عبدالوهاب العمراني

عبدالوهاب العمراني

كاتب يمني سفير في وزارة الخارجية اليمنية

كل الكتابات
الاعتداء الإرهابي في (نيوزلندا) وإنعكاسه على مجتمعاتنا
السبت, 16 مارس, 2019 - 10:38 مساءً

حادثة الإرهاب في نيوزلندا أثارت مشاعر العالم وحركة المياه الراكدة في الغرب ، واستدعت تأريخ الصراع بين الشعوب الإسلامية والغرب ، وفضحت الآله الإعلامية الدولية لشيطنة المسلمين وليس الإسلام فحسب . شيطنة الإسلام ليس بدعة غربية فحسب بل ومن أبناء جلدتنا للأسف .

وفي نيوزلندا التي شهدت مأساة صلاة الجمعة .. اللافت التأثر الواضح والتفاعل مع مشاعر الضحايا لدرجة أن قائدة الشرطة اعتنقت الإسلام بينما رئيسة الوزراء اعتذرت وتعهدت بأجراء مراجعة للقوانين النافذة وارتدت الحجاب كناية على التعاطف مع اسر الضحايا . في حين أنصفت من جهة شعوب الشرق ومدى معاناة المسلمين ليس فقط في مجتمعات الغرب بل وفي عقر دارهم وبالتالي فضحت نفاق وتملق الانظمة السائرة في فلك الغرب وسواها.
 
بعد أن كان تبرير الإرهاب حكرا على الإسلاميين لينتج ما عرف بالاسلامفوبيا دخلت النخبة العربية التي توصف بالعلمانية والفكر الإرهابي فركبت الموجة لتصف ما يحدث في الغرب وفي نيوزلندا ماهو إلا رد فعل لجرائم الإرهاب في بلدان المسلمين نفسها وهذا ليس صحيح ، مع ان تنامي اليمين المتطرف هو تراكمات أحقاد تاريخية وعنصرية في تلك المجتمعات ولا دخل لما يحث في الشرق من عنف ، وعلى هذا فإسرائيل وفق هذا المفهوم تعتبر حمامة سلام والحركة الحوثية في اليمن حركة استقلال تطالب بسيادة القرار اليمني فاختلاط المفاهيم يشوش الحقائق للعامة وهنا يكمن الخطاء في التوصيف الخطاء لما جرى ويجري حولنا .
 
معلوماً بان مصطلح الاسلامفوبيا هو في الأساس غربي (Islamophobia)وظهر بالإعلام والأدبيات العالمية قبل نحو عقدين فقط أي في العام 1997م ويعني هو التحامل والكراهية والخوف من الإسلام أو من المسلمين ، انتشر متزامنا مع ثورة المعلومات وتوسع شبكة الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي .
 
برغم استخدام المصطلح على نطاق واسع حالياً، إلا أن المصطلح والمفهوم الأساسي له تعرض لانتقادات شديدة. عرف بعض الباحثون الإسلاموفوبيا بأنها شكل من أشكال العنصرية.
 
بينما آخرون يوعزون هذه الظاهرة بمصاحبة تزايد عدد المهاجرين المسلمين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في العقدين الأخيرين ولاسيما من منطقة الشرق الاوسط بعد توسع بؤر ساخنة في أفغانستان وإيران والعراق وسوريا ومصر واليمن وسواها .. وربطها البعض الآخر بأحداث 11 سبتمبر.
 
وهي بداهة كلمة مستحدثة، تتكون من كلمتي إسلام وفوبيا، وهي لاحقة يُقصد بها الخوف أو الرهاب الغير العقلاني من شيء يتجاوز خطره الفعلي المفترض. قاموس أكسفورد الإنجليزي يعرف الإسلاموفوبيا.
 
بـ"الخوف والكراهية الموجهة ضد الإسلام، كقوة سياسية تحديداً، والتحامل والتمييز ضد المسلمين". وإجمالاً اقترنت بنظرة عنصرية للإسلام باعتبار دين متحجِّر وثابت ولا يتجاوب مع التغيُّرات يُنظر إليه بأنه منفصل و"غيريّ". أي أنه لا يحتوي على قيم يتشاركها مع الثقافات الأخرى، فلا يؤثِّر عليهم ولا يتأثر بهم ويُنظر إليه بأنه أحط منزلة من الغرب، ويُقال أنه بربريّ وغير عقلانيّ وبدائيّ ومُتحيِّز جنسيًّا عندما يُنظر إليه بأنه دين عنيف وعدوانيّ وخطر ويُشجِّع على الإرهاب ويدعم تصادم الحضارات ، بل يُقال أنه أيديولوجيا سياسيّة تُستخدم للأغراض السياسيّة والعسكريّة ، وتُستعمل العداوة ضد الإسلام لتبرير الممارسات التمييزيّة ضد المسلمين واستثنائهم من المجتمع ومن جهة أخرى تُعتبر العداوة ضد الإسلام أمرًا طبيعيًّا ومعياريًّا ، ويغض الغرب الطرف عن أي انتقادات له من المسلمين.
 
* باحث وسفير في الخارجية اليمنية
 
 

التعليقات