عبدالوهاب العمراني

عبدالوهاب العمراني

كاتب يمني سفير في وزارة الخارجية اليمنية

كل الكتابات
خمس سنوات من حرب التحالف في اليمن
الأحد, 19 يناير, 2020 - 02:41 مساءً

على خلفية تباين ردود الافعال المتباينة في الرأي العام اليمني والاطراف الفاعلة جراء قصف تجمع جنود يمنيين "المحسوبة على الشرعية" يبدو ان الحكومة الشرعية غدت بعد خمس سنوات من هذا التدمير هي الحلقة الاضعف في الصراع الاقليمي وبغض النظر عن من تبنى هذه الفعلة الاجرامية سو عدوا " محلي" او " حليف" اقليمي فكلاهما تخرجان من فوهة ما عُرف مجازا " نيران صديقه وما اكثرها وهي كحوداث الاغتيالات لشخصيات يمنية مناهضة للتحالف اغلبها تقيد ضد مجهول لتكون طي النسيان.
 
ترابط الافعال والاحداث وبالتالي النتائج بين ما يجري في منقطة لأخرى في مارب وانعكاسه على المشهد في المحافظات الجنوبية والعكس صحيح يجعل ضبط ايقاع الحرب مستعصيا على المحلل والمراقب على السواء.
 
في نهاية المطاف يبدو بما لا يدع للشك بأن الاقليم الذي يفترض بأنه تدخل في اليمن تحت لافتة استعادة الشرعية ومن خلال تحركه اللوجستي والسياسي وحتى الاعلامي يعكس نوايا مبيته بالفعل وهي تهيئة الملعب لنهاية المشهد ، والذي يفضي ليمن مشرذم وفي احسن الاحوال لشطرين.
 
وكان لابد من انهاك الشرعية وانهاكها وابعادها خارج اسوار اليمن لتبقى شاهد زور على تأكلها البطئ.
 
وكأن الأقليم يوحي بصوره صارخة تزداد صراحة وجراءة يوما بعد يوم بمحاولة إبتكار سبل ووسائل متعددة لتدمير " الشرعية" وعدم جعل عدن نموذج يقتدى . بحيث غدت بداوة مارب اكثر تفاعلا مع التماهى على رؤية الاستقرار رغم شحة الامكانيات وتواضع البنية التحتية لتكون أكثر نضجا من "تمدن" عدن المفترض منذ عقود !
 
ومن هنا فقد حاول ودأب الاقليم بتصرفاته وافعاله على ارغام الشعب اليمني ان يقبل انفصالا ناعما بدعم مزدوج لمجموعتين متمردتين في اليمن ليرضخوا بالتالي لما عرف بسلطات الأمر الواقع سوى في صنعاء او عدن.
 
هذا ليس مجرد تكهن بل أن ممارسات دولتي التحالف تؤكد هذا لوجستيا وعملياً بغض النظر عما يقال إعلامياً .. العبرة بنتائج الافعال لا الاقوال.
 
اثببت الوقائع خلال نحو خمس سنوات عندما تواطئت الدولة العميقة التي انقسمت بقاياها بين سلطة الأمر الواقع في صنعاء وخصومهم خارج اليمن للتهيئة لهذا الوضع المتفاقم من يوم لاخر.
 
إجمالاً ووفق مسوغات واقع الحال يمكن القول بأنه لا يلوح في الأفق حلا سياسياً ، على الاقل على الامد القريب ، ومع ذلك فأن الخيار العسكري قد لا يعني حسماً مفترضاً قريبا و لا يؤشر بقرب نهاية لهذه الحرب التي لا يُعزى تعثرها لعجز عسكري بقدر ما هو قرار سياسي في سياق اعتبارات دولية لان المخرج الأساسي ليس الفاعلين الوطنيين ولا حتى الإقليم.
 
ثمة مؤشرات اقليمية لديمومة الحرب واستمرار حالة المنزلة بين المنزلتين ، اي اللاحرب واللاسلم ، وكما ذكرت سابقاً في سياق تهيئة الملعب لنهاية المشهد لشرذمة اليمن وجعله ضعيفا تابعا ، وذلك بمحاولة تدوير الدولة العميقة تماما كما حصل في مصر وليبيا واجهاض الربيع العربي من مضمونة ، ولهذا مستقبل بلدان الربيع العربي اما اصرار الاقليم لتنفيذ كهذا مخطط او تسليم العواصم الاربع لايران ومنها صنعاء العاصمة الرابعة كما وصفها قائد الحرس الثوري الايراني.
 
وبداهة فقد غدا واضحا بما لا لبس فيه ان تأمر الاقليم على محاولة تجربة ثورة الربيع العربي في نسخته اليمن هي دولتان في الاقليم وبداهة عربا قبل ان نتهم العجم.
 
* كاتب وسفير في الخارجية اليمنية
 

التعليقات