المباشر بالغارات الجوية أو من خلال تردي الأوضاع الانسانية، حيث تصنف اليمن كأكبر مأساة انسانية في العالم، والمسؤول عنها السعودية بالطبع.
التقارير الدولية تتحدث عن آلاف القتلى المدنيين معظمهم بواسطة غارات التحالف. مليشيا الحوثي المسؤولة عن هذه الحرب المدمرة تأتي، طبقا للتقارير الدولية، في المرتبة الثانية.
السلطة الشرعية تكاد تتلاشى وإطالة أمد الحرب أضعفها بشكل كبير، مثلما أضعف حججها ومنطقها لدى المجتمع الدولي.
لكن السعودية لا تأبه. إذ تواصل إطلاق سياسة التحذير من إيران.
حظ طهران في غباء السياسة السعودية بالعراق ولبنان وسوريا يتكرر في أسوأ سيناريو. أضحت في تماس مباشر مع حدها الجنوبي وقادرة للوصول إلى عمق أراضيها عبر الصواريخ الباليستية ومتواجدة أيضا في أهم ممر دولي للنفط.
* نقلا عن صفحة الكاتب من الفيسبوك