لايزالون ضد الحقيقة، وبعيداً عنها، بُعد الثرى بالثريا. يكتبون بلاضمير وطني، ولا خُلق إنساني، ولا وازع ديني.
ينعقون تخلفاً، ويحيطون الآخر بكتابات تشبه أغلبها " الأجر المدفوع " والبائع دَينَاً، لقيم الكلمة الصادقة.
وهذا دأبهم، يعيشون في فقر قيمي، وما انفكوا تمجيد الطغيان، متجاوزين العقل السوي، ويحسبونه" مغفلاً " سيبارك كل قول قادم من عشاق العبودية.
نجدهم اليوم، يرفعون شعار " تحيا مصر" ليس وطنية في أرض الكنانة، بقدر ما هو قبول بفرعونها الأخير، ونكاية بـ"الإخوان".
وفي " اليمن" يناهضون جماعة الحوثي الإنقلابية، ويرحبون بعودة إرث" صالح عفاش" الاستبدادي، ونكاية من جهة أخرى بـ"الإخوان المسلمون".
كُتّاب وأصوات، أغلبها تنتمي لليسار، للأسف، وغير اليسار، يمنيين وعرباً ، قبلوا على أنفسهم بأن يكونوا ملتصقين بـ" التدليس السياسي".
فوقفوا في صف الديكتاتور عبدالفتاح السيسي، ويا لها من مواقف مخزية لتاريخ اليسار، والقومية العربية.
لن يتوقف الأمر إلى هنا، بل تفوقوا في ضجيجهم الكلامي، في اعتبار الإمارات، صديقة للشعوب، وستحررهم من تمدد حزب الإصلاح، عسكرياً، وحزبياً، وهنا الكارثة.
يهللون للسفاح الإماراتي محمد بن زايد، نكاية بـ" الإصلاح" أيضاً، فيقتل بوحشية، في خارطة نسيجها البشري، متداخل الانتماءات، وبإسناد أدوات عفاش العسكرية.
قتل وتدمير، طال الأخضر واليابسة، وأحرق الحرث والنسل، برعاية خليجية، وصمت دولي باركته أقلام يسارية، وليبرالية، وعلمانية، ومراكز دراسات، أشبه بمركز الدَّعي نجيب غلاب، المقترنة آراؤه بـ" الهمجية السوقية" تجاه "الإصلاح اليمني " والتجمع الدولي الإخواني، بشكل عام.
يهربون إلى أحضان الإمارات، نكاية بـ" الإصلاح"، والعكس صحيح. وليس في هذا " وطنية " بل غباءً، أو مصلحة.
إن الهروب إلى اليمن، من هؤلاء الأطراف، وخاصة الحوثي- المؤتمر الشعبي العام، هو الانتماء الحقيقي، لكل المبادىء والقيم.
يساريون مغفلون، وغير يساريين، الأحرى بهم أن ينتصروا للشعوب، لا للاستبداد، ولا ضير أن يناهضوا سياسية "الإخوان" اليمنيين، والمصريين، والعرب، والعجم، إذا ما أساؤوا استخدام السلطة، ولمَ لا ينتصرون لهم إن ظلموا؟!
رحم الله قلماً عرف قدر نفسه، فقال الحقيقة كاملة، دون نقصان.