إنفراد
تعودت خلال فترات ما بعد الثورة أن أنشر أخبارا خاصة من مصادر متعددة عما كان يحدث في تلك الفترة ومن ضمن ما نشرت هذه الشهادة المهمة التي نقلتها عن أكثر من مصدر
سأعيد في هذه الحلقة حديثا كنت انفردت به في 2013م جرى على لسان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي فقد قال امام عدد من المسؤولين بان ثمة لحظات حرجة مر بها في عام 2011م وهو يقصد تفاصيل المفاوضات حول تنحي صالح آنذاك وما بعدها
وقد وثق حديث هادي كتابة مصدرين حضرا اللقاء في 5/4/2013 بالقصر الجمهوري بالحديدة مع الشخصيات السياسية والاجتماعية هناك فقد قال هادي:
بعد انضمام علي محسن للثورة ذهبت إلى علي عبدالله صالح وقلت له: خلاف علي ناصر محمد وعلي سالم البيض دمر الجنوب وخلافكم سيدمر البلد فلماذا لانستقيل جميعا ونسلم البلد للجيل الجديد ونرحل فوافق وقال لي:
إذهب إلى علي محسن وأخبره بالأمر، وفعلا ذهبت إلى علي محسن وحدثته بالأمر فوافق ولكن بشرط ترتيب الجيش، اتصلت بعلي عبدالله صالح وأخبرته بموافقة علي محسن فقال لي:
إذن تأتي أنت وهو إلى سنحان لنكمل الإتفاق .
يقول هادي :زرت علي محسن وأخبرته بكلام صالح حول الذهاب إلى سنحان لمناقشة كيفية استقالتهما فقال علي محسن:
الرئيس يريد أن يتخلص مني ومنك لو ذهبنا إلى سنحان لكن إذا كان ولابد فلنأخذ معنا السفير الأمريكي والسفير السعودي وبينما نحن نتحدث اتصل صالح بعلي محسن وقال له :
نلتقي في بيت النائب، وفعلا حضر الطرفان إلى منزلي وتفاجأ صالح بموافقة علي محسن على الاستقالة وقال:
أنا اشترط ضمانة وهي حضور السفير الامريكي.
يقول هادي :اتصلنا بالسفير الأمريكي فحضر بسرعة ولكنا تفاجئنا بصالح يخرج من المكان قبل حضور السفير بخمس دقائق وتواعدنا أن يحضر اليوم الثاني.
في ذلك اليوم كما يقول هادي حضر عبدالكريم الإرياني وعبد العزيز عبد الغني عن المؤتمر الشعبي وقمنا بكتابة الإتفاقية ليوقع علي محسن لكنه رفض إلا بحضور اليدومي وياسين نعمان فاتصلنا بهم وكانت كل تلفوناتهم مغلقه.
في نفس الليلة بعد خروجه جمع صالح اللجنة العامة وقرروا بالأغلبية عدم السماح لصالح بالاستقالة والأغلبية هي من الشباب أما نحن الكبار في اللجنة ( أنا والإرياني والعليمي والقربي وعبد العزيز عبد الغني (فقد كنا مع الإستقالة)
قلت حينها للجميع إن لم تلتقوا على هذا الاتفاق فلن تلتقوا أبدا.
وفي الجمعة التي تلت جمعة الكرامة حشد صالح أنصاره في السبعين لمطالبته بعدم الاستقالة وجعلها ذريعة لرفض ما اتفق عليه.
حادثة جامع النهدين
يقول هادي: قبل أربعة أيام من حادثة جامع النهدين الذي تمت في محاولة اغتياله، سلم صالح أبين للقاعدة فذهبت إليه غاضبا وقلت له:
أنت تضحك عليّ تظهرني في الصور بجانبك وأنت تسلم محافظتي للقاعدة وقلت له: سوف أذهب للاعتكاف في الحديدة حتى لا تقول عني انفصالي إذا ذهبت إلى عدن وذهبت ولم اتصل به ولكني لم أسافر إلى الحديدة.
بعدها شاهدت حادثة جامع النهدين في التلفزيون في يونيو2011 واتصلوا بي فذهبت إلى صالح في مجمع الدفاع بالعرضي وللأمانة فقد قال لي:
إذهب إلى القيادة وأوقف أي قصف، ذهبت إلى القيادة وهدأت الموقف وفي المساء تواصل معي السفير الأمريكي وقال :
هل كل شيء تحت السيطرة؟
قلت له نعم فقال معك الرئيس أوباما سيكلمك فإذا بالرئيس أوباما يقول :
أمريكا تمد يدها إليك ماذا تحتاج نحن جاهزون ففهمت أنهم يريدون التدخل فقلت :
لا نريد شيئ كل شيئ على ما يرام نريد فقط تعاونكم بلجنة تحقيق متخصصة في الحادث.
فقال لي أوباما : الملك عبد الله سيتصل بك بعد ساعتين.
وفعلا اتصل الملك عبدالله بعد ساعتين وقال لي أنت خير خلف لخير سلف.
قلت له: الرئيس مازال مصابا ونحتاج تعاونكم في العلاج وأحتاج ثلاثة مليون برميل نفط لأن الوضع متأزم جدا فوافق وقال :
تواصلوا مع أرامكو وأنا سأصدر توجيهات الآن.
وصلت الطائرات بعد الحادث وفيها الاطباء وجاءني كبير الاطباء يقول:
أولاد صالح أغبياء يريدون أن ننقل كل المعدات الطبية إلى اليمن لعلاجه وهذا صعب لابد أن يسافر هو إلى مستشفى متخصص بالرياض لأنه إذا ظل اثني عشر ساعة سيفقد حاسة السمع وإذا ظل أربعة وعشرين ساعة سيفقد البصر وإذا ضل ثمانية وأربعين ساعة سيدخل في موت سريري.
فقلت للطبيب أكتب هذا التقرير فكتبه فأخذنا التقرير والطبيب وذهبنا إلى صالح فلما قرأه وافق على السفر وإلا لم يكن موافق نهائيا.
قال هادي أيضا:
قبل أن يسافر صالح جمع أولاده وأوصاهم بتنفيذ ما أقوله لهم.
بعد أن سافر صالح إلى السعودية جاءني خمسة من أولاد عبد الله الأحمر وعلي محسن يطلبون تشكيل حكومة إنقاذ فرفضت وقلت لهم لن نفعل ذلك.
الرجل مصاب وهو في علاج وأنا أنوبه وعليكم جميعا التعاون معنا في تجاوز المشكلة وحلحلة الوضع وسأغادر صنعاء إلى عدن والا سأعقد مؤتمرا صحفيا وأقول :
ما يحدث في صنعاء هو صراع بين آل الأحمر من سنحان وآل الأحمر من حاشد، فتأسف الشيخ صادق لي وطرح عمامته وقال علي محسن لأولاد الأحمر( أنا قلت لكم أن هذا الأمر غير ممكن.