ليبيا تتجه لمحاكمة المتمردين ومحاسبة الدول الداعمة عربية كانت او غربية .
من ظمن الاجرأت لحكومة الوفاق هي احكام السيطرة على جنوب غرب ليبيا والحدود مع تونس تحديداً ، وبهذا تمنع خروج كل المتطورطين من المرتزقة وداعميهم ، وقد تفرز فضائح وتفاصيل مهمة تدين الطرف المتمرد ومن خلفهم .
من ميزات الانظمة الشرعية التي تحرص ديمومتها او في حالة استعادة الشرعية المختطفة هي التمترس في اوطانهم والنضال من داخل اوطانهما الذي بدوره يعدد خيارات التحالف .
من ضمن تداعيات الربيع العربي في نسخته الليبية او اليمنية او السورية هي داب الثورة المضادة التي قادتها ممالك النفط انها سعت لتقسيم المقسم وفي نفس الوقت لا تحبذ من الآخرين ان يتناولوا اي شأن داخلي لبلدانهم ومنهم وحدتهم الوطنية ، بينما يسعون لشرذمة الاوطان ، ليفصلو بني غازي عن طرابلس وصنعاء عن عدن .
في اليمن وضعوا البيض في سلة التحالف وكأنها قدراً على اليمن ، وعولوا على هادي وكأنه قدر على اليمن .
كلا من ليبيا واليمن يدأب الخليج لاستعادة الدولة العميقة لازلام القذافي منهم حفتر وبوادر تهيئة سيف الاسلام القذافي هو الامر نفسه في اليمن ازلام الرئيس السابق.ابنائه وعائلة صالح.
ليبيا كاليمن الشرعية يؤيدها المجتمع الدولي نعم لكن تكالب عليها العرب وغيرهم وليس لايران يد حتى تكون شماعة المجوس .
ذلك ان ما يجمع بؤر سوريا ولبنان والعراق واليمن هو " الصراع بين إيران وانظمة الخليج الموالية لامريكا" وانعكس ذلك على هذه العواصم التي وصفت صنعاء بالعاصمة الرابعة هو ان ايران عامل مشترك بينهما ، في حين لا تنطبق هذا الوصف على ليبيا فليس لديها شيعة وليس هناك مسوغ إيران .
الاخطاء متراكمة للدولة العميقة في اليمن التي اسسها زعيم الفساد بدأت منذ المبادرة الخليجية السيئة الصيت ومن ثم بالتماهي مع الحركة الحوثية بأشراكهم في الحوار الوطني وهم بسلاحهم مجرد ميلشيا وليسوا بحزب ، ومن ثم التوقيع على ما سمى بأتفاق السلم والشراكة تحت اسنة الرماح غدا سقوط صنعاء المدوري ومرورا بعدم العودة للداخل اليمني والمناطق " المحررة " وهي لم تتحر ولكن من يد اعملاء العجم لعبث ازلام العرب المستعربة ، والعرب أشد كفراً ونفاقاً وانتهاء بالتماهي مع الانقلاب المستنسخ المسنود من التحالف نفسه وليس فقط من قبل الامارات ومن السذاجة الحديث عن اختلاف بين طرفي التحالف ، فالكفر ملة واحدة !
اختلفوا في فقط في الاساليب والتي تؤدي نفس الهدف شرذمة اليمن ، حتى الامارات لا تريد خيرا للجنوبيين ولا تريد انفصال هي تريد شرذمة اليمن وفي افضل الاحوال الانفصال .
نكبة اليمن اليوم هي ان الشعب ضحية التنكيل به من قبل الغازي "الوطني" والخارجي ، وتحالف متخاذل شن الحرب تحت لافتة تختلف كليا عن ما يجري اليوم على واقع المشهد السياسي والعسكري .
الهزيمة المعنوية الكبرى الذي تلقاها اليمنيين كانت بسبب ركونهم على التحالف وهنا تصدق ماقاله الروائي الكبير أمين معلوف : " أنا على يقين بأن من سيكتبون التاريخ بعد مئة عام سيقولون إن النفط لم يحقق الثروة للعرب إلا التعجيل في هلاكهم".
أمة خُلقت لتفنى . !
* كاتب وسفير في الخارجية اليمنية