في جردة حساب : ماهي أهداف عاصفة العجز بعد خمس سنوات من سقوط صنعاء ؟
الجواب :
تدمير اليمن ونسيجه الاجتماعي ، تجذر سلطة الحوثي وإرغام اليمنيين القبول به كأمر واقع مع التوازي مع استحداث واستنساخ انقلاب آخر وتقويته وتسليحه من قبل التحالف ومن ثم خلق الصراعات لينتهي الامر بوساطة " لتهدئة" الامور ينتهي بشرعنة الانقلاب الجديد لتنقسم الشرعية الضعيفة أصلا بمكون جديد مسنود اماراتياً وسعوديا.
وبعد قتل وجرح ما يقارب من ربع مليون وتهجير مليونين يمني داخل اليمن ومليون خارجه ونحو ثلاث سنوات بدون مرتبات وضعف العملة وانتشار الكوليرا وسجن واختطاف عشرات الآلاف من اليمنيين سوا من قبل سلطة الامر الواقع في صنعاء او سلطة الأمر الواقع ( المشرعنة ) مؤخرا في عدن بسجون انشأت من قبل الامارات ، وبعد عزلة اليمن وغدة مطارات العالم مغلقة امام اليمنيين ، وبعد اغلاق مطارات ومواني اليمن سوا تلك التي تحت سلطة الحوثي او حتى التي يقال عنها (المحررة) وبعد انقطاع تصدير النفط وتراجع تصدير الثروة السمكية والمنتجات الزراعية وبعد فرض اتفاق استوكهلم وتلكؤ ميلشيا الحوثي ، واليوم تلكؤ ميليشيا الانتقالي في تنفيد اتفاق الرياض الملغم أصلا بمنع عودة كامل الحكومة حسب الاتفاق وإصرار الانتقالي على رفع اعلام الانفصال ومنع أي رمز للحكومة اليمنية ، بعد ان زرع اليأس والقنوط وجعل الشعب اليمني يقبل بأي حل المهم ايقاف هذه الحرب التي لم يعد لها معنى بعد كل هذا يستجدى سلاما مع الحوثي ويستنسخ انقلاب آخر بدعم من يفترض ان دمر اليمن بسموغ استعادة الشرعية .
من يقراء هذا لقارى خارج اليمن او من غير العرب سيعتقد ان اليمن اصبحت بدون شعب حي ، وهذا هو الواقع لان هذا الشعب همه الى جانب الكرامة والحرية البحث عن لقمة عيش وغاز وبترول وأمن ودواء الخ.
* عاصفة العجز زادت نفوذ الحوثي وتجذره في كل مفاصل الدولة وتحول جيش الشرعية من حالة هجوم لدفاع وهو الأمر نفسه لدولتي التحلف غدت هدفاً لصواريخ الحوثي والطائرات المسيرة .
بل واضطرت السعودية تجنيد مرتزقة يمنيين وسواهم لحماية حدودها !
* قتل من المدنيين اكثر ممن لقوا مصرعهم في جبهات القتال وذلك من طرفي الصراع والنصيب الأكبر للنيران الصديقة سوا في قصف المدن او حتى قصف طيران التحالف على جيش الشرعية.
* نحو نصف مليون قتيل مدني وعسكري خلال خمس سنوات اغلبهم مدنيين ، ومأة الآلاف من الجرحى وعشرات الآلاف من المخطوفين والاسرى .
ناهيك عن افرازات يوميات الحرب وتدمير التحالف للبنية التحتية على مدار الساعة في اليمن خلال الخمس سنوات المنصرمة ، والتي تتلخص في هذه المأساة في تدمير البنيان والعمران والإنسان.
*وأصبحت الشرعية اسيرة لخمس سنوات واستنسخ انقلاب آخر ليجذر الاونقلاب الأول.
يتماهى كلا من سلطة صنعاء وانقلاب عدن سرا او جهرا لان كلا منهما يسوغ للاخر . كما ان اهداف الانقلابين هي نفس اهداف التحالف الغير معلنة ليس فقط لتشطير اليمن بل تشرذمة لاكثر من سلطة ومؤشر ذلك واضحة للعيان حاليا حيث يوجد أكثر من سلطة داخل اليمن.
* من بقراء التاريخ سيرى أنظمة استبدادية ولكنها شرعية فالحزب النازي الألماني بزعامة هتلر على سبيل المثال الذي تولى السلطة في بداية ثلاثينات القرن الماضي بموجب انتخابات حرة حقيقية ، وقد حظي بشعبية لان الأمة الألمانية وقتها كانت تعيش حالة غليان بعد هزيمتها في الحرب الأولى ولذا فقد كانت الذاكرة الألمانية الجمعية والضمير الألماني بركان حقد يغلي لهزيمة الالمان في الحرب العالمية الاولى .. وقد وجد في طموحات هتلر ما يشفي غليله غير انه جلب الدمار ليس للدولة الألمانية فحسب بل وللعالم اجمع.!
ولو أسقطنا مسوغات تحول النازية في المانيا لباروت زلزل أوروبا على ما حدث في اليمن فأن اليمنيين الذين كانوا بداية عاصفة العجز في معظمهم مؤيدون لهذا التدخل على امل على القضاء على الحوثي وبعد كل ما جرى ويجري فانهم اليوم على النقيض فقد خسر الجوار الشعب اليمني وفرض عليه ان يؤيد مكرها في بعض مناطق الحوثي الذي يعتقد البعض انه يدافع عن اليمن واستقلاله وسيادته ولهذا في حال لم يحتوى الحوثي من قبل التحالف الذي يتماهى معه عمليا ويختلف معه نظريا فأن الخيار الأخر ان يتحول اليمن لمربع معادي للخليج ويتموضع في حظن اعداء اعداء اليمن وهي ايران تماما كما حدث للألمان.
نكبة اليمن اليوم هي ان الشعب ضحية التنكيل به من قبل الغازي "الوطني" والخارجي ، بين شرعية ضعيفة وتحالف متخاذل شن الحرب تحت لافتة تختلف كليا عن ما يجري اليوم على واقع المشهد السياسي والعسكري .
الهزيمة المعنوية الكبرى الذي تلقاها اليمنيين كانت بسبب ركونهم على التحالف.
* سفير ودبلوماسي في الخارجية اليمنية