ما يجري في الجزائر أحداث مضحكة بطعم المرارة الشعب في الشوراع مطلبه فقط ان لاتنتخب الغيبوبة حاكما وشعارهم (اكرام الميت دفنه ) لكنها اصدق تعبيرعن الحالة العامة العربية المتمثلة في إشكالية الحكم المستدامة كمستنقع تاريخي أكل الأخضر واليابس وافرغ الإنسان والجغرافيا والدين والقيم من القيمة المتميزة التي من المفترض انها تمثل روافع ومؤهلات حضارة عظمى.
مستنقع عويص وابن ستين كلب غرق فيه الماضي والحاضر ومستقبل بها ينحدر إلى الهاوية.
لا أظن أن (بوتفليقة) بتاريخه ودوره في مراحل حياته المختلفة يستحق هذا العبث وهذه الخاتمة بل هو محتاج إلى راحة مستحقه وتقاعد كريم يذهب بها إلى نقاهة وكتابة مذكراته أن كان لديه نفس بعد.
لكنه داء السلطة و بلاء ( إشكالية الحكم) لدى العرب في كل زمان ومكان و الذي يستظل به حيتان ومراكز دولة الفساد العميقة التي لم تتفق بعد على بديل في الجزائر أو لم تجده بين صفوفها
فيحكمون بظل رجل ميت و(عصا سليمان) مع انكشافها دون ان يضعوا اعتبار لشعب أو خجل من عالم الانس والجن خارج الحضيرة العربية.
شعار(اكرام الميت دفنه ) يمثل محاكمة تاريخية للفضيحة العربية التي تمثل ظاهرة بوتفليقة الحالة السطحية منها الشعار الذي رفعه شعب الجزائر هو حكم عادل على كل شي في عالم الحكم والحالة السياسية بعمومها في الوطن العربي.
فكل شيء لدى العرب .. كل شيء يبدوا في غيبوبة وميتا يستحق الدفن انقاذا للحياة من التلوث الذي سمم الأجواء واوجد حالة عربية عامة تشبه جثث الموتى المنتفخة على قارعة الطريق والشوارع العامة وغرف النوم وصالونات الطعام وقصور الحكم ومدرجات الجامعات والتي لا حل لها إلا الدفن أو تعميم الموت وانفجار الأوبئة القاتلة التي تهدد الحياة ووجود الشعوب.
والشعوب دوما لا تففد المخارج عندما تنهض وقد تفقد المفاتيح إلى حين.
والمطلوب الان هو التوجه الى مخارج الطواري نحو المزيد من دق طبول الحرية و ضجيج الرفض الذي يدفعها نحو بوابة الخروج ويدلها على المفاتيح الحقيقية وليس المزيفة.
صمت الشعوب هو الموت الشامل ولا يوجد شعوب في الدنيا تستسلم حتى النهاية أو تعلن موتها.
وشعب الجزائر شعب يعشق الحياة و سباق نضال ومعلم حرية وسيجد.طريقه نحو مخارج الحياة ومفاتيح الحضارة القادمة كدورة إجبارية للايام وحركة الشعوب وإرادة الامم وستاتي حتما بعد استنفاذ حضارة الجثث الميتة عمرها الافتراضي ودورتها التاريخية حينها لن ينفعها مال وسلاح وخيول وحمير وعبيد ومطبلين وسيبطل ما جمعته من جن و عفاريت من وراء البحار وسينقلب السحر على الساحر.
انها سنن الله وقوانين الأيام والزمن الدوار الذي يحمل في اجنحته نواميس عادلة لا تحابي أحد.
* نقلا عن صفحة الكاتب من الفيسبوك