هل لايزال المخلوع عفاش حياً؟
الاربعاء, 04 سبتمبر, 2019 - 06:55 مساءً

خلال سنوات حكم السفاح علي عبد الله صالح، ظلت أجهزته الأمنية، والإعلامية، السيئة، تصدّره بطلاً، وداهية، تجاوز الكثير من محاولات" التصفيات الجسدية" الفاشلة، لكن تلك الأجهزة اتجهت خلال السنوات  الخمس الأخيرة، من حكم المخلوع، لتسريب شائعات مقتله، بشكل متعمد، كانت غالبة الناس تتقبلها، بـ"بلاهة"، إما بجهل، وإما لعدم قدرتها على التوصل إلى الحقيقة الكاملة.
 
فيما ظلت شرائح أخرى، تتلقى كل ما يقال عن تلك المطابخ الأمنية، السلطوية، كما لو أنها معلومات مؤكدة، يتم تصديقها، ويتم تداولها لأكثر من مرة، وفي أوقات متفاوته.
 
فمجرد أن تجد شائعة :مات عفاش في حادث ما. سرعان ما يولد جدل مجتمعي، بين مصدق للإشاعة، ومدافع، بالنفي القاطع لحدوثها.
 
وفي لحظات تكون فيه هذه الإشاعة، أو تلك، قد وجدت طريقها لدى أكبر شريحة مجتمعية، يظهر علي صالح، فيحصد الكثير من الاعجابات بوصفه شخصية عادت من لقف الموت، ومن ثمَ ينظر إليه بأنه "الداهية الأسطورة"، ومن ذا يستطيع النيل منها؟ هذا من جانب، ومن جانب آخر يتضح أن تلك التسريبات " الوهمية" كان يقاس من خلالها مدى شعبية المخلوع، أو جس النبض، بحدوث ردة فعل غاضبة شعبياً، لمثل هكذا حادث أودى بحياته، تسريبات لاتعدو أكثر من كونها تكشف عن حالة مرضية، ظلت تلازم المخلوع، ليغذي بها فشله السياسي.
 
فهل فعلاً كانت نهاية عفاش، على يد جماعة الحوثي الإنقلابية، في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول2017، حقيقة، أم " إشاعة"؟.
 
فمنذ إعلان الجماعة عن واقعة مقتله، لم يتسن للشعب، التأكد من صحتها، ومكان دفنه بشكل مادي، لإزالة كل " الشبهات" ليقطع الشك باليقين.
 
 كثيرون، لايزالون يعيشون حالة ذهول، بين مصدّق ومكذّب، من جهة، وبين مشكّك، ورافض لها، من جهة أخرى، إذ لم يلامس حتى اليوم ما يؤكد حتمية مصرعه، سوى مشاهدته لفيديو مهزوز.
 
شخصياً، ليس لديّ دليل قطعي يفنّد قصة مقتل (العفاش الأشر )، لكن، إذا ما نظرنا لكثير معطيات، فإن عفاشاً قد يكون حيّاً يرزق.
 
 وأزعم بأنني أول صحافي يمني، رفض القبول بواقعة مصرعه، وسأظل مرتاباً من أمري، حتى يتم إثبات العكس، حيث لا أستبعد أن يكون على قيد الحياة، في إطار سيناريو " لعبة المؤامرة " خَطَّطَ لها، بالاتفاق مع جماعة الحوثي، ضمن صفقات سياسية، تكفل لكلا الطرفين مكاسب سياسية في المستقبل، وبهدف إفلاته من الضغوطات السياسية الدولية عليه، بالإنصياع للعقوبات الصادرة من مجلس الأمن الدولي، ومن ثم تهيئة نجله " أحمد" رئيساً للجمهورية، بقوة التحالفات الإقليمية، مع قوى الهضبة الزيدية، والتي لايمكن أن تكون في صف الدولة المدنية.
أتذكر أنني سارعت في اليوم التالي لإعلان مقتله، إلى كتابة  السطور التالية، لاتزال مفعلة في حساب حائطي الشخصي لـ" العامة" على الرابط التالي:
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1483519145017086&id=100000770454895
 
تعتريني حالة من اللاطمأنينة، تجاه ماحدث يوم أمس، بنجاح المُخْرِج الخفي، تمرير على الرأي العام العالمي "مَشاهِد"، لست مطمئناً لصحة حدوثها ! وتبدو في اعتقادي وقائع، مرّت من بين أصابع  محترف " الخدع البصرية"! سأتحفّظ على الخوض في تفاصيلها - لربما تكون قد نُفّذت بالفعل لأهداف سياسية قذرة - وبدافع نزعة " الهوس الاستبدادي"- ستكشف عنها الأيام، ولو طال الزمن!
ولذلك، قررت التوقف عن الإطلالة بـ" الفيسبوك" إلى أجل غير مسمى، لأسباب خاصة، وسأكتفي بمراقبة ما يُعتمل سياسياً خلال المرحلة القادمة من نافذة " مواطن يقرأ، لايكتب".
 
 قد يظهر عفاش، في المستقبل القريب، أو البعيد، ليراكم من أوهام الماضي، كـ"بطل أسطوري" وتتبخر تصريحات الحوثيين في مقتله، بشكل " عفوي"، ويعيد إلى الأذهان، ما صرح به الرئيس عبد ربه منصور هادي، ذات لقاء مع منظمات مجتمع مدني، وقيادات ومكوّنات شبابية، في العام 2005، من أن صالح، والحوثيين، اتفقوا على عشر نقاط، يتم بموجبها تقاسم السلطة بينهما، يكون فيها أحمد علي عبد الله صالح، رئيساً للجمهورية، وعبد الملك الحوثي، مرجعية شيعية، على غرار النظام الإيراني.
 
 

التعليقات