الإنفصال كحل
الأحد, 18 أكتوبر, 2015 - 05:26 صباحاً

لو خيرونا بين إنفصال الجنوب أو دماره لاخترنا الإنفصال عن طيب خاطر.. رفضنا لمشروع الإنفصال ليس حبا للاستحواذ والسيطرة على الجنوب معاذ الله.. إنما لمعرفتنا مسبقاً أنه مشروع انهاك وارباك لكل اليمن وأنه المشروع البديل الذي سيستنزفنا جميعاً.
  ولذلك نصيحتي لكل من أراد الإنفصال.. حباً في الجنوب أو حتى كرهاً في الشمال.. لا بأس بالإنفصال والإستقلال كخيار مجتمعي مُجمَع عليه.. الدنيا لن تنتهي بالإنفصال ولن تزدهر بالوحدة.. لكن ما نحرص عليه ونتمنى إستدراكه من أصحاب القرار في الجنوب هو الحسم الفوري وبلا أي تأخير.
  على هادي وبحاح كقيادة البلاد في هذا الظرف العصيب أن يأمروا تشكيلات الجيش الجنوبية تصفية مناطقها حتى الحدود والتعاون التام مع الإماراتيين في تأمين مناطقها ووضع الإنفصال كأمر صريح وواقع محسوم.. هذا أفضل.
  يمكن بعدها تشكيل قيادة شمالية قادرة على التعاون والتفاهم مع التحالف الدولي لتصفية مناطقها من قوات المخلوع والحوثي.. ومن دون تأخر أو حسابات مُرهقة.. التلاعب أكثر بالامتثال لرئيس طائش ونائب حالم أمر ليس من مصلحة كل اليمن.. دعونا نتحدث عن الإنفصال كحل للواقع وليس كمشكلة.
  أعلم بأن البعض قد يجد كلامي هنا غير واقعي لكنه بقليل من القراءة الواعية هو مخرج سليم لإيقاف المراهقات التي يصطنعها الجميع لإنهاء المعركة.
  بهذه الطريقة يمكن للإمارات أن تحول عدن إلى دبي أخرى كما يتصور العدنيون.. ويمكن لتجار حضرموت أن يحيلوا الوادي الى جنة أوروبية كما يريدون.. ويتمكن أخوتنا من يافع والضالع أن يعمّروا مدنهم وقراهم ويحولوها الى منتجعات إن أرادوا.
  دعوا فكرة الإنفصال تصبح حديث واقعي ملموس بين الساسة هذه الأيام وصدقوني سنتمكن من حل الكثير والكثير من المشاكل العالقة في الواقع.. وقد يتحول الواقع السياسي إلى شكل مختلف عن المراهقة السياسية الحالية..

التعليقات