سقطرى تختزل الإنسان اليمني الأصيل في تفكيره وهويته وعمقه الحضاري، وتقدمه على شكل هبة جماهيرية، وغضبة شعب في وجه كل من يستغل الوضع اليمني، ويستسهل العبور على جراحه، أومصادرة حقه، وانتهاك سيادته.
اليمنيون يحترمون كل من تعامل معهم بمصداقية، ومستعدون أن يلبوا أي نداء من أشقائهم في أي نازلة أو اعتداء دون من ولا أذى؛ فلقد شاركوا في صفوف القوات العربية في التصدي للمشروع الصهيوني، وشاركوا في صفوف الجيش العراقي في مواجهة الهيمنة الإيرانية، واليوم يقفون جنبا إلى جنب مع أشقائهم السعوديين على حدود المملكة، وغدا سيقفون مع أشقائهم في الإمارات إذا ما قرروا تحرير جزرهم، وسيرون كيف أننا أوفياء بالدم لا بالأرض والسيادة.
من الطبيعي أن ننحاز لمصلحتنا حيثما حلت، ولن ينكر علينا أحد على كوكب الأرض هذا المنحى، وستكون الدول مدركة وضع شعب يعيش خارج منزله، وموزع على شكل مجموعات في هامش الشعوب، يقتات القهر ويتجرع الألم.
ليس عيبا أن نعلن بملء الفم أننا مع كل دولة شقيقة أو صديقة تحس بوجعنا وتقف إلى جانبنا بمصداقية وشفافية ووضوح.
وفي المقابل لن نسمح لأحد أن يبتزنا أو يحرف مسار التحرير واستعادة الدولة، أو أن يقتطع شبرا واحدا من أرضنا مقابل مشاركة في معركة مصيرية تهدد استقرار المنطقة برمتها.
ولن نقبل باستغلال الوضع الاقتصادي وحالة الفقر والجوع وشراء ذمم بعض ضعفاء النفوس الذين ما كان لهذه الممارسات العبثية التي رافقت عملية التحرير واستعادة الدولة أن تكون لولا هذه النفوس المريضة التي تلهث وراء المال والمصالح الشخصية؛ ورضوا بأن يبقوا كأدوات رخيصة بيد غيرهم، ليوفروا فرصا لاستمرار هذا الوضع الكارثي، وإبقاء الحركة الحوثية في مأمن بفعل سذاجتهم والمغامرة بوطنهم نحو مزيد من الفوضى والعبث والتمزق.