«الدكتور جيكل والسيد هايد» قبل أن تكون فيلما هي رواية كتبها المؤلف الاسكتلندي الشهير روبرت لويس ستيفنسون نُشرت للمرة الأولى عام 1886، وتدور أحداثها حول محامي يقطن لندن يُدعى السيد أترسون يقوم بالتقصي عن أحداث غريبة تقع لصديقه القديم دكتور هنري جيكل وإدوارد هايد الشرير.
يرتبط الفيلم عمومًا بحالة نفسية نادرة، أحيانًا ما يُطلق عليها بـ «انفصام الشخصية»؛ حيث يوجد بداخل الشخص الواحد أكثر من شخصية مختلفة، فالدكتور جيكل المحامي الطيب الذي يتعامل مع من حوله بطيبة تجده عندما يأتي الليل ويقوم بحقن جسمه بذلك المحلول الذي كان يعمل أبحاثه عليه من أجل تطويره ليجد نفسه بعد ذلك أمامه شخصية أخرى تمامًا؛ وهي شخصية السيد "هايد" الشرير الذي يقوم بالسرقة وزيارة الملاهي الليلية، ويجد نفسه يستمتع بأعمال العنف ومشاهدة المصارعة والقتل ويجد لديه الرغبة الجامحة للاختلاط بالمومسات وشرب الخمور وممارسة الجنس ولكن ما إن يستيقظ حتى يجد نفسه يندم مستغربًا على كل ما قام به ليلة البارحة.
يقوم ليلة أخرى بنفس العملية ويحقن جسمه بتلك الحقنة فيجد نفسه يرتكب جرائم أكثر جرأه فيغتصب الفتاة التي كانت تحبه سارة بعد أن اعتدى عليها حتى ألحق بها بعض الجروح في جسمها، وكذل حاول الاعتداء على امرأة أخرى تحمل طفلها ولكن ما إن رجع إلى معمله وينتهي مفعول الحقنة ليرى أن الخادمة بجانبه وهو ممسكٌ بيدها محاولًا تقبيلها بشهوة مفرطة فترجع شخصية الدكتور جيكل فيعتذر منها لما قام به، وعندما يأتيه خادمه يتعامل معه بلطف.
وهكذا تمر معه الليالي الأخرى؛ حيث يقوم إحدى المرات بالتعرض لنساء الكنيسة فيضرب إحداهن، ويقتل آخرا، وليلة أخرى يرجع متعربدا من السكر فيجد سارة التي يحبها وهي مريضة على السرير فينقض عليها محاولًا اغتصابها مرةً أخرى ويذهب إلى الحانات فلا يرجع إلا آخر الليل وهكذا.
في تلك الليلة بعد أن حقن جسمه وجد نفسه قد قتل الخادم الذي كان يساعده في القيام ببعض أعماله وقد قطع بعض أعضاء جسمه فيقوم بدفنه في حديقة المنزل، وفي كل مرة تنتهي تلك النوبة حتى يبدأ بلوم نفسه محاولا التخلص منها، لكنه لا يستطيع .
بدأ في الليالي الأخيرة يلتقي بنفسه، فرأى نفسه وكأنه أمام مراه ولكن مع اختلاف الشخصيات والتصرفات فيبدأ السيد "هايد" الشرير يسأل الدكتور جيكل: "هل أنا شخصية طيبة تحمل الخير أم أنني حقًا شيطان يحمل الشر ؟" فيصرخ الدكتور جيكل بأن يتركه لوحده فيجيب -السيد هايد_ بأنه لا تستطيع أن يتركه لأنه يحبه ويكره من يفعلون الخير .
في الليلة التي تليها وعندما بدأ مفعول تلك الحقنة بالتأثير خرج من المنزل ليلتقي بمن كان يساعده في الكثير من أعماله عمدة المدينة وحاول الاعتداء عليه في البداية، فيتعجب العمدة وهو يتساءل : ماذا تفعل دكتور جيكل؟
فيرد هايد: أنا لست الدكتور جيكل، أنا السيد هايد. ومن ثم يقوم بقتله بطريقة بشعة، ولكن ما إن يرجع إلى المنزل ويفيق من تلك النوبة إذ به يتألم لما يقوم به السيد هايد الذي يسكنه فيقوم بتدمير المعمل الذي كان يعمل تجاربه فيه لأنه وعد البعض أنه لن يعود لمثل هذه الأعمال ولكن تلك الشخصية الشريرة تعود إليه من جديد تلك الليلة دون أن يحقن جسمه بأي حقنه فتقف الشخصيتان وجها لوجه وكأنه أمام مراه، فيطلب الدكتور جيكل من السيد هايد أن يتركه فيرفض السيد هايد ولكن الدكتور جيكل يصر فيقول أنه يستطيع وذلك عن طريق العقل لأن العقل من يتحكم بالجسم، فيسأله السيد هايد وهو يسخر منه: "ومن يتحكم بالعقل؟"
فلا يعرف جيكل ما العمل، ويجد أن الخادمة بجانبه فيطلب منها أن تساعده وتحضر له سمًا حتى يقتل السيد هايد لأنه هو من تركه حتى كبر بداخله وتحكم بكل شيء، ولكن الخادمة مذعورة أيضا تراه يتكلم مع نفسه، فيضحك السيد هايدي بسخرية وهو يقول: "إذا حاولت قتلي فمعناه أن تقتل نفسك" وفجأة السيد هايد يقتل الخادمة التي كانت تحاول أن تساعد الدكتور جيكل وتحضر له السم، فينتاب الدكتور جيكل الذعر وهو يرى تلك الفتاة مقتولة أمامه، فيغمض عينيه ومن ثم تغلب شخصية السيد إدوارد هايد على شخصية الدكتور جيكل وتحتل جسمه لتصبح شخصية واحدة ممزوجة، فيشرب السم وتموت الشخصيتان.
وهنا يوضح الفيلم شيئا مهمًا جدًا؛ وهي وجود الخير والشر بداخل كل إنسان، وأن الخير والشر سييقيان يتصارعان حتى الأبد، ويوضح الحقيقية التي لا مفر منها وهي أننا جميعًا مصابون بمرض "انفصام الشخصية" والدليل على ذلك تفكيرنا بعض الأوقات بالشر برغم وجود الخير الذي يسكننا.