فيصل علي

فيصل علي

إعلامي وأكاديمي يمني.

كل الكتابات
إعادة ترميم وبناء الذات اليمنية
الثلاثاء, 31 ديسمبر, 2019 - 06:36 مساءً

"عندما تقف بعوضة على خصيتيك، حينها فقط ستدرك أن هناك طريقة لحل المشكلة دون عنف" كونفوشيوس
 
عدت من ساحل (بورت ديكسون) صافي الذهن، ويبدو أني تخلصت من مخلفات الطاقة السلبية والشوائب العالقة خلال عام 2019 ، خمسة أشخاص كنا، لكل واحد عالمه الخاص ، فقط بيننا أرضية مشتركة كما قال أحمد، السمة التي تميزت بها "الصحبجية" أو ملتقى الصحبة هذة هي الاختلاف الكلي في الأفكار والهموم والمشكلات كما قال حسام، أن تضحك بلا حدود، وأن تتحدث بلا قيود، وأن تتنفس بلا موانع فأنت تتخلص من الشوائب، ولا يمكن لأي طاقة سلبية أن تفرض نفسها عليك، في نهاية سنة قديمة وبداية سنة جديدة، فكل واحد يريد أن يتخفف من الماضي ليقبل على المستقبل بشفافية ووضوح.
 
بمجرد العودة كانت كوالالمبور عاصمة الضجيج الأبدي تركض في كل إتجاه، يُخيل إليَّ بمخاطبتها "قرّي يا جنية خلينا نهجع" لكن هيهات منها إلا الضجيج، في شقها الأكبر احتفالات رأس السنة وتخفيضات وتسوق مهول في كل إتجاه وشارع ومول، العالم يعيش اللحظة، بينما في شقها اليمني البالغ في الصغر كان هناك ضجيج  من نوع أخر لا تسوق ولا تسويق ولا مال ولا احتفال بل هموم ومشاكل و"صره عره" بلا انقطاع، تم في نفس يوم عودتي إلى كوالالمبور حدثان مهمان في حياة المجتمع اليمني المقيم هنا، الأول تدشين "الملتقى الثقافي اليمني – ماليزيا" والثاني احتجاج على الملتقى، انتهى  بخلاصة تكوين "ملتقى أبناء اليمن في ماليزيا".
 
تأخرتُ عن حضور التدشين الأول بسبب السفر نحو البحر، وحضرت التكوين الثاني استجابة لزملاء أعزهم دعوني للحضور، لا يمكن أن أتأخر عن دعوة أي ملتقى أو تجمع يمني بحسب الاستطاعة، لأن هذا ببساطة أهم واجب لليمني الذي يضع قضية أمته في المقدمة القصوى. وهنا أبارك للأصدقاء في كلا الملتقيين وأتمنى لهما التوفيق.
 
لماذا نحتاج إلى إعادة تشكيل مجتمعنا اليمني في الخارج؟
 
بسقوط الدولة سقطت المؤسسات بفعل انقلاب الهاشمية السياسية والذي كان ومازال انقلاباً على الهوية والتاريخ والثقافة والأمة اليمنية ولم يكن مجرد انقلاب ضد سلطة معينة، لم يصمت شعبنا فكانت المقاومة، والمقاومة ليست مجرد بندقية أو مدفعية، المقاومة ثقافة وسلوك وتعليم وعمل منظم بلا انقطاع، لم تستطع الشرعية للأسف أن تجمع مكونات الشعب حولها فقد ذهب الانتهازيون فيها للسباق على مخصصات الرياض وأبو ظبي وتناسوا الشعب، للأسف الأحزاب وهي المكون الرئيس في الشرعية تخلت عن جماهيرها ونُخبها في الداخل والخارج،  ولست هنا بصدد الشرح لهذه الجزئية لكني عرجتُ عليها للتوضيح.
 
ما يهمني قوله هو ضرورة استمرار المقاومة للانقلابات في صنعاء وعدن ومقاومة للفساد والانتهازية ومقاومة لكل من يريد تمزيق اليمن وإعادة تشكيلها بحسب مصالحه ومصالح أسياده، وهذا هو سر معارضتي وغيري للشرعية معارضة أداء لا معارضة وجود، بينما معارضتي ومقاومتي للانقلابات ومشاريع تمزيق اليمن مسألة وجود لا تراجع عنه إلا في تخلي تلك القوى عن معادة الجمهورية اليمنية وترك العبث بأمن وحياة شعبنا وهويتنا الثقافية والسياسية وعدم المساس بسيادة دولتنا واستقلالها.
 
نحن بحاجة إلى رص صفوفنا وإعادة تشكيل الصفوة منا لأسباب كثيرة منها ما يتعلق بالانقلاب والمخاطر التي ذكرتها أعلاه ومنها ما يتعلق بضرورة تغيير أفكارنا وسلوكياتنا كمهاجرين ومشردين بفعل الانقلاب والحرب، هل نستسلم للأمر الواقع؟ بالطبع لا، لابد من مواجهة الظروف التي أثرت على كل اليمنيين في الداخل والخارج، لدينا همومنا ومشكلاتنا وواقعنا الجديد وهذا يُوجب الكثير من العمل المركز المتجرد .
 
منذ عام 2011 وأنا وفريقي ندعو الشباب هنا في ماليزيا إلى شيئين إما تكوين منظمات وكيانات جديدة أو الانضمام للأحزاب السياسية الموجودة، أقمنا ندوة في جامعة ( UTM) في (جهور بارو ) يتذكرها الأصدقاء الدكتور فيصل الصامت والدكتور خالد شداد والدكتور طارق جابر والعشرات غيرهم، ونفس الندوة اقمناها في جامعة (APU) في كوالالمبور كل هذا كان عقب الثورة في 11 فبراير مباشرة، وبررناها - حين ذاك - حتى لا يشعر الشباب فيما بعد أن الثورة انسرقت منهم وأنه تم اقصائهم، هكذا فكرنا يومها محبة فيهم جميعاً، ويعلم الجميع أننا لم ندعوهم لحزب بعينه أو منظمة بذاتها ، فهذا - جوهرياً - لا يصح، وليكن الباب مفتوحاً أمام الجميع.
 
استمرت الفكرة والدعوة إلى إعادة تشكيل المجتمع اليمني هنا عقب الحرب، وفي هذا العام المنصرم كتبتُ عن هذه الفكرة بكل وضوح وهي منشورة في المواقع وفي حسابي وصفحتي على الفيسبوك، تطورت الفكرة وتطورت المخاوف، لا نريد اليوم أن يسيطر على الشباب لا حزب ولا جماعة ولا شرعية ولا انقلاب فمن تخلوا عنكم وعن مستقبلكم لا مكان لهم بينكم بديهياً، ولذا نُصرّ على ضرورة خلق مكونات ثقافية وأدبية وعلمية وأكاديمية وجمعيات زمالة وصداقة ومنظمات تضم فيها نُخبنا هنا في ماليزيا وفي دول المهجر؛ من الهند حتى السعودية وتركيا والقاهرة وألمانيا وبريطانيا وهولندا والسويد وسويسرا وكوريا الجنوبية وأمريكا وكندا.
 
أيها اليمنيون أينما كنتم أعيدوا تشكيل وتكوين أنفسكم في ملتقيات ومنتديات ومكونات تعبر عنكم في إطار اليمن الكبير الواحد، هذه فرصة لمقاومة الانقلاب والمشاريع القروية الضيقة ومشاريع تقسيم الجمهورية اليمنية، لا تنخدعوا بالمسميات الجديدة كالفيدرالية والاتحادية فمازالت مجرد أمنيات وحبر على ورق، تمسكوا بما هو موجود وماهو معترف به دولياً، لا تركنوا على الشرعية التي تصمت اليوم عن رفع انقلاب الإمارات في عدن أعلام ومسميات غير يمنية وتقوم بتشكيل جاليات قروية في العديد من الدول، لا خارجية احتجت ولا سفارات تحدثت عن رفع أعلام غير يمنية في تلك التجمعات ( تجمعات الدفع المسبق )، دعوني أقول لكم لقد تم مصادرة الخارجية ومعظم السفارات لصالح المشاريع الجهوية والقروية، و لأصارحكم أكثر أؤكد لكم بأنكم في المهجر أنتم  أصحاب القضية اليمنية، وأصحاب اليمن الكبير لستم تعزيين ولا حضارم ولا صناعنة ولا مأربة ولا بياضنة ولا جوفيين ولا مهريين ولا صعداويين، أنتم في المهجر كلكم يمنيين أو كما أحب أن أقول (يمنيون لا قرويون) (يمنيون لا شماليون ولا جنوبيون) (يمنيون لا طائفيون)( يمنيون لا زيود ولا شوافع).
 
لماذا هذه الدعوة؟
 
لكي تحفظوا هويتكم اليمنية الأصيلة لتثبتوا لأنفسكم وللعالم أنكم شعب وحضارة وثقافة وأمة يمنية قائمة بذاتها الفريدة، ولستم بدعة بين الأمم، هذه هي المقاومة في الخارج، ومن خلال مكوناتكم وملتقياتكم ونواديكم اليمنية ستفكرون بالحلول لبلدكم وستساعدون شعبكم، لا نريد أن تتحولوا إلى سياسيين كلكم، و لا أن يثقل عليكم الأمر ففي كفاح البقاء ثقل كفاية يعز علينا مضاعفته عليكم، فقط نتمنى أن تتنفسوا اليمن وهواء اليمن أينما كنتم، أينما يوجد المواطن الصادق يصبح الوطن حياً حاضراً.
 
من خلال الملتقيات الثقافية والفنية والعلمية والأدبية والاجتماعية والتجارية ستعبرون عن قضيتكم من خلال تفوق طلابكم في المدارس والجامعات ومن خلال فوز فرقكم في الأندية الرياضية، ومن خلال فن اليمن والتغني بها في كل قصيدة وأغنية وكل حرف وكل كلمة.
     
مفهوم إعادة ترميم وبناء الذات اليمنية
 
ليت الأرض تنشق وتأخذني إلى باطنها ولا أن أجد يمني مهزوم ومكسور ومنكفئ على ذاته وهارب من الناس ومن الواقع، حزنكم يقتلني في كل لحظة.. خوفكم وعدم ثقتكم بأنفسكم يهشم عظامي، تشتتكم وبقائكم في عالم الضجيج والهذيان مسألة مُخزية، الذات اليمنية هي ذات الفرد اليمني بكل قوتها المستقلة والمحترمة المتفردة بفكر وبخُلق، الانقلابات صنعت هذا الواقع المخزي من شتات و تيهان وحروب مع سعير الفقد والآلام، لذا لابد من ترميم هذه الذات والأخذ بيدها وتطويرها، لابد من إعادة الثقة لكل نفس يمنية هنا في المهجر وفي الداخل، لابد من خلق كيانات تساعد على استعادة هذه الثقة، لابد من خلق شخصيات يمنية قوية عصية على الذوبان في المجتمعات الأخرى، ذلك الذوبان المشين بمعنى الهروب من الشأن اليمني بإيجاد حل شخصي ضيق، لابد من خلق شخصية يمنية مقاومة للعهر والابتذال وسياسة الأمر الواقع التي يُراد فرضها على شعبنا من قِبل الانقلاب المدعوم من طهران ومن قِبل التحالف ومن قِبل المنظمات المشبوهة التي أسهمت - و مازالت - في إيجاد هذه الفوضى والعدمية.
 
 علينا تقبل فكرة أن أعداء امتنا اليمنية استغلوا ضعفنا و صراعاتنا ليفعلوا بنا كل هذا الذي نعيشه ونراه، ليست نظرية المؤامرة فما نعيشه معاناة حقيقة بكل أركانها ليست مختلقة وليست توهمات.
 
 إن ترميم الذات يبدأ بمعرفة المشكلة وتشخيصها ووضوحها في إدراكنا، لدينا انقلاب وحرب مفروضة علينا وهناك من يريد فرض القتلة والانقلابيين حكاماً علينا، هذا لن يحدث أبداً مادام فينا يمني مخلص يتنفس، أخي اليمني أينما كنت حقق هدفك الصغير بالتعليم والعمل والتثقيف وبناء وتطوير الذات، فهذا يساعدك على ترميم ذاتك وعلى المقاومة وعلى تجاوز المعاناة، الانتماء لتلك الكيانات المتخصصة ستعزز قوة ذاتك و تنقلك من الحالة السلبية إلى الحالة الإيجابية، لتنطلق فيما بعد مع أحبابك وزمرتك ومجموعتك في تحقيق أهداف أمتنا اليمنية العظيمة، اليوم أنت كامن وتستعد وتعد نفسك لتكون غداً فاعلاً في الميدان، فلن يكون ( أبو كلب) و(أبو مقرمة) و(أبو شمبل) و(أبو الهفل) و(أبو النطل) بديلاً عنك مهما كان ولو انطبقت السماء على الأرض، لن نقبل بهؤلاء السفهاء في صنعاء وعدن لن يحكمونا مهما ساعدتهم الظروف وقهرتنا الأوضاع. 
 
إرفع رأسك أنت يمني ولا تدع الشعور بالدونية يتسلل إلى ذاتك فقط لأنك تعاني الشظف، ليكن لك حضور وبصمة ومكون ومنصة تعبر من خلالها عن عنفوانك اليمني الأصيل، لست نكرة أنت ابن حضارة تمتد على هذه الأرض لأكثر من ستة آلاف عام، أعلم أنك ستفعل أثق أنني أتحدث من داخل قلبك وبأحرف روحك فالهم واحد، أعرف انك تفهمني بكل وضوح، أنا أؤمن بك كثيرا وبطاقتك غير المحدودة، أنت جبل أينما ذهبت لا يمكن هدّ الجبال اليمنية لذا لا يمكن قهرك للأبد.
 
 أنت بحاجة ماسة دائمة إلى ترميم ذاتك وبعثها من الرماد، لابد أن ترتبط بخالقك الجبار القوي مهما كانت الظروف، لابد من أن تتعلم وتتثقف وتعي وتنهض، لا ضياع لا انحراف عن حق شعبنا في استعادة وبناء دولته على أرضه، استدعي قيمك وشخصية أبيك وجدك ومعلمك وكل عزيز على نفسك، وثق أنك لست وحدك.
 
 في إنشاء المكونات اليمنية في الخارج نحتاج إلى عدة قواعد منها الشراكة والاحترام المتبادل والتعاون في كل المشتركات بين كل المكونات، لا مكون بديل عن مكون، ولا مكون ينافس مكون أخر لا في فكرته ولا في عمله، لا اجتماعات ولا شلليات لأجل الكراهية أو تصفية الآخر، نحتاج إلى فصل عمل هذه المكونات والكيانات، علينا الحفاظ على الموجود منها  والبناء عليه لا هدمه ولا التصادم في المهام والواجبات، علينا الإدراك ونحن هنا في جنوب شرق آسيا، أن فكرة العمل في مجموعات هو معجزة آسيا من اليابان إلى الصين وكوريا الجنوبية وبقية دول النمور الأسيوية . 
 
نحتاج المُنظر كما نحتاج المُنفذ في مسار منفصل متكامل بين العملين التنظير والتنفيذ، لابد من تشغيل كل الطاقات والمواهب، لابد من فهم عملية التكامل بين المُنظر والمُنفذ، كما أنه لا غنى عن وجود عناوين واضحة لهذه المجموعات وأهداف قابلة للتطبيق ورؤى واقعية ليسهل للمكونات الذهاب نحو المستقبل والأخذ بيد شعبنا فهذه مهمتها، عندما تسقط الدولة فالمهمة منوطة بالمجتمع وهذه مكوناته التي تعرف همومه ومشاكله، وغداً ستكبر وتتحول إلى أحزاب وتيارات تخوض غمار التنمية وخدمة الشعب.
 
ماذا بعد سقوط الدولة؟
 
المقاومة وخروج المجتمع للقيام بدروه وهذا فرض على كل فرد وليس نافلة.
 
 ماذا بعد الأحزاب؟
 
منظمات المجتمع المدني الأقرب للناس وللجماهير، فهي أطر بسيطة ويجب أن تبتعد عن التعقيد، وهي من ستصنع الفرص وستشكل الدولة وتوجهاته وتصنع مستقبله.
 
ما هو الكيان الجامع لليمنيين كلهم؟ 
 
هناك توهم وهناك جشع منظور وغير منظور .. هناك من يريد أن يكون هو وجماعته الكيان الجامع والجارف والحشد الأكبر، كل هذا وهم يأتي من البحث عن المكانة والغباء الوجودي، القالب الجامع يا سادة لكل أبناء الامة اليمنية هي الجمهورية اليمنية أهم ما صنعته الأمة اليمنية منذ ثلاثة آلاف عام، لماذا نبحث عن غيره و هو الموجود بقوة الدستور والاعتراف الدولي والعلم والهوية السياسية الواضحة، فشلت الحكومات السابقة والأنظمة في تفعيل هذه الانجاز لكنها مشكلة تلك الأنظمة والجهات وليست مشكلة الجمهورية اليمنية.  
 
الأحزاب السياسية هي كيانات جامعة في مساحتها وليست أحزاب طائفية أو عرقية أو جهوية أو قروية مهما حصل لها من تشويه من خلال أداء نُخبها وقادتها تظل كيانات جامعة لايوجد حزب لقريتي وحزب لقريتك لا حزب للشرق وأخر للغرب وأخر للشمال وأخر للجنوب، هي كيانات جامعة من حيث الفكرة والمفهوم، بل منها ماهو قومي وأممي وعالمي فتفعيلها هو الحل لا التفكير بقروية واختلاق أوهام غير موجودة. الكيانات العامة والمكونات التي نتحدث عنها هي كيانات جامعة وهكذا يفترض بها، لنتذكر بأننا يمنيين لا قرويين.
 
المحاصصة التي يتحدث عنها البعض هي فخ وقع فيها البعض فلا تجعلوها هدف، فهي فعل ضار يسيء للذات وللكوادر والملكات، وهي مفهوم بدائي أطلقه الحمقى والجشعين ليتخلصوا من الكوادر والكفاءات الموجودة لدى شعبنا.
 
نحتاج إلى التفريق بين الدور والوظيفة، وجودك في مكون هو دور تطوعي تقوم به أنت بقناعتك وليست وظيفة تستحق الصياح والبكاء والمحاصصة والقسمة، الوظيفة مسألة أخرى ولها قانون الوظيفة العامة.
 
من أين تستمد هذه الكيانات والمكونات شرعيتها ؟
 
من دستور الجمهورية اليمنية ومن القوانين واللوائح، لا تبحثوا عن شرعية خارج هذا الإطار وأنتم تؤسسون مكوناتكم وكياناتكم ومنتدياتكم وملتقياتكم. وهي بالطبع تمثل كل روادها ومرتادي نواديها وأفرادها فلا يستطيع أيّا كان أن يمثل اليمن بمفرده ويلغي الشعب.
 
تتكون الدولة من الهوية والأرض والشعب والسلطة والمعارضة والدستور، الأرض اليوم بيد عملاء طهران وبيد التحالف ومليشياته، ماذا نستطيع أن نفعل ولسنا هناك في الجبهة؟ نستطيع أن نعمل الكثير في الحفاظ على الهوية اليمنية الثقافية والسياسة، نستطيع أن نعمل من خلال الشعب ونخبه نستطيع أن نحافظ على الدستور اليمني من خلال التمسك به واعتباره مرجعيتنا العُليا فهو العقد  الاجتماعي الناظم لنا ومنه نستمد شرعيتنا ومن خلال التمسك به نحافظ على سيادتنا التي فرط بها الانقلاب من جهة والشرعية والأحزاب من جهة أخرى، نحتاج إلى تنوير مجتمعي يرغم الأحزاب على الانصياع لأصواتنا المتصاعدة، أصوات الشعب التي صنعت ثورة 11 فبراير 2011 والتي تمتد اليوم في واقعنا كفكرة، لو كنا تابعين لحزب أو لجهة أو لطائفة ماكنا لنثور وماكنا لنقاوم اليوم من يعملون على طمس هويتنا اليمنية الثقافية والسياسية وماكنا اليوم لنعيد تشكيل مجتمعنا من هنا من المهجر والشتات.
 
 كونوا تشكيلاتكم .. رصوا صفوفكم، أنتم تصنعون اليمن .. تستعيدون الدولة ولديكم القدرة والخبرة والكفاءة لإعادة بناء مؤسساتها لاحقا.
 
 أنا هنا لست باحث عن الصدارة والواجهة والسيادة أنا هنا مجرد خادم لكم وعندي الاستعداد الكافي لخدمة الفكرة اليمنية كواحد منكم لا أكثر، أنا أنتمي لكم يا أبناء شعبنا الفقير و المكافح، انتمى لكم أيها المقهورين والمشردين، قدري هو قدركم ومكانتي من مكانتكم ويدي بيدكم، أحب أن أخبركم بسر خطير، عندما ننشئ كيان سيفكر كل واحد منا بالأقرب له في السلوك والتفكير والشلة والجماعة والقرية والانتماء، لكن أنا لا يهمني سوى أن يكون كل الأفراد من أولاد الفقراء والفلاحين والعمال والموظفين والمكافحين الذين عركتهم الحياة وعصرت حياة أسرهم، ويعلمون المعنى الحقيقي للخبز وماذا يعني التعليم للأسر الفقيرة وماذا يعني الحب والصدق، وهذه شروط العضوية عندي أنا للانتماء لأي فكرة ومجموعة وكيان و منتدى وملتقى.
 
سنعمل معا على ترشيد كل الخلافات وكسر الحواجز بيننا كمجموعات لنحول كل هذه الكيانات إلى أرقام صحيحة، لا أحتاج أن يكون أسمى في هذه القائمة أو تلك أحتاج أن تكون فكرتي هنا وهناك وفي كل فكرة نيرة تضيء لنا هذا الطريق المعتم، من يختلفون معي بسبب 2011 شكراً لهم، فقط ليتذكروا أن الظروف تغيرت في نهاية 2014، وتغيرت في الربع الأول من 2015، وها نحن نكافح ونناضل معا لبقاء الهوية الوطنية .. لبقاء الجمهورية اليمنية وهي كياننا الجامع والشرعي والشعبي والمعترف به اقليمياً ودولياً.
 
أتمنى لكم عاماً سعيداً، وأتمنى أن تكونوا أينما يريد شعبكم الذي يذوق الآن مرارات الحروب وينتظر منكم الحلول فقد انتدبكم لهذه المهمة حينما بعثكم في كل هذه الدول لتكونوا عونا وسندا له في وقت الشدة، ومحبتي للجميع.
 
 
 

التعليقات