لم يكن الحوثي يمتلك القوة الكبيرة التي يستطيع من خلالها هزيمة كل خصومه والتوسع خلال فترة زمنية بسيطة.. بل على العكس كان خصومه هم الأقوى وكان بالامكان هزيمته بوقت قياسي ، لكن هزيمة الحوثي كانت - ولا تزال - تتطلب تتوفر أمرين رئيسيين: الإرادة والقدرة ولا يمكن تحقيق النصر بتوفر أحدهما دون الاخر ، وطوال مرحلة الصراع مع الحوثي منذ 2004 لم يتوفر الأمرين معا ..
خاض الرئيس السابق صالح ستة حروب مع الحوثي وهم لا زالوا مليشيا صغيرة متمردة في عزلة مران بإحدى مديريات محافظة صعدة ..كان يمتلك القدرة للقضاء عليهم بأقل وقت وقوة فقد كان لديه جيشا وشعبا ودولة ولكنه لم يكن يمتلك الإرادة لهزيمة الحوثي لاسباب تكتيكية تتعلق بمواجهة خصومه ومعارضيه السياسيين في الداخل وابتزاز جيرانه ، وحين امتلك صالح الإرادة في الحرب ضد الحوثي في ديسمبر 2017 كان قد فقد القدرة فكانت النتيجة ان قضي على انتفاضته في 3 ايام وانتهى مقتولا امام العالم! ، وعلى نهجه ذهبت الشرعية وحكومة الوفاق منذ 2012 فقد كانت تمتلك القدرة في القضاء على تمرد الحوثي ولا يزال محاصرا دماج وقد عجز عن اقتحامها والمدافعين عنها طلاب علم لمدة 100 يوم، لكنها لم تمتلك الإرادة لاسباب مصلحية ضيقة ورضوخا لمطالب اقليمية ودولية واثرت ان تقف على الحياد وتركت الحوثي يتمدد ويسقط المناطق حتى حاصر القصر الجمهوري في العاصمة صنعاء وحين امتلكت الشرعية الارادة في مواجهة الحوثي كانت قد فقدت القدرة وأصبحت لاجئة في الرياض وتحت رحمة التحالف العربي الذي بدأ عاصفة الحزم في 2015 وهو يمتلك القدرة على هزيمة مليشيات الحوثي واعادة الشرعية لكنه لم يمتلك الارادة لتحقيق هذا الهدف لحسابات خاصة بمكوناته وخوفا من البديل ..الخ
واليوم وبعد 4 سنوات من الحرب أصبحت طائرات الحوثي المسيرة وصواريخه تضرب في العمق السعودي واصبحت مبادرة المشاط لوقف استهداف المملكة تستحق الثناء والإشادة من المجتمع الدولي ومن المملكة ذاتها! واخشى ان التحالف والمملكة تحديدا لا تمتلك الارادة للقضاء على الخطر الحوثي الا وقد فقدت القدرة على ذلك - كما فقدها من قبل عفاش والشرعية - ليس بالضروة بسبب قوة الحوثي وانما لاسباب ومستجدات اقليمية ودولية ..وعندها سيدركوا أنه :
من ضيع الحزم في افعاله ندما!
* نقلا من صفحة الكاتب على الفيسبوك