إرتهان القيادة والقرار اليمني ،وبعد خمس سنوات من عاصفة العجز من قبل من يفترض انه اتى بمسوغ استعادة الشرعية لكنه استنسخ انقلاب آخر في عدن ويداب لاستكمال شرعنته ويمنع في نفس الوقت منذ اكثر من اربع سنوات من عودة القيادة والحكومة الشرعية من العودة لما سمى ب 80% من الاراضي " المحررة" !
بعد مرور اكثر من نصف قرن على ثورة الجنوب اليمني عملاء الامارات في حفل كرنفالي يضعوا إكليل الزهور على قبر الجندي المجهول.
وفي صنعاء بعد اكثر من نصف قرن من الاطاحة بالامامة الأولى "المشاط" وصل للقصر الجمهوري بدبابات الحرس الجمهوري حليفه في الانقلاب .
بعد عقود من الثورتين في اليمن صنعاء تعود للامامة وعدن تعود للاحتلال وشرعية مرتهنة اسيرة خارج اليمن . أي إذلال وصلت اليه اليمن !
يا لسخرية القدر الشهور في اليمن تحمل معاني قمة المجد والانحطاط في آن واحد.
فسبتمبر 62 انبلجت ثورة ضد الامامة ، وبعد اكثر من نصف قرن في سبتمبر 2014 عادت الامامة.
في مايو 90 اعلنت وحدة هشة وفي مايو 94 وأدت الوحدة .
في نوفمبر 67 اعلن الاستقلال وفي نوفمبر 2019 يحتفل عملاء الامارات بذكرى الاستقلال ، أي استقلال ؟
اصبحنا نعيش واقعاً مغايرا لما كنا نحلم به وعلى هامش تفاصيل يوميات الحرب غدا اليمني يعيش قيم إفتراضية ليس إلا!
اليمن يتلاشى ويتهاوى أمام اعيننا ، وكرة الثلج تكبر يوما بعد يوم ، وايام اليمنيين بألف يوم معاناة مركبة ومستمرة تتعقد الامور بصورة تبعث باليأس والقنوط فلا افق للحل ولا أمل مرتجى .
الشعب اليمني ينكل به الغازي " الوطني" والخارجي واليمنيون في الوقت الذي معتصب السلطة يتجذر مستغلا مثل هذه الخلافات وضعف الشرعية وخذلان وتأمر دول التحالف .. للأسف هؤلاء كمجتمع ونُخب "والتي يفترض انها تحمل مشاعر التغيير" هي نفسها اداة وآلة ما جرى ويجري من هذا العبث الغير مسؤول .
اليمنيون حكام ومحكومين انفسهم بأنفسهم بخلق خلافات مصطنعة ومناكفات امتداد لحقبة عفى عنها الزمن وبداهة تزيد من الاحتقان واجواء الكراهية الحاصلة اصلا .. فقد غدى الجميع يكره الجميع .. وتحول الكثيرون لجدل عقيم وتفاصيل خارجه عن سياق القضية الرئيسية والتي هي استعادة الدولة المختطفة .
ملايين من اليمنيين في حالة ضياع ويأس وقنوط والحرب تزداد ضراروة ليس من اجل الحسم بل ربما لمزيدا من التعقيدات والتداخلات .. يحدث كل هذا والنخب المثقفة والشبه متعلمة تتصارع فيما بينها في تفاصيل تافهة وتسير في اتجاه آخر تهرول للمجهول وتنشغل في جدل لا يغني ولا يسمن من جوع.
وكأن يمن الايمان والحكمة غدا بلا حكمة .. ولا حتى إيمان .. فقد انقسموا " مِللّ ونِحلّ".
شِيعاً وأحزباً ، وكل حزب بما لديهم فرحون ..انقمسوا بين "جلد الذات" و"عبادة الجلاد ".
المنتصر فيهم مهزوم ، والمهزوم يتلذذ بالانتقام.
نعم فقدان البوصلة .. هو عنوان المرحلة !
* كاتب وسفير في الخارجية اليمنية