إنه لأمر محزن حين تتأكل اطرافك و يتحول "النصر المفترض" إلى شوكة عالقة في قلب الوطن.
الأيام القليلة المقبلة مفصلية ليس فيما يخص مارب بل الشرعية ومصير اليمن عموما، كانت مارب هدف للحوثي نهايات 2014 ولم يستطع رغم عدم وجود التحالف وقتها، واليوم بوجود التحالف ينبغي لكل يمني أن يفكر مليا في اهداف التحالف بما يجرى بمارب، وهل تسريبات ما يتردد عن تهديد الإمارات بخروج قواتها من الساحل ومن بعض مناطق مارب ولهذا غاية خطيرة ، سوا كان الساحل يعني التقاعس عن استعادة الحديدة والقبول باتفاق استوكهلوم رغم ما شابه من تقاعس من جانب الطرف الانقلابي ، والاخطر الانسحاب من مارب وستكون لقمة سايغة للحوثي وقد تسقط خلال ايام او اسابيع.
في هذا السياق نسبت صحيفة وول ستريت جورنال لمسؤولين أميركيين وخبراء قولهم إن سحب الإمارات قواتها من اليمن سيضيف تعقيدا جديدا للحملة التي تقودها السعودية ضد الحوثيين، وسيثير مخاوف واشنطن والرياض من أن يُفهم أن ذلك انتصار للحوثيين.
ومضت الصحيفة الأميركية تقول إنه ليس من الواضح كيف ستستجيب السعودية أو التحالف العسكري الذي تقوده للخطوة الإماراتية، خاصة أن الإمارات كانت أهم حليف للرياض في التحالف، حيث انضمت إلى الحملة الجوية في اليمن وجمعت المعلومات الاستخباراتية ونفذت بعض العمليات العسكرية وقدمت الدعم الحيوي للقوات اليمنية التي تقاتل الحوثيين.
وسيكون في حال تم الانسحاب الإماراتي في مناطق معينة دون غيرها هو بمثابة بالون اختبار في المقاييس العسكرية قبل أي توقعات وتحليلات لخبرا سياسيين في متابعة الشأن اليمني خلال حقبة الحرب اللعينة التي سوغت بمرر استعادة الشرعية لكن الواقع لا يعكس مثل هذه الحقائق.
ومن غير المستبعد ايضآ ان يكون ما حدث اليوم في مناطق سيطره اللواء 35 مدرع من ضمن المخطط الإماراتي المعد.
الإمارات تقتبس من مخططات عفاش القديمه في اداره الفوضى في اليمن مستغله حالات الخلاف سواء الطائفي او القبلي وتعمل على تغذيته كما كان يفعل عفاش تعتقد بأن ذلك سيمكنها من انهاك قوات الشرعيه واشغالها بمعارك جانبيه عن معركتها الاساسيه في مواجهه الانقلاب والمليشيات التي صنعتها ما سيمكن من تقويه المليشيات على حساب اضعاف قوات الشرعيه في مثل هذه المعارك الصغيره في كل محافظه واطاله بقاء الإمارات في اليمن.
المحك الأخير للامارات والتحالف نفسه هو خروج الإمارات من كل اليمن في الجنوب وسقطرة وليس مقصور على اختيارات مناطق معينة في البطن الرخوة للشرعية .. في حال تحقق هذا السيناريو لن ينقسم اليمن لشطرين كما يعتقد التحالف الجنوب سينقسم لشطرين والشمال لدولة مارب مع المناطق السنية والوسط وتهامة ويبقى الحوثي محصورا في شمال الشمال طبعا لن يكون هذا الا بعد سلسلة حروب قد تستمر لنفس فترة هذه الحرب بضع سنوات.
سيدخل اليمن نفق ومنزلق فوق ما حصل، شرعية الرئيس هادي مهددة في الاشهر المقبلة وقد يحدث شئ ما سوا على مستوى الحراك الجنوبي او الحرب مع الطرف الانقلابي في المحافظات الجنوبية او تطورات تشريعية في مجلس النواب او على رأس القيادات في الشرعية وربما ثورة شعبية في كل اليمن ضد كل الاطراف في المشهد بما فيه الاقليم عرب وعجم .. يبدو ان الاشهر المقبلة ستحدد مصير اليمن لعقود مقبلة وهي خلاصة الخمس سنوات التي سلمت فيها صنعاء بتواطئ الدولة العميقة ورضاء الاقليم عرب قبل ان يكونوا العجم.
* كاتب وسفير في الخارجية.