كنت بصدد الاحتفاظ بمخزون وافر من الشتائم ضد رئيس حزب الاصلاح، محمد اليدومي، لو أنه قرر الاستجابة ولو ضمنيا للدعوات السخيفة بحل الحزب أو اظهار ندمه على ما يتعرض له من محاولات اجتثاث من قبل دولة الإمارات.
حتى محاولات اصلاح المسار واعلان المراجعات ليس وقتها الآن. البلد تعيش لحظات غير مسبوقة من الانهيار والتضعضع، فيما الحزب يقدم تضحيات هائلة من القتلى والجرحى في معارك الدفاع عن الشرعية.
طالما خصومك المحليين والاقليميين بهذه الذهنية المليئة بالأحقاد والشر ويتربصون بك الدوائر حتى وإن كان الثمن إنهيار دولة والتخلي عن ثوابت وطنية، فلا تقدم لهم خدمة مجانية لاشباع رغباتهم المريضة.
الدماء التي تسيل في الجبهات لن تذهب هدرا ، وإن كانت قيادة الحزب ليست بحجم مسؤولية المرحلة، انما ليس وقت الحساب الآن.
ومثلما كان الحزب أول المؤيدين لعاصفة التحالف، جاءت إدانة دولة الإمارات لدورها التخريبي في اليمن منسجمة مع موقف الحكومة الشرعية، وإن كانت أيضا ضعيفة ومتأخرة.
ندرك حالة الاستلاب للقرار اليمني في الرياض ومعه اختطاف مواقف النخب المثقفة والقوى السياسية التي لم تستطع مغادرة مربع المساحة الضيقة للفعل.
ثمة قوى سياسية تقف في مساحات مريحة جدا، لكنها لم تغادر أساليب الخطابات الديماغوجية والفهلوة السياسية وبطريقة انتهازية فجة وكيد عظيم.
أولى بها أن تتقدم المرحلة ولو من باب المزايدات السياسية على الآخرين، مع إداركنا يقينا لفعلها العدمي في الميدان، بل ومشاركتها في طعن العمل الوطني في الصميم.
وفيما يتعرض الوطن لأبشع عمليات التجريف والاستهداف شمالا وجنوبا، لا زالت بعض القوى السياسية تتحدث عن الاقصاء والشراكة وكأن اليمن في حلبة تنافس انتخابي.
لكن مهما بدا من خيوط الظلام، فالغالبية أدركت الآن تبعات الكيد والتخلي عن السياسة.
كان لدينا جبهة موحدة حيال الحوثيين، فتدخل التحالف بقيادة السعودية ليوحي للمراقبين بتعزيز هذه الجبهة. لكن تبين أن له أهداف أخرى.
أثبتت التجارب ان تنازلات حزب الإصلاح، ليست مطلوبة بحد ذاتها، فالمستدف وطن بخيراته وثرواته وحضارته وتجربته الديمقراطية الوليدة.
لا تدعوا إمارة الشر تبتز مواقفكم بعد الآن. ثمن الخضوع بانت حصيلته. وليس بعد هذا التآكل إلا التلاشي.
خلف لنا التحالف بعد خمس سنوات من الحرب حقول ألغام ومهام شاقة. وتريد الإمارات ان تستكمل مهمة الطغيان تحت شماعة الإصلاح.
ما ميز الحزب طيلة الفترة الماضية وقوفه إلى جانب الدولة، ويجب ان تستكمل هذه المسيرة مع الشرعية بالتصعيد ضد الإمارات في كل المحافل، وليس التوقف عند بيانات الادانة اللفظية.