هذا الازدواج في السلطة العسكرية السودانية بين الجيش السوداني وميليشيات حميدتي قنبلة موقوتة خطرة للغاية، ترتكب قوى الثورة خطأ استراتيجيا بالجلوس مع حميدتي قبل حل ميليشياته متعددة الجنسيات، هي بذلك توفر الغطاء السياسي لبقاء تلك المليشيات التي تحتل الخرطوم اليوم، وغدا كل مدن السودان.
مؤسف أن العالم الذي أصمنا بالحديث عن جرائم ومجازر الجنجويد في السودان ينظر ببلاهة، وكأن الأمر لايعنيه، إلى محاولات زعيم تلك الميليشيات ليكون رئيسا للسودان، وكل مؤهلاته أنه قاتل وقاطع طريق!
سيعبر حميدتي لحكم السودان، على جثة الجيش السوداني وقوى الثورة التي تحاوره اليوم لغسل جرائمه، على طريقة غسيل الأموال، بعلم أو بدون علم؟
من حميدتي قاطع الطريق، زعيم الميليشيا والجريمة المنظمة، إلى حميدتي السياسي حاكم السودان!
بشرعيتكم الثورية،برصيدكم المدني، وتاريخكم النضالي والوطني، تغسلون حميدتي ليغدوا رئيسا للمجلس السيادي، ومن بعدها رئيسا للسودان، بعد أن تحلوا طبعا في المقابر والسجون.
هذا فقط مايشي به تاريخ حميدتي القائم على ركام الجماجم والجرائم والأشلاء، إن لم تفعلوا شيئا يسقط المهزلة في مهدها.
الخطاب موجه لقوى الثورة، وللجيش السوداني الذين يتربص بهم حميدتي الدوائر عليه دائرة السوء!
تقاسم السلطة لفترة انتقالية مع حميدتي يعني فقط تسليم السلطة له كاملة بعد انقضاء الفترة الانتقالية؟
مالك مناجم الذهب، وزعيم الميليشيات متعددة الجنسيات، وتاجر الجريمة المنظمة والسوق السوداء، ومن يؤجر الميليشيات دوليا، هو من سيحكم بعد الانتقالية إذا تقاسمتم معه السلطة اليوم، وتركتم ميليشياته طليقة لتحل محل الجميع.
حينها ستذكرون أي جرم ارتكبتموه بحق الثورة السودانية وبحق السودان وبحق أنفسكم.
ماتزال الفرصة سانحة أمامكم لتقولوا لحميدتي: تسقط بس.