الحنين إلى عهد صالح
الخميس, 06 فبراير, 2020 - 05:57 مساءً

ترددت الدعوات للمصالحة بين المؤتمر والاصلاح كثيرا خلال الأونة الأخيرة، وهو منطق سقيم بالنسبة للواقع الذي تعيشه اليمن.
 
ينطلق أصحاب هذه الدعوات من مشاعر متوارية أو غير مدركة للمتغيرات الهائلة التي جرت منذ العام 2011.
 
يستدعون زمن علي عبدالله صالح بقوته ومركزيته السياسية، وكأنهم عديمي صلة مع أخبار الحرب مع الحوثيين وتدخلات التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات في كل تفاصيل الحياة الصغيرة.
 
يعيش قادة الأحزاب السياسية المدعوة للمصالحة حالة شتات في عواصم الخليج وفي الرياض تحديدا، حتى صارت إقامتهم مبعث سخرية وتندر بين اليمنيين في مواقع التواصل الاجتماعي.
 
لا تصدر عنهم مواقف وطنية بشأن قضايا مصيرية تتعلق بالخراب والتدمير والتقسيم الذي تتعرض له البلاد بعد أن أغدقتهم اللجنة الخاصة بالمال المدنس. هم مختطفون على أية حال وفي حالة عبودية للمول والمضيف.
 
كيف يمكن أن نتصور بأن دعوة المصالحة بين هؤلاء المشتتون والمستعبدون بمسألة الاقامة ستنتج حالة سياسية فاعلة في البلاد.
 
اعتاد اليمنيون على سماع دعوات التصالح والتسامح خلال الفترات الماضية بما يكفي عقب كوارث حروبهم. كانت بعضها تبدو جديرة بالتقدير والموضوعية.
 
إلا أنها هذه المرة تأتي ممجوجة ودون أية أرضية سياسية مهيأة إطلاقا. فقط مجرد خيالات وحنين إلى ما قبل العام 2011.

إنه الحنين إلى زمن التحالف السياسي مع صالح. هذه هي الحقيقة التي يتوارى خلفها أصحاب الدعوة. ومن حقهم أن يعبروا عن ايجابيات تلك المرحلة المتعددة. لكن غير مسموح لهم تصدير الوهم.
 
الإصلاح حزب تم إضعافه كثيرا، فيما المؤتمر لم يعد كيانا واحدا موحدا، وقد أضحى تيارات متعددة وضعيفة موزعة على عواصم الرياض وأبو ظبي وصنعاء.
 
مقاومة الحوثي في الجبهات لا تستلزم تصدير الأوهام في وسائل الإعلام.
 
لا نشك إن الكثيرين تستهويهم الحالة السياسية في عهد صالح بسبب حالة التوهان والواقع المرير الذي نعيشه. لكن كم تبدو فكرة تصدر المشهد الآن سيئة وبغيضة.
 
لقد أضحت جماعة الحوثي حقيقة من حقائق الحياة اليمنية أوجدتها ضغائن وأحقاد قبيحة، انما مواجهتها في الميدان كمليشيا فاشية لا تحتمل هذا التهويش واستدعاء زمن غير موجود.

فتشوا عن التحالف أولا. هل هو راض عنكم وعن تصالحكم؟
 

التعليقات