يقول هاني بن بريك في آخر تغريدة له: هو جنوبي وسعودي وإماراتي، لكنه ليس يمنيا!
أولاً، أنت لست مركز الكون في القرار السعودي الإماراتي كما قد توحي عبارتك، إذ لا رأي لك ولا حول ولا أمر، أنت فقط عميل صنعتك المخابرات السعودية لتؤدي دورا وخطابا لكل مرحلة مايناسبها وفق التوجيهات، من متطرف إلى إرهابي إلى مقاومة إلى انفصالي.
وثانياً، أنت لست مواطنا سعوديا أو إماراتيا، كما قد توحي عبارتك أيضا، فلن تكون مواطنا حتى لو أعطوك إقامة بكفيل، وبقيت هناك قرنا من الزمان، فستبقى وأحفادك بدون هوية.
وليس الواقع، كما قد توحي عبارتك أيضا، أن الجنوبي قد أصبح في نظر السعودية والإمارات مرحبا به، كحال المواطن السعودي والاماراتي سواء بسواء، وفقط الشمالي محروم من هذه النعمة!
انظر إلى حال اليمنيين، من الجنوب قبل الشمال، الذين يتم ترحيلهم من السعودية وإعادتهم بعد مصادرة كافة محلاتهم ومؤسساتهم التجارية التي بنوها بكدهم وعرقهم لعشرات السنيين، وحرمانهم من كافة حقوقهم المكتسبة، بعد أن قضوا كل هذه العقود في السعودية، إلى درجة أن بعض المرحلين إلى حضرموت لم يسبق لهم هم وآباؤهم أن رأوها، بعد أن هاجر منها أجدادهم بحثا عن الرزق، لم يحرموهم من حق المواطنة فقط، بل لم حرموهم من حقوق العامل وحقوق الآدمي المعمول بها في بلاد اليهود والنصارى والبوذيين والكفار في كل هذا العالم!
أما إذا كنت تقصد أنك إماراتي وسعودي برابطة العروبة والجوار، فلايمكن أن تجمع بين هذا الادعاء وبين تنكرك من كونك يمني!
كل هذا التناقض غير مفهوم ومستحيل الا في حالة واحدة: أنك كما قلت آنفا عبد مأمور، وعميل تنفذ وتقول ما يملي عليك اسيادك ومالكوك في أبوظبي والسعودية، كأجير ومملوك وعميل، كلنا يعلم أنك لا تستطيع أن تقول حرفا واحدا يغضبهم ولاعبارة واحدة لايريدونها.
لكن، ما الذي يعنيه هذا أيضا؟
يعني أن هؤلاء الذين وجهوك بتبني خطاب الكراهية الانفصالي العنصري هذا لم يخوضوا حرب الأربع سنوات ليستعيدوا الدولة اليمنية كما يدعون، ولا ليحرروها من الانقلاب وإعادة السلطة الانتقالية كما يزعمون، بل من أجل تدمير اليمن وتقويض كل فرص عودتها، والهيمنة والوصاية عليها إلى الأبد، لو استطاعوا ونجحوا في مخططاتهم.
لسوء الحظ أنهم وجدوا جماعة انقلابية فاشية استطاعوا أن يجعلوا منها أداة لتبرير تدخلهم وشماعة لبقاء وجودهم، لكن لن يحصدوا سوى الفشل في نهاية المطاف، ستبقى اليمن، رغم أنوفهم، بلدا موحداً قويا كامل السيادة، وسيمضون مع ممالكهم إلى الهاوية، لسوء تدبيرهم وبما كسبت ايديهم.
سيمضي كل هذا العبث الذي صنعوه في اليمن وأرادوه وخططوا له كحدث عابر وسحابة صيف، مثلما أن ممالكهم اللقيطة كيانات طارئة دخيلة على التاريخ، عمامة أحد قاطني جبال اليمن -ولن أقول حذاء- أطول عمرا وأعرق تاريخا.
* نقلا عن صفحة الكاتب في فيسبوك