فشلت الامم المتحدة في اخماد الفتن والحروب في اكثر من بؤرة دولية منذ عقود مضت .. فعلى سبيل المثال فشلت في اليمن في حرب الستينيات وكذلك في الازمة التي اعقبت ما عرف بثورة الربيع العربي ، يذكرنا هذا ايضا بتكرار سيناريو الفشل ألأممي مرّة أخرى خلال الحرب الأهلية في اليمن عام 1994، التي لم تختلف في بعض نقاطها الرئيسية عن حرب الستينات ولا عن الحرب الدائرة اليوم، حيث فشل المبعوث ألأممي الأخضر الإبراهيمي، في فرض وقف لإطلاق النار مثلما فشل جمال بن عمر في مهمته ، في الحرب التي دقت طبولها في صيف 2014 وتشهد اليوم أوجها، ووصلت إلى حدّ فرض تدخّل عسكري خارجي، تقوده السعودية، بمشاركة دول عربية.
حالة الإحباط والتشبث بالسلام لدى اليمنيين جعلهم يبالغون في دور الأمم المتحدة وكأنها تحمل عصا سحرية وبمجرد طرح خارطة طريق تكون نستبشر بغد أفضل وسلام مُستدام والحال غير ذلك ، فعند الشعوب المقهورة او النخُب المجبورة في أكثر الدول التي تشهد صراعات لا يؤمل بفرض حلول جاهزة فربما تكون طوق نجاه لساسة يهربون للأمام بينما يهرول الشعب الضحية للمجهول!
فشلت دبلوماسية الامم المتحدة في حرب الستينيات ولم تتوصل الحرب إلى حل سياسي حتى عام 1970، بعد أن قامت القوى الأجنبية والمصالح الدولية بالانسحاب من البلاد من تلقاء نفسها. وانتقد العديد من اليمنيين جهود المراقبين الدوليين في حفظ السلام الدولية، حيث اعتبروه بمثابة ستار لإعادة تسليح الجانبين في حرب أهلية. وتمكنت المملكة العربية السعودية من تحويل طرق الإمداد إلى مناطق حدودية أخرى خارج المنطقة التي تخضع لرقابة الأمم المتحدة، في حين قامت مصر بتعويض عدد من قواتها بآخرين أكثر حركية.
وفي سياق سرد دور الامم المتحدة في اليمن منذ اكثر من نصف قرن يُحمّل الكاتب (آشيرأوركابي) مؤلّف كتاب “الحرب الأهلية اليمنية 1962 – 1968”، في تحليل ، صدر في مجلة “سياسات دولية” (عدد مايو) 2015، الأمم المتّحدة مسؤولية انهيار الوضع في اليمن، وفشل ما أسماه السلام المراوغ. واعتبر (أوركابي) أن استقالة المبعوث ألأممي جمال بن عمر، بعد نشوب هذه الحرب قبل ثلاث سنوات ، بعد أربع سنوات من تعيينه ، وإيصال ميلشيا الحوثي للقصر الجمهوري .. تشكّل مشهدا جديدا، لكنه متوقّع وفق تلك المقدمات ، من قصّة معضلة الأمم المتحدة في اليمن. وقد شهد اليمن، خلال العقود الخمسة الأخيرة، العديد من الإخفاقات، لذلك لا يعتبر فشل الجهود المبذولة مؤخرا لإقامة حكومة مستقرة أمرا مفاجئا، وفق أوركابي، الذي يدعو المجتمع الدولي إلى مراجعة تاريخه حول مسألة التدخل في اليمن، لمنع فشل جديد نتيجته تفاقم الأزمة وانهيار تام للبلاد
خلاصة الامر فيما يتعلق الامر بهذه الحرب العبثية بعد فشل التحالف نخلص ونقول من اجل تأسيس مداميك سلام مستدام ودولة مدنية انتظرها اليمنيون منذ نحو قرن مضى فلا ينبغي أن تُمرر إرادات تيارات يمنية فاشلة وعابثة وتحاول استجداء الأمم المتحدة لإقرار رؤية عبر دهاليز وأورقه الأمم المتحدة بشرعن الانقلاب على خلفية فشل وتأمر التحالف وضعف الشرعية بصورة تبدوا توافقية من اجل تقاسم كعكة السلطة مثلما يحدث في بلدان البؤر المتفجرة هي ان جماعة صغيرة عاجزة عن الحكم بصورة ديمقراطية وتنتهج سياسة الغلبة لتحقيق طموحاتها كاليمن وسوريا والعراق والبلدان التي تحت مطرقة السعودية وسندان إيران ، أنها سنة الحياة وسمة الصراع الأزلي بين الأمم فالأمم المتحدة إجمالاً غير متحدة هي مطية للنفوذ والاستبداد الدولي .
* كاتب وسفير في الخارجية اليمنية