كل الناس تتمنى وطن يعمه الامن والسلام، والبعض ومنهم من يتمنى ان يكون وطنه الأكثر ازدهارا، لكن ماذا لو استبدلنا الامنيات بماذا نحتاج ونريد !
ذات مرة قرأت موضوع عن كيفية جذب الاشياء الايجابية لحياتك ومن الاشياء التي تؤخر الجذب هي الامنيات، إذاً لا داعي للتمني بل يجب علينا ان نعمل على ما نريد، وما نحتاج ومن هنا ولدت فكرة على شكل حركة وهي حركة الوعي اليمني ، كحركة ثقافية فكريه تنويريه مجتمعيه تهدف إلى نشر السلام والحب بين نسيج المجتمع اليمني.
رغم ما يمر به اليمن من صراع انبثقت عنه مشاعر الكراهية وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في تغذيتها وانتشارها ومن نفس المكان الذي انتشر فيه العنصرية الطائفية، الحزبية، القبلية ...الخ.
بدأ شباب وشابات يمنيين من مختلف الاماكن بالداخل والخارج في حملة تحت هشتاق بتويتر #حركة_الوعي_اليمني لنشر السلام والمحبة و نسعى لنشر الوعي على اهمية العلم والتعليم الذاتي والتحدث على أهمية تمكين المرأه اليمنية بشكل فعال في المجتمع، ومطالبة بقانون حماية الطفل اليمني لينشأ جيل يثق بذاته غير مهزوز في الشخصية، جيل صحي يفكر ب الانتاج والإبداع كل هذا سيساهم بشكل او بأخر بتوعية المجتمع وتطويره.
الإنسان عدو ما يجهل، هكذا يقال ولو تأملنا قليلا لهذه العباره ظاهرها و باطنها صحيحة إلى مدى كبير، لذلك في إحدى العصور كان هناك علماء مسلمين جاءوا بأفكار جديده ومن خلال البحث والتحليل العلمي والاستنتاج وصلوا لحقائق علمية و فلسفية لا يستطيع احد تكذيبها، ولكن بالمقابل فهناك عدد من العلماء والمفكرين تم إعدامهم بسبب العلوم او الأفكار التي توصلوا اليها وحملوها بتهمة الكفر.
ولان هذه المشاكل ماتزال تعاني منها البلدان التي ينتشر فيها الجهل ، فان اَي فكرة او رؤية لا تأتي منسجمة وأهواء الجماعات السياسية والدينية تواجه برفض وعداء يحمل معهم كل الاتهامات ويبحث عن مايعتقد أنها مثالب، تنتفص من الأشخاص لا من الفكرة كما حصل مع ولادة حركة الوعي اليمني, اذ أراد البعض ان تسير وفق نهج حزبه ورفض فكرة التعايش مع غيره، خصوصا أ، اجواء الصراع والحرب قد أوجدت مجاميع متعصبة، وأفرزت طرح عنصري وخطاب كراهية متنامي أضراره المجتمعية تفوق الاضرار المادية والاقتصادية والبشرية للحرب.
تقوم فكرة حركة الوعي اليمني على نشر السلام و العمل على أن يقبل اليمنيون بالتعايش وبالاختلاف والتنوع ، وتغيير مفهوم إن لم تكن معي فأنت عدوي، وإن لم تكن مع توجه حزبي أو توجهي الفكري والمذهبي، لكننا عكس هذا نقول للجميع نحن اخوة ونحبك كما أنتم، وأن الاختلاف والتنوع والتعدد ميزه جميلة، والاختلاف من سنن الكون وميزة المجتمعات الراقية والمتحضرة وأساس للإبداع.
توقعاتي أن حركة الوعي اليمني مثلها مثل أي فكرة جديدة ستواجه بعض المشاكل، فالبعض يريد تأطيرها سياسيا ، والاخر سيتخذ موقفا عدائيا لمجرد أنها لا تتوافق مع توجهاته أو معتقداته الدينية، وهناك من يرى في اَي فكرة لا يكون طرفا فيها مشروع فاشل، وهو ما جعل البعض من الكتاب والناشطين يتوقعون فشل الحركة.
لذلك حرصنا على أن تكون حركة الوعي اليمني هي حركة ثقافيه فكرية غير سياسة لنشر السلام والحب والتعايش والتنوع والتعدد، رغم كل الظروف، ومن الموقع الذي انطلقت منها الفتنة، والكراهية سنعمل على نشر السلام، والدعوة له لأنه اصبح ضرورة حتمية.