تحمل اليمن من مآسي الحرب العبثية ما لم تحمله أية دولة في هذا العصر، حيث استباحت الحرب كل طاقات الشعب اليمني، ولذلك حان الوقت لوقف هذه الحرب العبثية في اليمن، وصون وحدة البلاد، ارضا وشعبا، وفي هذا الصدد جاءت دعوة قطر جميع القوى اليمنية إلى تغليب صوت الحكمة ومصلحة شعبها وعدم الإمعان في تمزيق النسيج الاجتماعي، والوقف الفوري للتصعيد العسكري والعودة إلى مخرجات الحوار الوطني الشامل التي توافقت عليها القوى السياسية وكافة أطياف الشعب اليمني.
إن التطورات العسكرية والمواجهات الدموية في عدن وأبين، من شأنها إطالة أمد الحرب، وتعميق المأساة الإنسانية التي بلغت حدا لا يمكن التغاضي عنه، فما يحدث في اليمن من كارثة إنسانية حقيقية؛ يتطلب وقفة صادقة وصريحة من أطراف الصراع في المقام الأول، لوقف الحرب وإنهاء المأساة الانسانية التي لا يدفع ثمنها سوى الأبرياء من الشعب اليمني.
لا سبيل لليمنيين سوى وقف الاقتتال فورا، والارتقاء الى مستوى المسؤولية التاريخية، لتجنيب الابرياء ويلات الحرب العبثية، والعمل على الحفاظ على سلامة ووحدة اليمن الذي يتهدده خطر التقسيم والتشرذم في ظل ما يحاك من مخططات تستهدف وجوده وثرواته.
في المحصلة، إن الاستجابة الى دعوة قطر إلى تغليب صوت الحكمة، من شأنها ان تضع اليمن في المسار الصحيح حتى يعود الى دوره في محيطه الخليجي والعربي، وليكون ركيزة للأمن والاستقرار بحكم موقعه الاستراتيجي.
