فيصل علي

فيصل علي

إعلامي وأكاديمي يمني.

كل الكتابات
"ضفعة" القرن !
الاربعاء, 22 مايو, 2019 - 11:55 مساءً

تشرفت الليلة بحضور مأدبة إفطار أقامتها المنظمة الثقافية الفلسطينية/ماليزيا (PCOM) بموجب دعوة من الصديق مسلم عمران رئيس المنظمة، وحضرها رئيس وزراء ماليزيا الدكتور مهاتير محمد والقائد الفلسطيني خالد مشعل وعدد من قادة البلدين، في العاصمة الإدارية بوترا جايا، في قاعة اتسعت لأكثر من 1500 شخص.
 
  وفي كلمتيهما التي ألقيت قبل الإفطار رفض خالد مشعل صفقة القرن وذكر القادة العرب بأنهم كانوا يقولون فيما مضى أنهم يقبلون بما يقبل به الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن كافة الفصائل الفلسطينية ترفض صفقة القرن، فيما أكد رئيس الوزراء الماليزي الدكتور مهاتير محمد على أن دعم وتأييد القضية الفلسطينية يعتبر مسؤولية أخلاقية بالنسبة لماليزيا وعبر عن ادانته للعنف تجاه الشعب الفلسطيني.
 
وفي مأدبة الإفطار  قدمت 12 جامعة ماليزية منحاً دراسية للشعب الفلسطيني (بكالريوس وماجستير ودكتوراة) بما يعادل  11.48 مليون رينجيت ماليزي.
 
 
بينما تبيع فلسطين البلدان المعنية بقضيتها يأتي صوت المقاومة صادحاً من بوتراجايا في أقصى الأرض، وعلى لسان صانع النهضة الماليزية الدكتور مهاتير محمد وهذا نصر للقضية الفلسطينية العادلة بكل المقايسس ولا عزاء للمتخاذلين عن نصرة قضيتهم الأولى.
 
 
تعاطف الشعب والحكومة الماليزية واضح مع القضية الفلسطينية التي خذلتها أنظمة العرب وقادتها الذين يسوقون لصفقة القرن، هذه الصفقة التي تبناها اللوبي الصهيوني في واشنطن وسوقها الرئيس الأمريكي ترمب، والتي ستضع الفلسطينيين تحت سيطرة إسرائيل.
 
وستعقد في الشهر المقبل في البحرين ورشة اقتصادية بدعوة من واشنطن، ولذا كان خالد مشعل قد قال أن قضية فلسطين ليست قضية اقتصادية وإنما هي قضية صراع سياسي في تأكيد لما ذهبت إليه الفصائل الفلسطينية من رفضها للورشة المذكورة.
 
يدرك القادة الفلسطينيين أبعاد صفقة القرن ولذا أبدوا رفضهم لها ورفضهم تخفيها خلف قناع الإقتصاد، لا أحد في المنطقة يدرك قضيته كشعب فلسطين، ولا تدرك بعض الشعوب أن لها قضية أصلاً، ولذا لا تجيد سوى تلقي الضربات المتتالية ويضيع مستقبلها، بعكس الشعب الفلسطيني والذي لديه قاده يمثلون تطلعاته.
 
كلما سمعت مسمى صفقة القرن خلال الفترة الماضية، كنت أردد على مسامعي أنها مجرد "ضفعة القرن" خاصة عندما أنظر للقيادات التي تؤيدها، لقد خلت الساحة العربية من القادة الصادقين وحتى من المناورين والمراوغين، ولم يتبقى لنا سوى هؤلاء الذين تعرفونهم.
 
و"ضفعة" تعني مخلفات البقرة بلهجتنا المحلية  وهي لفظ مناسب كا أرى أنا لمهزلة ترمب وتابعيه القصر في المنطقة.
 
قيل لأعرابي كان يقيم في أحد أرياف اليمن لماذا تعيش أعزباً ولا تتزوج بواحدة من بنات اليمن؟ فقال وهو يحكي عما رآه: هل تريدني أن أتزوج إمرأة تضع "الغائط على الحائط"؟
 
مسكين الأعرابي لم يدرك أن تلك المرأة تضع ضفع البقرة على الحائط لتجف وتستخدم كوقود وهذه العملية تسمي الضمج ويطلق على المرأة لفظ "مضمجة" لقيامها بهذا العمل والذي يعاد فيه تحويل المخلفات إلى وقود للأفران التي تعمل بالحطب، وهي طريقة اقتصادية  وتسهم في إيجاد بدائل عن قطع الأشجار وتحافظ على البيئة.
 
تذكرت المرأة التي تضع الغائط على الحائط وأنا أتحدث عن ضفعة القرن التي يريد القيام بها ترامب وأتباعه، فإن كان هو مخلص للصهيونية العالمية فلمن يخلص القادة "المضمجون"؟
 
*مقال خاص بالموقع بوست
 

التعليقات