منذ اليوم الأول، وقفت المملكة السعودية، بأدواتها الهضبوية، لسحب البساط تدريجياً من تحت أقدام الثوار اليمنيين السلميين في ساحات التغيير، من خلال ما سُميت " المبادرة الخليجية" لتستمر في سياق سياساتها الاحتوائية للثورة، بدعم الأطراف المناهضة للثورة، وعلى رأسها طرفا النظام السابق ( المؤتمر- الإصلاح) اللذان استطاعا أن يؤديا أدواراً أمام الرأي العام اليمني، والعربي، باعتبارهما ندِّين لبعضهما البعض، وكلاهما وجهان لعملة التآمر على اليمن، وحركاته الثورية، خلال السنوات الماضية.
ولما كان اليمنيون، يترقبون ما ستسفر عنه مخرجات الحوار الوطني، وقف الدكتور ياسين سعيد نعمان، مخاطباً بضمير الشعب: من يضمن تنفيذ مخرجات الحوار الوطني". وكان محقاً في ذلك، لتثبت الأيام أن القوى المتحاورة، لم تنتصر لأي شيء، كان ذلك في وقت لم يكن للثوار أي مساحة نفسية، للبقاء في الساحات، إلا من مسيرات واعتصامات مشتتة هنا وهناك، وصولاً إلى خلوها البشري بشكل نهائي، بفعل مدروس سلفاً، كان بمثابة نجاح لقوى أعداء الثورة، داخلياً، وخليجياً، في نزع ما يمكن أن نسميه " صاعق القنبلة الثورية".
لم تحقق الثورة الربيعية أهدافها، باستثناء إسقاط المخلوع علي عبدالله صالح، فيما فشلت في تجاوز منظومة النظام السابق.
يقيناً، إذا ما كانت حققت كامل أهدافها، لأصبحت قوى الهضبة الزيدية، من دون استثناء، في السجون، ولتكشفت الكثير من فضائح إجرامها بحق الشعب، فضلاً عن تورطها طوال 33 عاماً، على الأقل، بنهب ثروات البلد، والعبث بالمال العام، والوظيفة العامة.
لاتزال هذه القوى حتى اللحظة، تقبض على المال، والسلطة، ولن تقبل اليوم، أو مستقبلاً، بطموحات الشعب في التغيير، لطالما وقفت بالأمس لقمع شباب الساحات السلمية، بكافة الأسلحة، وسخرت امكانات دولة لسحق أحلامهم في الارتقاء بيمن " الدولة المدنية"، بضوء أخضر من بعض دول الخليج.
لقد استطاعت قوى الهضبة، وعلى رأسها قوى ( النظام السابق)، أن تدفع بجماعة الحوثيين، إلى استغلال إيران، مادياً، وتسليحاً، فيما دفعت بقوى حزب الإصلاح، إلى تصدر المشهد المدافع عن " الشرعية" فحصل على دعم خليجي غير محدود، مالياً، وتسليحاً... الخ.
وفي المقابل حصلت قوى المؤتمر( العفاشي) على دعم مباشر، من دولة الإمارات، عسكرياً، ولوجستياً، ومالياً، وإعلامياً، بداعي استعادة ما أسموها العفاشيين "الجمهورية"، فلا تم استعادة الجمهورية، ولا حُررت البلاد من الانقلاب على الشرعية، ولا حرر الحوثي الوطن من ما أسماها "الوصاية الخليجية ".حيث لم يجن هذا الوطن سوى الدمار، والحروب العبثية بين هذه الأطراف الثلاثة، وقودها الشعب اليمني، الذي انتفض يوماً في وجه الأطراف الهضبوية، والتي كانت، ولاتزال، وستظل، جسداً واحداً لاستبداد الشعب اليمني.
ثورة ربيع اليمن، لن تتخلى عن أهدافها، فإذا كانت بدأت بالأمس" سلمياً" فإن الحتميات الراهنة، تستدعي انتزاع يمن خال من عبوديتها، بشتى الوسائل.
يقول المناضل اليمني الجسور، العقيد في الجيش الوطني، أمين البريهي:"أثبتت الأيام بأن الطرق المثلى لانتزاع الحقوق، هو الكفاح المسلح، وأن العمل السلمي هو الاستثناء".
وطن الحادي عشر من فبراير اليمني العظيم، لم ولن يتخلى عنه الأحرار، وعشاق الحرية، لطالما آمنوا بثورة ربيعه اليماني لن تهزمهم هذه المرة المؤامرات الدنيئة، ولا الأموال الخليجية، فإذا كان كل ثائر وهب حياته بالأمس، من أجل يمن العزة، فإن القادم الثوري أعظم بركاناً..
" ننتصر أو ننتصر" لـ11 فبراير اليمني العظيم.
* المقال خاص بالموقع بوست