التعايش مع الوهم
الخميس, 12 سبتمبر, 2019 - 10:51 مساءً

هاجمت نورا المطيري العرادة والإخوان ، وراحت تتفنن في سرد لقاءات متخيلة ، وبطريقة تضعك أمام روائية ، يبدو أنها أضاعت وقتاً ، كان يمكن استغلاله في السرد والكتابة حول فن الطبخ وإعداد الأكلات التي ستمنحها بعض التقدير إن لم يتجاوزه إلى الإعجاب...
 
يمكن لكل من قرأ تلك السردية المتخيلة ، الجزم أن ثمة انتكاسة تعرضت لها الكتابة الروائية ، ويستشف ذلك من اللابراعة في تصوير مشاهد متخيلة لسيدةٍ ، أخذت مقعدها - كما يفعل المخابرون الفاشلون - وراحت تدون ما يقال، وتكشف بطرق الأجهزة الإستخباراتية خطط العرادة والإخونج كما تصفهم للإيقاع بين الإمارات والسعودية، في محاولة للتغطية على ما بين البلدين من ضدية ، كانت السعودية هي الطرف الذي تم بهذلته وإهانته ، قياساً على بياناتها الفردية القوية وتراجعها عما قالته عند إصدار بياناتها المشتركة مع الإمارات..
 
لا تحتاج السعودية إلى طرف آخر ، كي يقود مهمة الإيقاع بين بلدين ، لا أفضلية لأحدهما أو لكليهما ، إلّا فيما كان من انكشاف السعودية وطهورها بغير ما تدعيه كقائد لتحالف ، وصل نهاية الأمر إلى الحد الذي لم يمنح السعودية أكثر من دور جندي ليس أمامه غير الإنصياع لقائده الذي منحته الحظوظ التعيسة للسعودية موقعاً متقدماً، أهلَّه للتواجد وعلى النحو المنتفخ والفارغ من كل شيء إلّا من تفوقه على السعودية...
 
تكتب نورا المطيري مرويتها تلك ، كما كانت تفعل الجدات قديماً ، مع الفارق الكبير - لصالح الجدات  طبعاً - في سرد المرويات وقص الحكايات  التي تنجاوز مروية نورا المطيري بكثير ، إذْ يذهب إبداع الجدات إلى الحد الذي كان يضعنا أمام فيلم سينمائي مكتظ بالمشاهد الخيالية والممتعة ، وهو ما يفتقره نص نورا المطيري السردي ، والذي يضعنا أمام كاتبة  تفتقر لأدوات الكتابة...
 
تعمدت نورا المطيري إدخال عنصر الإخونج - كما تصفهم - وبيقين من يمنح ذلك النص الحياة والتداول ، ناهيك عن الرضى الذي كانت تعتقده مستحقاً  ، ذلك أن الكثير من الكتاب كي يجد ما يكتبه رواجاً ، ليس عليه غير التعرض للإخوان والحرص على تعطيل مشاريعهم وخططهم ، والذي قد نتفهمه فيما لو كان ذلك في بلدانهم ، لكنها وكما يفعل تحالفها السيء تتحدث عن اليمن عامة ومأرب خاصة، وترسل حذلقاتها  معرضة بقطر ورغبتها في إحداث الفرقة والإفتراق بين تحالف الحرب ( السعودية - الإمارات ) دون أن تدرك أن ملف حقوق الإنسان والإنتهاكات التي ارتكبها المتحالفان في اليمن ، يكفي لاقتياد قيادة البلدين إلى المحاكم الدولية كمجرمي حرب...
 
يمكنني الجزم أن كل من قرأ تلك السردية ، لن يتشكل لديه انطباعُُ ما ، أنه أمام (ماركيز ... إيزابيل الليندي... أمادو..) بالقدر الذي سيضعه أمام نوعيات متدنية لروائيين سيئيين  ، كما لو أن كاتب هذه السردية هو ضاحي خلفان أو حمد المزروعي... لا نورا المطيري...
 
يمكن لأحدنا الإنتصار لمَ يكتبه إن هو أخلص لوظيفته ومهنيته ، وكان أكثر التزاماً بأبجديات الخلاف والإختلاف ، وامتلك من الحيادية ما بتجاوز به عُقد الأيديولوجيات والتوجهات المتطرفة ، وأن يملك من الإحترام لنفسه ودولته التي ينتمي إلبها ، ما يدفع عنه  ردود أفعال متشنجة ، قد لا تنحصر في تفنيد ما طرحه  وتفتيت  حججه فقط ، لتصل في أحايين كثيرة  إلى الإساءة المتعمدة للدول ، وإظهار حقيقتها للعالم...
 
أتمنى على الروائية والباحثة السياسية أن تعاود القراءة وبذل جهود مضاعفة لإتقان وامتلاك أدوات الكتابة الروائية
 
وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى...
 
وأن لا تجلس على أربكة من القش ، وأن لا تنظر في الباحة الخضراء المقابلة لشرفة غرفة الإستقبال..
 
فقد لا يمر أحد البتة.....
 

التعليقات