أحمد الشلفي

أحمد الشلفي

كاتب وإعلامي يمني

كل الكتابات
 في مديح الحكي والتذكر
الجمعة, 17 أبريل, 2020 - 06:09 مساءً

اختلف الأصدقاء حول نوعية ما أكتب فهل هو سيرة ذاتية أم مذكرات أم سرد أم قصة نجاح أم مقال؟
 
والحقيقة أنه ليس أيامن هذا وقد يكون ذلك مجتمعا إن كنت أنوي .
 
لكن الأمر لم يكن كذلك فهو سرد لقصة واحد من الناس يمكن أن تسميه ما تشاء لأنني اعتبر أن كل شخص منا هو كون قائم بذاته وتستحق قصته أن تروى للآخرين، ففي حياة كل واحد ما يستحق أن يسمعه الآخرون وفي حياة كل منا ما يفخر به أو ما يسوئه.
 
ليس في الأمر بطولة بالتأكيد ،لكنني أعتقد أنني عندما حكيت قصة صراعي مع والدي حول ما أريد أنا ومايريد هو حول حلمي وحلمه فإنني رويت قصة الكثيرين من أبناء ذلك الجيل والأجيال التي سبقته ولدى الناس الكثير من الحكايات والتجارب لكنهم لا يستطيعون أولم يتمكنوا من فعل ذلك.
 
هل هناك جديد فيما كتبت؟ ربما لا وربما نعم ،ولكن مايثير فضول الكثيرين دائماأن يحكي أحدنا قصته بنفسه .
لماذا على الآخرين دائما أن يحكوا قصتك بدلا عنك؟ لماذا على أولادك مثلا أن يبحثوا عن قصتك من شخصية أخرى غيرك؟
 
ماذا لو منحتهم أنت الفرصة لسماع شهادتك عن حياتك وكفاحك ونجاحك وفشلك وصراعك وبداياتك بنفسك؟
 
لقد بدأت الكتابة قبل نحو خمسة عشر يوما أي في الثاني من إبريل 2020م وكان مقالاعن عمود يومي كنت أكتبه قبل حوالي عشرين عاما في صحيفة الناس المحلية بعنوان (ضمير الغائب) وقادني التذكر إلى تلك المرحلة المهمة والحرجة في الصحافة اليمنية ثم وجدتني أحكي قصة الصحافة في عهد صالح لأتورط في تذكرقصص عملي الصحافي قبل أن تخطر لي فكرة أن أعود بالذاكرة إلى البدايات التي صنعت الطفل والمتمرد والشاعر والإعلامي.
 
ولا أنكر أن ردود الفعل على الصفحة أو في الرسائل الخاصة راقتني وشدتني فألزمت نفسي يوميا على كتابة شيء ما .
 
بدا الأمر التزاما فأنا أفكر بالزواية أولا منذ اليوم الأول ثم أضع القصة التي أبني عليها والشخصيات وأبحث في التواريخ والصور والأحداث لأشكل قصتي اليومية رواية، سردا ،مذكرات ، مقالا، سمها ما تشاء.
 
إنه أمر ممتع حقا فقد خصصت النهار كاملا للبدء في الكتابة وساعدني في ذلك الحجر الصحي وبقائي الطويل في المنزل إذتعودت طيلة حياتي أن أصحو قبل الجميع وأن أفعل شيئا لأخلد للنوم وأنا أشكر نفسي على ذلك!
 
لطالما بحثنا عن الأبطال في روايات ومذكرات الآخرين وفي صفحات الكتب ومن حولنا الكثير من الإبطال في الحارة ،والمدرسة، والمطعم ،والأزقةوالسوق والكثير من الروايات التي تستحق أن تروى أوكماقال ماركيز في مذكراته عشت لأروي(الحياة ليست ما يعيشه أحدنا وإنما مايتذكره وكيف يتذكره ليرويه )
 
إثارة غبار الأسئلة حول ماهية ما أكتب يدفعني للإستمرارويحفز ذاكرتي على الحكي كأجمل مايمكن أن يفعله أي إنسان في نبش ذاكرته والحفر فيها فقد قرأت أن النبش في الذاكرة علاج للروح وللنفس.
 

التعليقات