عبدالوهاب العمراني

عبدالوهاب العمراني

كاتب يمني سفير في وزارة الخارجية اليمنية

كل الكتابات
تقاطع مصالح عربية وأعجمية في موانئ اليمن
الخميس, 25 أبريل, 2019 - 04:51 مساءً

مشكلة اليمن بأنه انزلق للهاوية بمجرد سقوط صنعاء بيد أنصار إيران الحوثيين، بحيث تقاطعت مصالح عربية وأعجمية، والعربية انقسمت فيما بينها بتصدع البيت الخليجي، الذي انعكس بدوره على استمرار هذه الحرب المؤسفة، فتداخل الدولي بالإقليمي، وما اليمنيين سوى أجراء لدى أجراء آخرين كبار يجعلون من اليمن السعيد لعبة الأمم، ولم يبقى من سعادته سوى مجرد اسم ألصقوه به زورا و بهتانا، ليدفع لاحقا فاتورة سعادته باهظة الثمن، بيد أنه لم يكن سعيدا أبدا .
 
ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فقد التقت جميعها عند رأس اليمن، الذي أصبح يراوح على شفير التقسيم والتفتيت، فلا يكفي أن كيانه الهزيل مصاب بالكوليرا وأنواع أخرى كثيرة من الأمراض المستعصية، ولا يكفي تهاوي اقتصاده المنهار، والعدوان العربي الذي صب وابل الجحيم على أراضيه، بل زاد على ذلك الامر سوءا بسبب الحروب الَتِي تدور رحاها منذ ما يقارب السبع سنوات كاملة،أاحرقت نارها الشجر والحجر و البشر ، وأنهكت البلاد والعبّاد، وأعادت البلد الى العصر الحجري ،ناهيك عن بحر الفوضى الذي يغرق فيه ، نتيجة لغياب مؤسسات الدولة وحالة اللانظام التي يعيشها اليمن طوال السنوات الماضية.
 
تماما مثل معركة الحديدة التي تم التحضير لها من نهاية عام 2017 وعندما بدأت قال المجتمع الدولي (STOP) وأرغمت كل الأطراف لمشاورات صحيح أنها كانت أقصر من المئة يوم في مفاوضات الكويت لكن تنفيذها لم يتحرك قيد أنملة منذ خمسة أشهر ولن يتم ومع ذلك يصر المجتمع الدولي على ان الحرب لن تنتهي إلا بسلام لكن سلام مع الحوثي يشبه استجداء العرب لإسرائيل بالسلام .
 
لم تحقق المشاورات سوى إيقاف تحرير الحديدة وقوت شوكة الحوثي وربما زادت شعبيته لدى عامة اليمنيين باعتباره أهون الشرين.
 
وهو الأمر نفسه في استئناف جلسات مجلس النواب الذي كان مقرر له أن ينعقد قبل أكثر من عام وتحديدا بعد رمضان الماضي ورغم انه تأخر لأكثر من أربع سنوات لكنه تمخض في إشعال كل الجبهات ليس في مدينة تعز التي شهدت اليوم وقبله حرب طاحنة تزامن ذلك من معاركة في أكثر من جبهة في البيضاء وجنوب تعز وكل مناطق التماس في الحدود الشطرية بإستنا الحديدة التي هي الأخرى تتكبد حرب صامته من طرف واحد وهو الحوثي .
 
لعل أقبح ما في هذه الحرب أنها أظهرت أيضا اقبح شئ في اليمنيين وهو الاصطفاف والانقسام والاستقطاب بدون مسوغات منطقية ، والأدهى هي مساواتهم في نظرتهم للسئ مقارنة بالا سوا ، سوا في مقارنة زمن فساد صالح بما يحصل اليوم وصحيح اننا في عهد ماقبل ثورة 11 فبراير لم نكن نعيش رغد العيش وننافس سويسرا لكن في المحصلة ان ما جرى ويجري اليوم هو نتاج تراكما أربعة عقود من التناقضات والعبث والفساد للدولة العميقة التي كل المكونات في المشهد السياسي اليوم من حكومة ومعارضة وميلشيا هي نتاج تلك الحقبة.
 
والمؤسف هو مقارنة مكون شرعي بغير شرعي فحقبة ما بعد خروج الرئيس السابق شكليا من السلطة وبدون صفة ومقارنة بالشرعية بغض النظر عن سوء الحال اليوم مقارنة بالامس الشكلي وكذلك انقلاب الحوثي الذي اغتصب الدولة بالغلبة والشرعية ومقارنة الحزب بالميلشيا فعلى سبيل المثال ما يجري في تعز هناك طرف ميلشياوي مدعوم إماراتيا وآخر ينتمون لحزب رغم مساوئه لكن ينبغي ان لا يقارن بمن يستقوي بالأجنبي تماما كالحوثي الذي يستقوي بإيران والغرب.
 
لولب المعارك منذ اربع سنين هي من يسيطر على الموانئ في الساحل الغربي او باب المندب وعدن من الإطراف المتصارعة إقليمياً عربا وعجم .
 
شئ مؤسف ان لا يحرك المجتمع الدولي ساكن امام ما حدث ويحدث اليوم في ومأساة تهامة لا يقشعر لها بدن وضمير العالم كله . وكأن تحرك الجبهات التي لصالح الحوثي هي رد عملي لمحاولة الحكومة في استئناف المجلس التشريعي لما لهذا من أهمية في تحديد مسار الحرب ، وكذلك رد فعل لمحاولة الحكومة الشرعية بسط سلطتها على امن تعز ، وكأنه إيعاز إقليمي عربيا بالطبع قبل ان يكون أعجمي بترتيب المشهد من اجل نهاية المشهد.
 
 
* كاتب وسفير في وزارة الخارجية اليمنية.

* المقال خاص بالموقع بوست.

التعليقات