الدعم الأمريكي للحرب في اليمن
الجمعة, 03 مايو, 2019 - 05:33 مساءً

فشل مجلس الشيوخ الأمريكي في وقف الدعم الذي تقدمه واشنطن للتحالف بقيادة السعودية في اليمن.
 
وكان الرئيس دونالد ترامب قد استخدم حق النقض "الفيتو" ضد مساعي للمشرعين الأمريكيين لوقف الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للتحالف على مدى أكثر من أربع سنوات خاصة الدعم اللوجستي وتزويد مقاتلات التحالف بالوقود في الجو.
 
هذا يفسر حالة البذخ الفاحش للمقاتلات العسكرية السعودية والإماراتية والتي تجوب سماء اليمن دون توقف طيلة هذه السنوات.
كما يؤشر إلى انتصار سياسة البيت الأبيض في مواصلة واستمرارالدعم للتحالف، رغم حملة الانتقادات من قبل بعض المشرعين الأمريكيين والحقوقيين وجماعات الضغط.
 
وسبق للمسؤولين الأمريكيين الدفاع المستميت عن مسألة الدعم، معتبرين ذلك جزءا أساسيا من حماية المصالح الأمريكية في المنطقة.
لكن الشيء الذي كذب به هؤلاء هو زعمهم اتخاذ وسائل احتياطية لحماية المدنيين في اليمن.
 
الحقيقة ان الغارات أدت إلى سقوط مئات المدنيين وتدمير البنى التحتية، وعلى العكس فقد حصل التدمير الهائل في هذا الجانب. ولم تسفر الغارات طيلة أكثر من أربع سنوات سوى عن مفاقمة المعاناة الانسانية للمدنيين.
 
لذلك تعد الادارة الامريكية الحالية الشريك الأساسي في جرائم قتل اليمنيين وارتكاب جرائم الحرب واستمرار المعاناة الانسانية.
ندرك ان خزينتها فائضة بالأموال الخليجية. لكن ذلك لا يبرر الانتهاكات الفظيعة لحقوق الانسان والانسلاخ الكامل عن القيم الانسانية ومبادئ القانون الدولي الانساني.
 
يأتي ذلك فيما تستعد هذه الادارة لوضع "الاخوان المسلمون" في قائمة التنظيمات الارهابية، وذلك تماشيا مع رغبة السعودية والاماراتية اللتين تشنان حربا دون هوادة على فروع التنظيم في عدة دول.
 
هكذا يجري قيادة أمريكا الدولة العظمى بواسطة المال الخليجي إلى حرب في المنطقة لوأد أحلام الشعوب في الحرية والديمقراطية ومناهضة طغيان المستبدين.
 
وما يجري في اليمن ما هو إلا انعكاس لتلك الحرب وفقا للتصور الإماراتي والسعودي، حيث تستمر عملية تضخيم فزاعة الاخوان وتغذية فساد جبهات المعركة بمليشيات مضادة.
 
من المؤكد ان واشنطن ستحصل على وظيفة جديدة ومهمة قادمة ستدر على خزائنها مليارات الدولارات الخليجية في حرب زائفة ضد الارهاب.
 
وبدون شك لن تكون اليمن في منجى من التداعيات، فما تقدمه واشنطن من دعم للتحالف، يزيد المعاناة، واليمنيون بعد هذه المدة تواقون للخلاص من هذه الحرب العبثية.

التعليقات