في حال تحقق الانفصال وفي هذه الظروف وبعد كل ما جرى ويجري ، فبداهة لن تعود اليمن الى ما قبل عام 90وإنما ستعود اليمن إلى ما قبل 62م
أي شمال بحكم سلالي طائفي اسواء منه في حقبة الامامة لأنه يظهر بصورة شعبية جمهورية " جمهوري إسلامي إنقلاب ) ومؤدلج بنظرية ولاية الفقيه وهو مالم يكن في عهد السلالة الامامية بل سيكون على غرار إيران ومفردة السيادة مجرد شعار مقارنة بما كانت عليه في الماضي رغم ان كلاهما في النتيجة واحدة.
بل ان الحوثي سيكون على استعداد ليرمي بشعاراته عرض الحائط في حال ضمن اعتراف دولي واقليمي خليجي تحديداً.
وقد يتخلص من اسلحة التهديد التي تتعرض له السعودية، كما أن الأخيرة أي " السعودية " على استعداد أيضا للتعايش مع الحوثي وحراك جنوبي انقلابي على أن تتعايش مع يمن موحد يحكمه قوى ثورية مستقلة.
بينما سيرتمي الشطر الآخر في حضن العمالة بصورة فجة اكثر منها من عملاء صنعاء وسينعكس هذا على الشطر الثاني بحيث سيخلق استقطاب اقليمي وهذا ليس في صالح الشطرين ولا حتى في صالح الجار السعودي ، لكنهم أي الجيران بدون بعد نظر وبدون استراتجية.
التفكير في مستقبل الصراع من هذه الزاوية بعاطفة وردود افعال ينتج رؤى مشوهة ومسخ في هذه الحالة فقد كان الشطرين في حقبة ما قبل التسعينيات يستفيدان من المجتمع الدولي والخليج تحديداً .. وكانت الظروف الدولية التي استجدت قبل إعلان الوحدة ملائمة للوحدة لو أحسن استغلالها.
المناخ المواتي دوليا ونظرة العالم لليمن بشطريه قبل التسعينيات سيتغير حتما مقارنة بما سيكون فالوضع الدولي والاقليمي تغير تماما فوفق نتائج هذه الحرب في حال افترضنا انتهت الامور بإنفصال سيدخل الجميع في صراعات بينية شمالية شمالية وجنوبية جنوبية وبين الشمال والجنوب هذا اذا استقر على شطرين وليس بثالث كحضرموت .. فقد لا ينتهي الامر بالضرورة لدولتين كما يروج له بل ليتشرذم اليمن ويدخل حقبة جديدة من الصراعات الدموية وحروب لا تنتهي وهذا ما يرمي اليه الجوار عربا كانوا أو عجم.
وعلى خلفية ما يتم الستويق له من حوار قريب فالأحرى القول بالتالي:
إذا كان لابد من حوار لا ينبغي أن يكون في مدينة بدولة هى طرف في هذه الحرب ويبقي قيادات الشرعية بمثابة رهينة مكبلة الإرادة والقرار، بل يفترض يكون أي حوار مفترض تحت مظلة الامم المتحدة بين الاطراف الثلاثة الشرعية، وطرفي التحالف ، لا أن يزج بطرف ثالث تحت مسوغ فرض أمر واقع يفرض نفسه بقوة السلاح بتواطئ التحالف نفسه !
ومثل هكذا حوار مفترض سيكون بداية لحل اشكاليات أكثر تعقيدا بما فيها اتفاق السويد والقضية اليمنية برمتها.
الفارق بين تقسم العرب اليوم والأمس في مشرقه أو مغربه هذه المرة بأيادي عربية وليس غربية اجنبية.
نفط العرب لنكبات العرب، اللافت بأن من شاركوا في تقسم العرب اليوم سيكتوون بناره وهم ايضا سيتقسمون .. وهنا يصدق قول الروائي امين معلوف :
” أنا على يقين بأن من سيكتبون التاريخ بعد مئة عام سيقولون إن النفط لم يحقق الثروة للعرب إلا التعجيل في هلاكهم”
* كاتب وسفير يمني