عبدالوهاب العمراني

عبدالوهاب العمراني

كاتب يمني سفير في وزارة الخارجية اليمنية

كل الكتابات
العراق ثورة العشرين الثانية تلوح في الافق
الجمعة, 29 نوفمبر, 2019 - 09:34 مساءً

العراق بركان يغلي والاحتجاجات تتصاعد ولن تخمدها مجرد استقالة اعلنت اليوم لرئيس الحكومة عادل عبدالمهدي.. قادة العراق واحزابه ومرجعياته يهرولون للمجهول والشعب قال كلمته . اللافت ان زخم الاحتجاجات في المناطق ذات الأغلبية الشيعية أي محافظات الجنوب ولاسيما المدن التي تضم العتبات المقدسة كربلاء والنجف ، بالطبع الى جانب البصرة وبغداد .. نجحت ثورة العشرين في العام 1920م ضد الانجليز بعد بضع سنوات من مغادرة العثمانيين للعراق غداة انهزام دول المحور في الحرب العالمية الأولى ، وكان نصر الشعب العراقي ضد الانجليز بسبب ان الانتفاضة حينها كانت قد جمعت كل الشعب سنة وشيعة وهاهو اليوم بعد تعثر ستة عشر عاماً من الاخفاق والفشل الذريع لحكم الملالي ومهما اختلفت احزاب العراق كلها او اغلبها تحت العباية الإيرانية تماما كاليمن اختلاف اغلب القوى والأحزاب لكنها تحت عباية الخليج والسعودية تحديداً.
 
الإشكال في العراق اكبر بكثير من استقالة عبدالمهدي ، فالإستقالة أتت متأخرة بعد ارتفاع سقف الثوار ، مطالب العراقيين اليوم استبعاد منظومة الفساد كاملة بما فيها تحجيم دور المرجعية .. ولا بديل من طي صفحة الحكومة والبرلمان وعلى مستوى المحافظات وقيادات الجيش بمعنى تغيير النظام كله .
 
وهذا محاكاة لمألآت تطورات الاحتجاجات الجزائرية التي كانت بداية المطالبة بتنحية بوتفليقة ولكن اتت بعد مماطلة وبعد ان تطورت آمال المتظاهرين لتغيير كل رموز بوتفليقة ، ولهذا دعوات فرض تاريخ محدد يوم 12 ديسمبر قد تُلغى حتما .
 
كلا من جناحي الامة في مشرقها العراق ومغربها الجزائر سيمثلان في حال نجاح ثورتيهما نبراس لبقية الاقطار العربية ومنها اليمن الذي يرزح تحت احتلالين " وطني" داخلي وإقليمي عرب قبل العجم.
 
في حال نجحت ثورة العراق ستنعكس بداهة على الوضع في إيران والعكس صحيح لو سمح الله وأخفقت انتفاضة العراق وهذا قد لا يحدث سينعكس على زيادة قبضة ايران على العراق .. التي تعتبرها ايران الحديقة الخلفية امتداد لاطماع قديمة كسروية وصفوية ..
 
الارجح من مسوغات واقع الحال ان ثورة العراق ستمضى في زخمها بينما في ايران قد تقمع لأنه قد مرت بأكثر من فترة مشابهة بل واكثر حدة وخطورة فإيران بسبب عزلتها عن الغرب والقبضة الثيوقراطية لولاية الفقيه تعزز رؤية استمرار النظام لفترة اطول بعكس العراق المخترق من اكثر من مخابرات دولية وتعبث به العرب والعجم واسرائيل والغرب .. ناهيك على ان ميزة ثورة العراق انها الاحتجاجات الأولى التي يكون سوادها الاعظم من الشيعة ضد الشيعة وهذا حتما كفيل بنجاح ثورة العراقيين.
 
* كاتب وسفير في الخارجية اليمنية
 
 

التعليقات