فهمي السقاف

فهمي السقاف

محلل سياسي يمني

كل الكتابات
الإنتقالي .. مجرد حجر على رقعة الشطرنج ..!!
السبت, 16 فبراير, 2019 - 11:42 مساءً

تماماً كما يحدث في اللعب على رقعة الشطرنج بين اللاعبين كذلك تلعبان السعودية والإمارات في المناطق التي يسيطران عليها في اليمن.
 
تحاول السعودية منذُ قرابة عامين او يزيد من دخولها الفعلي بآلياتها العسكرية وقواتها المسلحة إلى محافظة المهرة أن ترسخ احتلالها للمهرة الذي بدأته بإحتلال مطار الغيضة المدني الذي جعلت منه قاعدة عسكرية وسجناً لها كما فعلت شريكتها الإمارات قبلها بمطار الريان المدني بالمكلا عاصمة محافظة حضرموت.
 
محاولات السعودية الدؤوبة والمستمرة لإحتلال المهرة وتنفيذ خططها واطماعها وتحويلها إلى واقعاً مجسداً على الأرض حتى اللحظة تواجه مقاومة سلميةعنيدة لا تعرف الكلل او الملل حتى الآن واحسب ان لدى المهريين المقاومين خيارات شتى سيستخدموها بحسب الحاجة وتطور الصراع بينهم وبين الإحتلال وبحسب مقتضيات الزمان والمكان وأهل المهرة أدرى بشعابها.
 
حاولت السعودية العمل على ماتعتبره جائزتها الثمينة التي لا تقدر بثمن لتدخلها العسكري في اليمن وهو مد خط انابيب لنقل النفط من حقولها إلى المهرة التي تسعى إلى بناء ميناء نفطي لها هناك وحتى اللحظة يواجه مشروعها هذا الفشل امام وعي ويقظة وصلابة المقاوميين المهريين.
 
تذرعت السعودية بشتى الذرائع والحجج لتبرير وجودها في المهرة، وكذلك فعلت الإمارات شريكتها في الاحتلال هناك سيطروا على المنافذ البرية التي تربط المهرة بعمان، وقبلها أجبروا شرعية هادي بتغيير محافظ المحافظة السابق الممانع لوجودهم في المحافظة بآخر يجسد صورة الشرعية في ذلها وخنوعها لهم.
 
 برروا تواجدهم العسكري في المهرة على انهم انما أتوا لإعادة الأعمار في محافظة لم تُطلق فيها طلقة رصاص واحدة طوال سنوات الحرب التي توشك ان تدخل عامها الخامس وايضاً لمنع التهريب الذي يتم عبر منافذها البرية والبحرية من سلاح للإنقلابيين وردت عليهم الجهات الرسمية المدنية والأمنية والعسكرية المعنية بأمن المحافظة انهم خلال سنوات طويلة لم يسجلوا حالة تهريب واحدة.
 
تتسابق كلٍ من السعودية والإمارات على شراء الذمم بين الأهالي لمن لديه الاستعداد للعمل معهم وعلى تجنيد ابناء المحافظة ليعملوا ضد أهلهم لكن الحصيلة بحسب وجاهات اجتماعية مهرية قليلة ولا تشكل خطراً بل انهم ساعة الجد لن يكونوا إلا مع أهلهم.
 
كانت السعودية يوم الأثنين الماضي 11 فبراير على موعدٍ مع انكسار وفشل بطعم العلقم لقنه لها ابناء المهرة حين أصروا ابناء مديرية حوف على إخراج مليشياتها الذين جلبتهم إلى معسكر خفر السواحل بالمديرية وكان لإرادتهم ما أرادوا فاجتمعت اللجنة الأمنية بالمحافظة، وأقرت إخراج المليشيات التابعة للسعودية ورفضوا أي شكل من أشكال إنشاء مليشيات او قوات ومجاميع مسلحة خارج اطار الدولة ونظمها وقوانينها المعمول بها والسؤال هنا هل ستجبر السعودية والإمارات الشرعية على تغيير اللجنة الأمنية كما حدث لمحافظ المهرة السابق وايضاً كما حدث لمدير مكتب وزارة حقوق الانسان بسبب تقريراً له عن انتهاكات تحالف السعودية والإمارات ؟؟!! الأيام او الأسابيع او الأشهر القادمة كفيلة بالجواب على سؤالنا هذا.
 
الإمارات من جهتها تراقب باهتمام وعناية فائقة ما تعمله شريكتها هناك لحظة بلحظة دون ان يغفل لها جفن وكذلك تعمل الإمارات هناك على تجنيد من يرضى من ابناء المهرة لتشكل منهم قوات نخبة مهرية على غرار نخبها في حضرموت وشبوة وأحزمتها في المحافظات الغربية في جنوب اليمن.
 
مع تزايد فشل وإخفاق السعودية حتى اللحظة في المهرة استقدمت قوة عسكرية من جيشها تقدر بخمسة الف جندي وضابط أرسلت نصفهم إلى محافظة حضرموت التي تعدها كخيار بديل لمشاريعها التوسعية واطماعها لتبني هناك في المكلا ميناء نفطي لها وتعدل خط أنابيب نفطها من اراضي المهرة إلى حضرموت وافتراضها ان لا مقاومة ستواجهها في حضرموت وان الأرض هناك ممهدة أكثر لما تريد وترغب السعودية في الحصول عليه.
 
إزاء تزايد الاهتمام السعودي بحضرموت الذي تجلى من خلال زيارة سابقة لسفيرها آل جابر وحضوره عرضاً عسكرياً أواخر العام الماضي او بداية العام الحالي والآن بعد ان أرسلت قرابة 2500 جندي وضابط من قواتها التي استقدمتها مؤخراً وتركت نصفهم لتعزز بهم قواتها في المهرة ارتأت الإمارات انه بات عليها لزاماً توجيه رسالة لشريكتها السعودية الطامعة التي قد تزيحها وتقلص من حجم تواجدها ونفوذها هناك وعليه حركت الإمارات الإنتقالي بيدقها على رقعة الشطرنج من عدن إلى حضرموت ليعقد ما اسماه دورة جمعيته الوطنية فكل تلك المظاهر والموكب الطويل والطائرة التي أقلت أدواتها من عدن إلى حضرموت مجرد رسالة إماراتية إلى السعودية لتذكرها بوجودها وان الطريق إلى تقليص تواجدها ونفوذها امامه عقبات وحدهما الإمارات والسعودية مستفيدتان واما أدواتهما من اليمنيين مجرد بيادق او أحجار على رقعة الشطرنج يأدوا دورهم المطلوب بحسب مايراه اللاعبين وحدهم.
 
*نقلا عن صفحة الكاتب في فيسبوك.
 

التعليقات